ز. تبدأ قصة الكهف في سورة الكهف بقوله تعالى: (أم حسبت أنّ أصحاب الكهف والرقيم ... " وفي الآية 25 يقول سبحانه وتعالى: (ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا) عندما يسمع الإنسان قوله تعالى: (ولبثوا في كهفهم) ينتظر أن يجد الجواب فوراً بعد كلمة كهفهم، وفعلاً يأتي الجواب البياني: (ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا) وإذا قمنا بعدّ الكلمات من بداية القصة فسنجد أنّ كلمة (ثلاث) هي الكلمة 309. وهنا يتساءل الكاتب فاتح لماذا كلمة (ثلاث)؟ وكأنه لا يدرك أنها الكلمة التي تأتي مباشرة بعد كلمة (كهفهم)، إذ من المفترض أن يكون الجواب فورياً بعد كلمة (كهفهم)، كما هو في الجواب البياني. وإذا كان الجواب البياني مؤلفاً من خمس كلمات مترابطة لتعطي العدد 309، فإن ترتيب كلمة (ثلاث) يكفي ليعطي العدد (309). فلماذا نحسب كلمة غيرها. وهي التي تعطينا الجواب الفوري؟! وعليه فإنّ كلّ كلمة في قصة أصحاب الكهف قابلت سنة. ولا بد لذلك من فائدة، لأنّ القرآن هو كلام الخبير العليم، وبالتالي لا مجال للقول بالصدفة شرعاً. ثم إنّ التّواترات العدديّة تمنع من القول بالصُّدفة عقلاً.
ح. يقول الكاتب في صفحة 61: " ... لكني وجدت أنه في الآية 48 قد عدّ (أوَلم) كلمة واحدة حتى يتوافق عده في حين أنّه يعتبر (لم) كلمة واحدة في مواضيع أخرى و (أو) كلمة أخرى، وفي الآية 76 عد (ما إنّ) كلمتان ولو اختل العدد معه لعدها كلمة واحدة كما حصل في الآية 48 " انظر كيف يُحسن الأستاذ فاتح الظنَّ بنا، ويتوقّع أننا لا نتّبع قاعدة، بل نتقلب كيف نشاء، لنحصل على النتائج. والأولى به أن يسألنا عن القواعد التي نلتزمها دائماً في كل بحوثنا من غير استثناء. ألا يكفي أن تكون هناك قاعدة مطّردة؟! والعجيب هنا أنّه لم يفرّق، لا هو ولا مرشده، بين كلمة (أوْ) و (أوَ) فيوجد كلمة تكتب منفصلة (أوْ)، ولا توجد كلمة تكتب (أوَ) بل تلحق دائماً بما بعدها مثل: (أوَلا، أوَلم، أوَليس، أوَكلما) فلو كان يحسن الطباعة فهل كان يكتب (أوَ) ثم يجعل فراغاً ويكتب (لا) في مثل كلمة (أوَلا)؟! والمعنى في قولنا (فعل أَوْ لم يفعل) يختلف عن قولنا (أوَلم يفعل؟) ويبدو أنّه لم يدرك أنّ الهمزة هنا هي همزة استفهام. وقد يحسن هنا أن نبين أنّنا نتعامل عند إحصاء الحروف والكلمات مع الرسم العثماني؛ أي أنّ الإعجاز هنا هو إعجاز الكتاب. ولو كنا نتعامل بالمعنى لقلنا إنّ (ماذا) أكثر من كلمة فهي (ما) ثم (ذا). ولنسأل الكاتب فاتح: هل يجوزعند قراءة القرآن أن نقف على (أوَ) في كلمة (أوَلم) مع العلم أنه بإمكاننا أن نقف على (أوْ) في قوله تعالى (لبثنا يوماً أوْ بعض يوم). وخلاصة الأمر أنّ (أوْ) كلمة مستقلّة، في حين أنّ (أَوَ) همزة استفهام مع واو العطف. ولا يستقلان، بل يتصلان رسماً بما بعدهما.
فليت مرشده أرشده، لأراحنا من هذا. وهو كما رأينا لم يكتف بوضع يدنا على الخطأ المزعوم لينصحنا، بل بادر إلى اتهامنا، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
ط. وأختم الكلام حول انتقاداته لنا، والتي هي أقل من سبع صفحات، بعرض كلامه في الصفحة 61، ثم نعرض كلامنا في المسألة، ليرى القارئ نموذجاً يُمثّل منهجه في عرض وانتقاد أفكار الآخرين. يقول الكاتب فاتح مقتبساً عنّا:
(ويقول صفحة 59 "إنّ في سورة القصص قد تكرر حرف الطا 19 مرة وعددنا مرات ذكر موسى وهارون في السورة فوجدنا أن اسم موسى تكرر 18 وهارون مرة وعليه يكون تكرار موسى وهارون 19 مرة، وتجدر الملاحظة هنا أن من بين كل الأنبياء لا نجد مثل هذا التلازم بين موسى وهارون بل لقد أرسلا معاً ") ثم يعقب قائلاً:
(لكن لو فرضنا أن تكرار حرف الطا هو 18 مرة وليس 19 ماذا تراه يقول، أنا أظن أنه سيقول إن تكرار حرف الطا هو بمقدار تكرار اسم موسى وينسخ كلامه السابق على اتحاد رسالة موسى وهارون.
وبنفس الصفحة يعتبر موسى م و س ي فيحسب حسابات الجُمّل لهذه الأحرف مع حساب الجُمّل لكلمة هارون ليخرج بنتيجة أن العدد 377 وهو نفس عدد كلمات الآيات التي ورد فيها ذكر موسى أو هارون.) انتهى
يبدو أنّه لا يعلم أنّ الألف المقصورة هي صورة ياء (ى). ويبدو أنّه لم يلاحظ أنّ الياء في آخر الكلمة هي غير منقوطة في رسم المصحف، لذلك أنكر علينا أن نحسب الألف المرسومة ياءً بقيمة عشرة.
¥