وبهذا المعنى الذي شرحته فإن الإمام أحمد بن حنبل السلفي ذا العقل الكبير عندي مجدد

وابن تيمية السلفي ذا العقل الكبير عندي مجدد

وابن القيم السلفي ذا العقل الكبير عندي مجدد

وابن عثيمين السلفي ذا العقل الكبير عندي مجدد

ولا شك أنك إذا أردت تجديد شيء أتيت بأهل المعرفة والخبرة والدراية والمراس، أما إذا أوكل التجديد إلى غير أهله في كل أمر أفسدوه

فما بالنا إذا أردنا تجديد كل شيء أتينا بأهله إلا الدين فإننا نأتي فيه بأناس ليسوا هم من أهل الاجتهاد أصلا؛ ثم نسميهم بعد ذلك مجددين تارة ومفكرين تارة، إن هذا لشيء عجاب!

لقد صار التجديد هو التحلل من كل الضوابط، وكأنه هو بحث عن كل شيء إلا الحقيقة

ودعاة التجديد اليوم لا يريدون إحياء ما اندرس وإنما يريدون تغيير الحقائق وقلب الأمور مخالفين فهم السلف ومحاولين التوفيق بين القرآن وواقع المجتمعات، ولذلك تراهم يفسرون النصوص بما يتراءى لهم بلا ثوابت ولا أساسيات ولا ضوابط ولا مناهج مستقيمة

إنهم يدعون إلى التغيير بوجه عام وشامل!

ولما كانت النصوص الشرعية عائقة لهم فإنهم لجؤوا إلى تفسيرها بحسب الأهواء

والتجديد والحداثة التي ينادون بها تعني عدم الاستقرار على شيء، والثورة المستمرة على كل شيء

وقد تعرض الأخ أبو حسان للمجاز عند ابن تيمية وابن القيم فقال (والذي دعاهم لنصرة هذا المذهب هو ما حدث من آراء عقدية استجدت في الساحة الإسلامية بعد جيل الصحابة رضوان الله عليهم، فكان من ردة الفعل لهذه الآراء أن وضعت قواعد مغرقة في التقليد حتى يتمكنوا من غلق الباب عن كل رأي جديد، ولعل أقرب مثال لذلك نفي ابن تيمية للمجاز وكذا بعض تلاميذه، وفعلهم هذا مكابرة ومصادمة لحقيقة لا يمكن إنكارها) وسوف تأتي مناقشة هذا الرأي في موضعها، ولكن أظنه أراد ربط التجديد بالمجاز؛ إذ أن المجاز أهم أدوات أهل الحداثة؛ والحداثة رغم اختلاف تعريفاتها؛ إلا أن هذه التعريفات تتفق جميعها في القضاء على فكرة الثابت والمؤسسي واستبدالها بفكرة الصيرورة الدائمة والتحول المستمر؛ إذ أن الإنسان المستقل – عندهم - هو المركز والمصدر والمنطلق وهو المعيار والمقياس لكل شيء، ومن هنا نشأت قضايا مثل (موت المؤلف) و (انتهاء المتعاليات) و (أنسنة المقدس) ونحوها. وفي هذا المضمار أيضاً نشأ النقد الثقافي الذي هو عبارة عن رؤية شمولية معززة بآليات نقدية مثل المجاز الكلي والتورية الثقافية ونحوها، وهنا يتم تحميل النص ما لم يرده قائله. وقد دارت هذه الفكرة عموماً على الهدم والتقويض؛ وكان لها أدواتها في ذلك؛ مثل:

أ-الأدوات اللغوية مثل (تفجير اللغة) الذي يهدف إلى القضاء على التعبير الثابت؛ وتحويله عن طريق المجاز والتأويل الشامل.

ب-التشكيك في الحقائق التاريخية الثابتة ومحاولة إحياء فكر الأقليات المنحرفة؛ نحو الباطنية والقرامطة والصوفية المتطرفة وغيرها من الفرق المشتطة في تأويلاتها؛ ولهذا صار من مفاهيم الحداثة (الصراع مع النظام القائم على السلفية والرغبة العاملة على تغيير هذا النظام).

وفي هذا الإطار نشأ مصطلح النص المفتوح، وهذا المصطلح يعني أن النص قابل للتأويل المستمر والتحول الدائم؛ إذ أنه يتعدد بتعدد القراء.

وبعد تحليل المفردات وتوضيح المفاهيم التي تكوّن منها عنوان الأخ أبي حسان نأتي لمناقشة الجزئيات في المناظرة التي دارت بينه وبين الأخ نايف الزهراني الذي رد عليه بردود مفحمة، وأظن أنه بتحليل المفردات وتوضيح المفاهيم سابقا قد اتضحت أمور كثيرة في المناظرة.

أولا:

استدل الأخ لإدانة السلفيين بقولين لعالمين من أكابر علماء الإسلام هما أحمد بن حنبل وابن تيمية؛ وهذا من سوء التدبير؛ إذ لم أر من قبل رجلا يريد أن يذم قوما فيضع تاجين على رؤوسهم قبل أن يقوم بالسب والشتم؛ وليته اكتفى بذلك بل تراه يضع من هم أكبر من هذين العالمين (الصحابة أنفسهم)

ثانيا: أما بالنسبة إلى قول الإمام أحمد "لا ينبغي لأحد أن يخرج من أقاويل الصحابة إذا اختلفوا)

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015