نحن في حوار لا في خصومة؛ فلماذا الفجور والتقويل؟

ولم تعطوه حقه الذي يستحقه بأبي هو وأمي، وأما الصحابة فرفعتموهم فوق مكانة النبوة، وأبيتم وقوع الخطأ منهم فضلا عن الذنب، وهذا شبيه بما يقوله الشيعة من خزعبلات وترهات وعصمة لأئمتهم

هذا كله افتراء وفجور في الخصومة غفر الله لك , وهو علامة الإبلاس في الحوار.

ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[21 Feb 2010, 09:42 م]ـ

تفصيل الأدلة:

سأجمع في هذه المشاركة جملة من الأدلة التي تثبت القاعدة محل البحث مضافة إلى الأدلة التي ذكرت للحاجة في ثنايا الردود السابقة:

أولاً: فوائد قبل الأدلة:

- كلما كان العهد بالرسول صلى الله عليه وسلم أقرب .. كان الصواب أغلب , وهذا حكمٌ بحسب الجنس لا بحسب كل فرد من المسائل.

- قول الصحابي حجة يجب الأخذ به وتقديمه بشرطين:

1 - ألاّ يخالف نصّاً ثابتاً.

2 - ألاّ يخالفه فيه أحدٌ من الصحابة.

- وهو منصوص أبي حنيفة , ومذهب مالك , ونص عليه أحمد , والشافعي في القديم والجديد , وصرح به محمد بن الحسن , وإسحاق بن راهويه , وأبو عبيد القاسم بن سلام , وهو قول جمهور الحنفية , وأصحاب مالك , وجمهور أصحاب أحمد.

قال أبو حنيفة: إذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين , وإذا جاء عن الصحابة نختار من أقوالهم (فلا يخرج عن أقوالهم) , وإذا جاء عن التابعين زاحمناهم.

قال ابن القيم: وأئمة الإسلام كلهم على قبول قول الصحابي.

- ذهب بعض المتأخرين من الفقهاء وأكثر المتكلمين إلى أنه ليس بحجة.

- ذكر ابن القيم في (إعلام الموقعين) ستةً وأربعين دليلاً على وجوب اتباع الصحابة , وزاد عليها أحمد سلام في تعليقه على هذا الفصل من الكتاب وأوصلها إلى ستةٍ وخمسين وجهاً.

وهذه الأدلة هي جمعٌ للآيات والأحاديث التي أثنت على الصحابة وما لهم فيها من صفاتٍ تستلزم اتباعهم.

- نص الشاطبي في الموافقات على ترجيح قول الصحابي الذي لا مخالف له من الصحابة في تفسير القرآن , من وجهين هما:

1 - تقدمهم في اللسان وتمام معرفتهم باللغة.

2 - مباشرتهم للوقائع وأسباب النزول وفهم قرائن الأحوال.

ثم قال: (فمتى جاء عنهم تقييد بعض المطلقات , أو تخصيص بعض العمومات فالعمل عليه صواب). فإن خالف بعضهم بعضاً فالمسألة اجتهادية. الموافقات 4/ 127 – 129.

- أن الأخذ بأقوال الصحابة -فيما أجمعوا عليه , والاختيار ممّا اختلفوا فيه وعدم الخروج عنهم- اتّباعٌ محمودٌ مأمور به شرعاً , وليس من التقليد المذموم , وفي الأدلة التالية بيانه بإذن الله.

ثانياً: الأدلة المتعلقة بحجيّة أقوال الصحابة ومكانهم من العلم:

1 - قَوْله تَعَالَى {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَاَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} , وَوَجْهُ الدَّلَالَةِ: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَثْنَى عَلَى مَنْ اتَّبَعَهُمْ مطلقاً , وفي كل حال , وعَلَّق عليه الرضوان؛ سواء كان المُتَّبَع جميعَهم , أو بعضهم , وسواء كان المُتَّبِعُ عالماً مجتهداً , أو عامِيّاً مقلداً.

وصورة اتباعهم فيما اجتمعوا عليه واضحة , وصورته فيما اختلفوا فيه بعدم الخروج عن أقوالهم؛ فإن في أحدها الصواب ولا شك , ولا يأمر الله تعالى بالاتباع إلا وفيه الصواب.

ومعنى قوله {بإحسان} أي: محسناً في ذلك الاتباع بأداء الفرائض واجتناب المحارم , ولا يكتفي باتباعهم قولاً.

2 - أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى شَهِدَ لَهُمْ بِأَنَّهُمْ أُوتُوا الْعِلْمَ بِقَوْلِهِ: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إلَيْك مِنْ رَبِّك هُوَ الْحَقَّ} , وَقَوْلِهِ: {حَتَّى إذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِك قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا} , وَقَوْلِهِ: {يَرْفَعُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَاَلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}. وَاللَّامُ فِي "الْعِلْمِ" لَيْسَتْ لِلِاسْتِغْرَاقِ كما نعلم، وَإِنَّمَا هِيَ لِلْعَهْدِ، أَيْ الْعِلْمِ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015