وقال الشيخ أبو عبد الله نصر الشيرازى بعد ذكره الترتيل والحدر ولزوم التجويد فيهما مانصة: حسن الأداء فرض فى القرآن ويجب على القارىء أن يتلو القرآن حق تلاوته صيانة للقرآن عن أن يجد اللحن إليه سبيلا لإنة لا رخصة فى تغيير لفظ القرآن وتعويجه واتخاذ اللحن سبيلا إلية قال الله تعالى (قرآنا عربيا غير ذى عوج) اهـ.

وقد نص الفقهاء على أن القارىء لوأفرط فى المد والإشباع حتى ولد حرفا أو أدغم فى غير موضع الادغام حرم عليك ذلك لأنة عدول بة عن نهجه القويم ومراعاة نهج القرآن الذى ورد به واجبة وتركها حرام مفسق وقد نقل العلامة الشيخ عبد الباقى المالكى فى شرحه على متن الشيخ خليل أن العلماء اتفقوا على أن القراءة بالتلحين إن أخرجت القرآن إلى كونه كالغناء بإدخال حركة فيه أوإخراج حركة منة أو قصر ممدود أو مقصور أو تمطيط يخفى اللفظ أو يلتبس به المعنى حرام والقارىء0 بها فاسق والمستع لها آثم اهـ.

ونقل شراح الحديث مثله عن مذهب الإمام الشافعى رضى الله عنة فقد بان لك أن مراعاة تالى كتاب الله تعالى التجويد المعتبر عند أهل القراءة أمر واجب بلا امتراء وأن غير ذلك زور وإفتراء وأنه يجب تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين فيما يقع لهم من اللحن والخطأ فى كلام رب العالمين، ومما يدل لذلك قولة تعالى (ورتلناه ترتيلا) فقد فسر الإمام على الذى هو باب مدينة العلم الترتيل فى هذة الآية بمراعاة الوقوف وتجويد الحروف فمن قدر على تصحيح كلام الله تعالى باللفظ الصحيح العربى الفصيح وعدل عنه إلى اللفظ الفاسد العجمى أو النبطى القبيح استغناء بنفسه واستبدادا برأيه وحدسه واتكالا على ما ألف من حفظه أو استكبارا عن الرجوع إلى عالم يوقفه على تصحيح لفظه فإنة مقصر بلا شك وآثم بلا ريب وغاش بلا مرية فان القرآن أنزل بأفصح اللغات وهى لغة العرب العرباء فوجب أن يراعى فيه لغة العرب من حيث قواعدهم من ترقيق المرقق وتفخيم المفخم وإدغام المدغم إلى غير ذلك مما هو لازم فى كلامهم فإذا لم يراع القارىء ذلك فكأنة قرأ القرآن بغير لغه العرب والقرآن ليس كذلك فهو ليس بقارىء بل هادم وعدم قراءته خير له وهو بها داخل فى قوله صلى الله علية وسلم (رب قارىء للقرآن القرآن يلعنه) أما ما قيل أن القارىء إن أخطأ فى قراءتة فإن الملك يرفع القرآن صحيحا فهذا فى من يقرأ القرآن على غير صفته التى نزل بها وهو قادر على النطق بالصواب أما هو فقراءته غير مقبوله لأن الله لا يقبل عملا فاسدا فضلا عن كونه محرما بل هو آثم عاص هو ومن يعجبة شأنه، والتجويد هو إخراج كل حرف من مخرجه وحيزه مع إعطائه صفته اللازمة له من شدة وجهر واستعلاء واستفال ونحوها وما ينشأ عنها من تفخيم مستعل وترقيق مستفل وقلفلة مقلقل إلى غير ذلك وإلحاق اللفظ بنظيره والنطق به على حال صفته وكمال هيئته من غير إسراف ولا تعسف ولا إفراط ولا تفريط ولاتكلف حتى يقرأ القرآن على صفته التى نزل بها وإلى ذلك أشار النبى صلى الله عليه وسلم بقوله (من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد) يعنى عبد الله ابن مسعود وكان رضى الله عنه قد أعطى حظا عظيما فى تجويد القرآن وتحقيقه كما أنزله الله تعالى وناهيك برجل أحب النبى صلى الله عليه وسلم أن يسمع القرآن منه ولما قرأ أبكى رسول الله عليه وسلم كما ثبت فى الصحيحين وعن أبى عثمان النهدى قال صلى بنا ابن مسعود المغرب بقل هو الله أحد والله لوددت أنة قرأ سورة البقرة من حسن صوته وترتيله 0 وهذه سنة الله تبارك وتعالى فيمن يقرأ القرآن مجودا مصححا كما أنزل تلتذ الاسماع بتلاوته وتخشع القلوب عند قراءته حتى يكاد أن يسلب العقول ويأخذ بالألباب سر من أسرار الله تعالى يودعه من يشاء من خلقه اهـ مختصرا.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015