بالرجوع إلى كتابنا (إرهاصات الإعجاز العددي)، الذي اقتبس منه الكاتب فاتح، يلاحظ القارئ عدم أمانته في الاقتباس؛ فلا هو اقتبس النص بحرفيته، ولا قام بوضع نقاط تبين مواضع الحذف من النص، ثم هو قام بالتقديم والتأخير في الكلمات دون مراعاة للنص الأصلي، ونسب الكلام إلينا، ووضع علامات تنصيص!! وإليك أخي القارئ النص الأصلي بكامله، كمثال على عدم دقته في طرح المسائل، وعدم مراعاته للأمانة العلمية:

] هناك (29) سورة في القرآن الكريم تفتتح بأحرف نورانية، منها أربع سور تبدأ بحرف الطاء وهي: (طه: طه، طسم: الشعراء، طس: النمل، طسم: القصص). وقد جاء في كتاب (التعبير القرآني) للدكتور فاضل السامرّائي، في فصل فواصل الآي:

" … كل سورة تبدأ بالطاء ترد فيها قصة موسى في أوائلها مفصلة قبل سائر القصص مثل (طه، وطس، وطسم في القصص، وطسم في الشعراء) وليس في المواطن الأخرى مما يبدأ بالحروف المقطعة مثل ذلك. فالقاسم المشترك فيما يبدأ بالحروف (ط) قصة موسى مفصلة في أوائل السورة …".

لفت انتباهنا عند البحث، أن حرف الطاء يتكرر في سورة القصص 19 مرّة، فلمّا قرأنا كلام الدكتور السامرّائي وقوله إن السور التي تبدأ بحرف الطاء ترد فيها قصة موسى عليه السلام مفصلة، سارعنا إلى إحصاء تكرار موسى وهارون في سورة القصص، فوجدنا أن اسم موسى تكرر 18 مرّة، وورد اسم هارون مرة واحدة. وعليه يكون تكرار موسى وهارون 19مرة. وتجدر الملاحظة هنا أنه من بين كل الأنبياء، لا نجد مثل التلازم القائم بين موسى وهارون، بل لقد أرسلا معا. كما ويجدر ملاحظة أن سورة القصص لم يرد فيها من أسماء الأنبياء إلا موسى وهارون عليهما السلام.

جمّل كلمة موسى هو116، وجمّل كلمة هرون، وفق رسم المصحف، هو 261. وعليه يكون مجموع جمّل موسى و هرون هو 377. إذا عرف هذا، فإليك الملاحظات الأربع الآتية:

أ- مجموع كلمات الآيات التي ورد فيها اسم موسى أو هارون في سورة القصص هو 377 وهو، كما قلنا، مجموع جمّل الاسمين معا.

ب- إذا فتحتَ كتاب (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم) لمحمد فؤاد عبد الباقي، تجد أنّ كلمة هارون قد تكررت في القرآن الكريم 20 مرة، فإذا جمعت الأرقام العشرين للسور التي وردت فيها كلمة هارون فستجد أن المجموع هو 377.

ج- السور التي تبدأ ب (ط) تتكرر فيها كلمة هارون سبع مرات في الآيات الآتية: (92،90،70،30) من سورة طه، والآيات (13، 48) من سورة طسم الشعراء، والآية (34) من سورة طسم القصص. وعليه يكون المجموع: (30+70+90+92+13+48+34) = 377.

د- تكرر اسم (موسى) عليه السلام في السّور التي تبدأ ب (ط) 46 مرّة، وإذا ضربنا جمّل موسى بعدد تكراره يكون الناتج: (116×46) = 5336. وإذا ضربنا جمّل هرون بعدد تكراره في السور التي تبدأ ب (ط) يكون الناتج: (261×7) = 1827.

وعليه يكون المجموع: (5336+1827) = 7163 والمفاجأة هنا أنّ هذا العدد هو (19× 377).

لا نظن أنّ الأمر يقتصر على هذه الملاحظات الأربع، فنحن بحاجة إلى جمع الملاحظات المختلفة، لعلنا نصل إلى قانون في مثل هذه المسألة وغيرها [انتهى.

وعليه نجد أن اعتراضاته على بحوثنا لم يسلم له منها اعتراض واحد، بل لم يكن قادراً على تجنب الخطأ في واحد من ردوده التي لم تتجاوز السبع صفحات. فكيف به لو لم يكن له مرشد ومقرّظ؟!

يزعم الكاتب في صفحة 77 أنّ القرآن الكريم لم يخص العدد 19 بأهمية، والقرآن الكريم مليء بالأعداد. وهذا غير صحيح؛ فبإمكانك أن ترجع إلى الآية 31 من سورة المدّثر لتعلم أنّ هناك خصوصية للعدد 19 دون باقي الأعداد، ويمكن مراجعة كتابنا (إرهاصات الإعجاز العددي) للتحقق من ذلك. ومن لم يجد الكتاب مطبوعاً فيمكن أن يجده في صفحة مركز نون للدراسات القرآنية وهي: www.noon-cqs.org .

جاء في الصفحة 78 من كتاب فاتح حسني: " وبالمناسبة فإنّ من قام الإعجاز العددي قد أغفل القراءات القرآنية فهذا الأمر يقوض نظرياتهم أكثرفإن من القراءات ما يتغير منها الأحرف ومثاله القراءة المشهورة فتثبتوا، أيضاً فإن الخلاف في عد آي السور قديم بين الكوفيين والبصريين و ... فعلى أي حساب نحسب؟! فبحساب الحروف وبحساب الجُمّل أيضاً تتداخل كل حساباتهم وتنهار نظرياتهم ... ".

ولنا هنا على هذا النص الملاحظات الآتية:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015