ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 May 2003, 07:13 م]ـ
بسم الله
هنيئاً لملتقانا هذا بك وبأمثالك من طلبة العلم أصحاب النظرات الدقيقة، والوقفات البديعة أمام ما يقرأون ويسمعون. وأبدي إعجابي بك وبرأيك ....
وثانياً - أعتقد أننا جميعاً متفقون على أن هذه التسمية فيها إشكال وخروج عما ينبغي مراعاته عند تسمية كتاب أو مؤلف باسم ما، وخاصة إذا كان متعلقاً بكتاب الله.
ثالثاً - لقد أفدت من مشاركتك وتنبيهاتك الدقيقة التي أشرت إليها في جوابك السابق.
رابعاً - يبدو لي أن الدافع الأول لحصول الإشكال عندك حول وصف الآيات بأنها مظلومة هو ما أشرت إليه بقولك: إن القول في الصفات كالقول في الذات، وبنيت على هذه المقدمة ما أشرت إليه في سؤالك وجوابك.
وأود تذكير نفسي وإياك بأن قول شيخ الإسلام إن القول في الصفات كالقول في الذات ليس قاعدة مطردة؛ بل تفهم هذه القاعدة بناء على السياق الذي وردت فيه.
والذي أظن أن شيخ الإسلام لا يفهم من هذا الكلام العموم، فمن المعلوم أن الصفة وإن كانت فرعاً عن الذات إلا أنه قد يخبر عنها بما لا يخبر به عن الذات، وقد توصف كذلك بما لا يوصف به الذات، فلا تعطى جميع أحكام الذات.
فكلام الله تعالى صفة من صفاته، وأنت تقول: كلام الله منزل غير مخلوق، ولا تقول إن الله منزل، وأنت كذلك تقول هذه آية قصيرة، ولا يمكن أن تصف الله بهذا الوصف.وهكذا ...
وقد جاء في الحديث: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم والناس يتكلمون في القدر قال وكأنما تفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب قال فقال لهم: (مالكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض بهذا هلك من كان قبلكم قال فما غبطت نفسي بمجلس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أشهده بما غبطت نفسي بذلك المجلس أني لم أشهده).
فأنت ترى الرسول صلى الله عليه وسلم قال: تضربون كتاب الله بعضه ببعض، وهذا لا يقال في حق الله تعالى ومعلوم أن كتاب الله، وآيات الله يراد بهما القرآن الذي هو كلام الله، وصفة من صفاته.
....
والمقصود: أن وصف الآيات بأنها مظلومة وصف كان الأولى تجنبه، ولكن أرى أن في الأمر سعة كما قال الأخ عبد الرحمن.
هذا رأيي، فإن كان صواباً فالحمد لله، وإن كان غير ذلك فأستغفر الله، وأعلن أني راجع عنه إن ثبت بطلانه أو مخالفته للصواب.
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[03 May 2003, 02:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مستحق المحامد، مستوجب الشكر من كل راكع وساجد وجاحد،
والصلاة والسلام على على المبعوث بالتنزيل، المأمور بالترتيل،
وعلى آله وأصحابه مابهم عن حياض الموت تهليل،
أخي الكريم فضيلة الشيخ محمد القحطاني سدد الله قلبه ولسانه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
فإن من النعم التي لا تكفر، والآلاء التي ينبغي أن تذكر فتشكر، ما من الله به علينا من في هذا الملتقى من معرفة الأخيار، ومدارسة الأبرار، والإفادة من علومهم، والاقتباس من زند فهومهم،
فما أسعدنا بمجالس طلاب العلم، وأولي الحلم والفهم، حين يكون الحق أحب إلى الطالب من نفسه، ويقبله ولو جاء ممن لا يسومه بفلسه،
انشرحت صدورهم لمطارحة الأخوان، ومراجعة الأدلة وعرضها على ثواقب الأذهان،
لا يغضبون إن خولفوا في مسارح الاجتهاد، ولا ينفرون من عدم قبول قولهم ما دام قد اتسع الواد،
فضيلة الشيخ الكريم والنجيب الحليم،
لقد تجاذبني قبل ردي دوافع الإقدام وكوابح الإحجام،
فبين هاتف يقول: ناقش إخوانك، ودارس خلانك، فالربانيون يدرسون، والأخيار يتناظرون، والنفوس الطيبات تفرق بين الخلاف في المسائل، والإبقاء على المحبة والوصائل، فلا اضطراد ولا انعكاس، والعالم مهما ارتفع، وأقر له القرين وخضع، يقبل المناظرة، والرد بالمجاهرة، لأنه طالب حق، وصاحب صدق،
فإذا عزمت على الكتابة، وهممت بالأجابة،
صاح بي صائح التخذيل، والتعويق والتعطيل،
إلا أين يا مناظر، ومن تريد أن تحاور
أما علمت كم هدم الخلاف من شوامخ الائتلاف، وما أورث التناظر من معمامع التناحر،
كل يقول: اختلاف الرأي لا يقسد للود قضية، والحق أنه لم يبق للألفة بقية،
فتقلل من المناوئين، وتخفف من المعادين،
وحين بان لي الصباح، وصاح منادي الفلاح،
شمرت عن ساعد الجد، وعزمت على الاستمرار والرد
¥