إبراهيم، وطبقات النحويين واللغويين لأبي بكر الزبيدي ص143].

واسم الكتاب (معاني القرآن) لم يكن أول اسم أطلق على كتاب في دراسات من هذا النوع، كما كان المجاز مثلاً. وقد اهتم كثير من النحويين واللغويين في القرون الثلاثة الأولى للهجرة بوضع كثير من الكتب تحت اسم (معاني القرآن)، ومن هؤلاء: الكسائي، والنضر بن شميل، وقطرب، والأخفش ... وغيرهم وأينما ذكر أصحاب التفسير أصحاب المعاني فإنما يقصدون هؤلاء.

[معاني القرآن للفراء بهاء الدين الزهوري.].

4 - اتجاه التفسير الإشاري

هو تفسير القرآن بغير ظاهره لإشارة تظهر لأرباب الصفاء , مع عدم إبطال الظاهر , قال الزرقاني: (التفسير الإشاري: هو تأويل القرآن بغير ظاهره لإشارة خفية تظهر لأرباب السلوك والتصوف ويمكن الجمع بينها وبين الظاهر المراد أيضا) اهـ / مناهل العرفان للزرقاني 2/ 56

وقال الصابوني: (التفسير الإشاري: هو تأويل القرآن على خلاف ظاهره، لإشارات خفية تظهر لبعض أولي العلم، أو تظهر للعارفين بالله من أرباب السلوك والمجاهدة للنفس، ممن نوَّر الله بصائرهم فأدركوا أسرار القرآن العظيم، أو انقدحت في أذهانهم بعض المعاني الدقيقة، بواسطة الإلهام الإلهي أو الفتح الرباني، مع إمكان الجمع بينهما وبين الظاهر المراد من الآيات الكريمة) (وانظر التبيان في علوم القرآن للصابوني ص191)

نماذج من تفسير الإشاري:

1 - قال الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين 1/ 49:

(ولذلك قال: (لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب) , والقلب بيتٌ هو منزل الملائكة ومهبط أثرهم ومحل استقرارهم , والصفات الرديئة مثل الغضب والشهوة والحقد والحسد والكبر والعجب وأخواتها كلاب نابحة , فأنى تدخله الملائكة وهو مشحون بالكلاب ونور العلم لا يقذفه الله تعالى في القلب إلا بواسطة الملائكة).

2 - - قوله تعالى (لينفق ذو سعة من سعته ... ) فالآية في نفقة الزوجة، لكن أرباب السلوك يرون فيها إشارة إلى أن الواصل يرشد إلى الله على قدر ما وهبه الله من المعرفة، والسالك يرشد أيضا لكن على قدره، قال ابن عطاء الله في الحكم: (لينفق ذو سعة من سعته) .. الواصلون إليه

(ومن قدر عليه رزقه) .. السائرون إليه) اهـ ص 47 مع شرح ابن عجيبة. http://www.attaweel.com/vb/showthread.php?t=6789

حكم هذا المنحى لدى العلماء:

قال ابن الصلاح:

الظن بمن يوثق به منهم إذا قال شيئا من ذلك، أنه لم يذكره تفسيرا، ولا ذهب به مذهب الشرح للكلمة، فإنه لو كان كذلك كانوا سلكوا به مسلك الباطنية، وإنما ذلك منهم تنظير لما ورد به القرآن، فإن التنظير يذكر بالنظير. ومع ذلك فيا ليتهم لم يتساهلوا بمثل ذلك، لما فيه من الإيهام والالتباس. (تفسير ابن عربي الحاتمي ص16)

وقال النسفي: في عقائده: " النصوص على ظواهرها، والعدول عنها إلى معان يدعيها أهل الباطل إلحاد" (نفس المصدر السابق ص 17)

بعض التفاسير لهذا الاتجاه:

تفسير القشيري

تفسير ابن عربي الحاتمي

تفسير الألوسي وهو تفسير قيم يتضمن بعض الإِشارات.

تفسير ابن عجيبة الحسني.

5 - الاتجاه الشيعي:

لا يمكن الكلام عن الاتجاه الشيعي دون مسحة علمية لبيئة ولادته وظروف نشأته من زاوية تاريخية وعلمية،: الأحداث السياسية الكبرى، وصراعات الخلفاء والسلاطين والملوك والدول، ومن قبلها أحداث الفتنة الكبرى، وما جرى بعد ذلك، وبسبب ذلك، من تشعب الفرق والاتجاهات داخل خيمة الإسلام، كل ذلك ترك بصماته الواضحة على اتجاهات التفسير والقراءة للإسلام بين المسلمين أنفسهم:

وهي ان ما جرى على الأرض منذ فجر الإسلام، لم يكن قراءة واحدة للإسلام. (مشاري الذايدي الإسلام الأوروبي والإسلام الهندي!) http://www.alarabiya.net/views/2006/08/22/26796.html

فأصبح لدينا إسلام شيعي وإسلام سني وإسلام معتزلي،

الإسلام الشيعي (ونقتصر على ما أثر على التفسير)

- الإسلام الباطني الإسماعيلي؛

- الزيدية (الشيعية) في أصلها؛

- الإسلام المعتزلي،

المذهب المعتزلي تبنته الشيعة بمختلف توجهاتها

- إسلام الخوارج، تفرعت عنه الإباضية التي أخذت من المعتزلة كثيرا من أصولها.

والحديث عن العلاقة الشيعة بالاعتزال كالحديث عن البيضة والدجاجة ومن الأسبق؟

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015