ـ[أبو المنذر الجزائري]ــــــــ[28 Jan 2009, 11:17 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

لله دركم فضيلة الشيخ محمد يحيى شريف، فقد تابعت مقالاتكم الواحدة تلو الأخرى، فوجدتكم ناظرا فاحصا، ومحققا ممحصا، على حدة تعتريكم في بعض الأحايين، عسى الله بلطفه أن يبردها عنكم بروح الصفح والمسامحة، فلم تكد تنفك قنابل اليهود سقوطا على إخواننا في غزة حتى تتهاطل علينا، أسأل الله الكريم بمنه أن يؤلف بين قلوبنا. آمين.

أما بخصوص هذا الموضوع، فقد طال الكلام عليه وكثر، واشتدت حوله رحى الحديث، وكثر الانقسام فيه، واشتدت حيرة المنتهين فضلا عن المبتدئين في نطق هذا الحرف، وتصادم جانب التلقي والنص، وكل منهما له وزنه. وهي مشكلة لا أراها تحل، إذ لم تحل في عصر من العصور. ولا أرى أن مشكلة تعطيل النصوص – ولا أ حد يستطيع أن يعطل نصا إذ الكتب مطبوعة والدواوين محفوظة - بأخطر من مشكلة التفرق والتشرذم في مسألة عمل التاريخ فيها عمله، وقضى فيها بقضائه، إذ لا أحد يستطيع أن يجزم تطبيقا أن نطقه للضاد هو النطق الفصيح الصحيح لأن عهد النطق الفصيح قد ولى وحجب وراء سدائف التاريخ، ولم يبق منه إلا ما نتلقاه تباعا بالتلقي من أفواه مشائخنا وعلمائنا، وهؤلاء متفاوتون في الإتقان، ورعاية جانب الأداء كما تفضلتم.

فإذا رجعنا إلى النصوص في تحديد نطق الضاد وجدناها عسيرة التطبيق، بعيدة المنال في الواقع، شديدة الصلة بالتلقي الذي انقطعت أوصاله، إذ يصعب الاتكاء على حافة اللسان مع ما يلي الأضراس من غير مشاركة لطرف اللسان الذي منه تخرج الظاء، لذلك تجد من يجنح إلى هذا المذهب، تخفيفا على طلبته الذين يسعون إلى الإتقان –أقول- وليسو من العوام، أو على نفسه من عناء التعليم،-وقد حضرت ذلك مرارا في حلقات بعض المشائخ ممن يقول بهذا المذهب-، تجده يطالبهم بنطق الضاد ظاء لقربها منها مخرجا وصفة.

وإذا رجعنا إلى النطق السائد للضاد نجده نطقا تعوزه الرواية، ويفتقر إلى النصوص كما تفضلتم، غير أنه مجمع عليه بين المدارس شرقا وغربا، وتراه يسيرا على ألسنة العوام فضلا عن المتعلمين.

أضف إلى ما ذكرت أن هذه مسألة لم يثبت عن أحد من السلف الصالح الاشتغال بها، وهم الذين حرصوا على الحفاظ على كتاب الله ونذروا حياتهم له، وكان العجم يدخلون في دين الله أفواجا، فلم ينقل عنهم بحثهم في هذا الموضوع، وحرصهم على بيان الفرق بين الحرفين، ولو ثبت ذلك لنقل.

فما المصير – في رأيي- إذن إلا إلى ما تفضل به الأستاذ الفاضل المحقق غانم قدوري وفقه الله، في آخر مداخلته، والله الهادي إلى الصواب، ومنه المعونة سبحانه.

ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[28 Jan 2009, 11:43 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد

ما كنت أظنّ أنّك ستردّ عليّ بهذه السرعة وكأنّني تحت المجهر إن خرجت من الجُحر تتساقط عليّ القنابل

السلام عليكم

أضحك الله سنك يا شيخ محمد يحيي أنتَ لستَ في جحر بل أظن أن الجزائر مساحتها أكبر من مصر. مع العلم أن القنابل أصبحت (موضة قديمة) الآن صواريخ عابرة للقارات.

بارك الله في شيخنا الكبير فضيلة د/ عبد الرحمن الشهري ..

أنا أيضا فضيلة الدكتور قد قرأت بالضاد الظائية علي العلامة عبد الله الجوهري كان من أئمة عصره والشيخ عامر السيد عثمان الحبر المعروف خال الشيخ الجوهري رحمه الله ـ

فقد كنت في يوم أنا والشيخ الجوهري معا فقط ولم يحضر الطلاب بعد، ثم شرع وشرح لي قصة الضاد الظائية وساق لي أدلتها والنصوص الدالة علي ذلك حتي عرفني كل صغيرة وكبيرة عن الضاد الظائية.

د/ عبد الرحمن ـ حفظك الله ـ المسألة سهلة لو أنصفنا في المسألة.

يقول سيبويه (لولا الإطباق لصارت الطاء دالا ... ) هذا نص صريح في أن صوت الطاء مفخم الدال .. والصوت الذي يشبه هذا الوصف لا ينطبق إلا علي الضاد الحالية .. وهذا ما أقر به جميع علماء الأصوات قاطبة .. وأنتم أدري بذلك.

بينما الأمر عند القراء الإجماع علي صوت الطاء الموجودة حاليا (مفخم التاء) ولا نعلم في هذا اختلافا بين من يقول بالضاد الظائية ومن يقول بالضاد الحالية.

وهناك نصوص تدل علي التشابه بين صوت الضاد والظاء وهي كثيرة أيضا.

فالسؤال: لماذا أخذ أصحاب الضاد الظائية بالنصوص التي تقول بالتشابه بين الضاد والظاء.وتركوا النصوص في قضية الطاء؟؟؟!!!!

سيدي الفاضل: هذا السؤال سألته للمقرئين في هذا الزمان فلم يجبني أحد إلي الآن.

ومنهم الشيخ محمد يحيي شريف (المذكور أعلاه) أخذ عدة مراحل في الرد:

أنكر التشابه بين الطاء والدال بداية. ...

ثم وجد أن النصوص صريحة في هذا الصدد.

ثم هاجم سيبويه وذكر بأننا غير ملزمين باتباع سيبويه (ظنا منه أن القراء يخالفون سيبويه في هذه المسألة)، وذكر مخالفة بعض القراء لسيبويه في مسألة الجوف.

فوضعت له عشرة نصوص تقريبا لأكبر الأئمة في علم القراءات أمثال مكي والداني وآخرهم العلامة ابن الجزري وحتي المرعشي الذي يأخذ بكلامه.

ووقتها قال لي: لا أجد للطاء حلاّ .. فطلبتُ منه أن يتبع كلامي إلي أن يجد للطاء حلاّ.وهذه من أصول المناظرات.

إلا أنه رفض وأنهي الحوار بقوله: يكفي أنكم اعترفتم بأن نصوص القدامي تقول بالضاد الظائية "

فضيلة المشرف العام هذا هو السؤال الذي لو وجدت من أجاب عليه (من القراء) إجابة علمية دون خلط .. لذهبت إلي القول بالضاد الظائية.

ولعل فضيلتكم علمتم الآن لماذا لا نأخذ بالنصوص في المخارج والصفات بالدقة التي يريدها البعض.

ولكم التحية وشكر الله لكم

والسلام عليكم

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015