ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[11 Feb 2010, 12:30 ص]ـ

أمّا الاستنباط فبابه واسع , وقد شرع السلف فيه لمن بعدهم أعظم سبيل , وقد عشقت هذا الفرع من علم القرآن زمناً , وتتبعته دهراً , وكتبت فيه شيئاً ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=14563) .. ووالله لم أجد أدق فهماً ولا أكمل عقلاً , ولا أروع ولا أبرع من استنباطات السلف , هذا خبر من عاين وقايس , (ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد).

فما العقل والتجديد الذي حاربوه -كما في العنوان-؟

وأين عقل وتجديد من بعد السلف عن هذا الميدان الفسيح , ومن يمنعهم منه؟

الواجب على كل عاقل بعد السلف أن يتهم عقله ويلوم نفسه على التقصير في حمل ما تركوه والتجديد فيه , لا أن يلومهم على تقصيره هو وقلة فهمه عنهم.

ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[11 Feb 2010, 01:19 ص]ـ

أعرِّج على هذا المثال للفائدة فقط:

ونزولاً عند طلبك سأعطيك مثالاً على معنى لآية أجمع عليه الصحابة ويحتمل ما أفاده من بعدهم

مثاله: قوله تعالى: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) حيث حُكي الإجماع على أن المغضوب عليهم هم اليهود، والضالين هم النصارى. ومع ذلك فقد ذكر المفسرون ممن جاء بعد الصحابة بأن الآية ليست خاصة في اليهود والنصارى بل هي عامة في كل من تنطبق عليه هذه الأوصاف كما نبه على ذلك بعض المفسرين، ومنهم ابن كثير.

فهل تعد ذلك خرقاً للإجماع ومخالفة له؟

عزيزي أبا حسان

السلف مجمعون على أن اليهود مغضوب عليهم , والنصارى ضالون , لا على أن الآية لا تدل إلا عليهم , بل هم أولى من تنطبق عليهم , ويدخل فيها بعد ذلك كل من شمله وصفها.

وهو نص كلام ابن كثير لا كما فهمتَهُ منه رعاك الله. حيث قال:

(والمعنى: {اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم} ممن تقدم وصفهم ونعتهم، وهم أهل الهداية والاستقامة والطاعة لله ورسله، وامتثال أوامره وترك نواهيه وزواجره.

{غير} صراط {المغضوب عليهم} وهم: الذين فسدت إرادتهم، فعلموا الحق وعدلوا عنه.

{ولا} صراط {الضالين} وهم: الذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضلالة لا يهتدون إلى الحق.

وأكد الكلام بـ {لا} ليدل على أن ثَمّ مسلكين فاسدين. وهما طريقتا اليهود والنصارى).

ثم قال بعد أن حكى أقوال السلف في أن المغضوب عليهم اليهود والضالين النصارى:

(وقال ابن أبي حاتم: ولا أعلم بين المفسرين في هذا اختلافًا) ثم فسر هذا الإجماع بقوله:

(وشاهد ما قاله هؤلاء الأئمة من أن اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضالون، الحديث المتقدم، وقوله تعالى .. الخ).

ومن هذا نستفيد أن منشأ الخطأ في بعض أحكامنا .. عدم فهمنا لكلام السلف كما أرادوه.

ـ[أبو حسان]ــــــــ[11 Feb 2010, 02:30 ص]ـ

أعرِّج على هذا المثال للفائدة فقط:

عزيزي أبا حسان

السلف مجمعون على أن اليهود مغضوب عليهم , والنصارى ضالون , لا على أن الآية لا تدل إلا عليهم , بل هم أولى من تنطبق عليهم , ويدخل فيها بعد ذلك كل من شمله وصفها.

وهو نص كلام ابن كثير لا كما فهمتَهُ منه رعاك الله. حيث قال:

(والمعنى: {اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم} ممن تقدم وصفهم ونعتهم، وهم أهل الهداية والاستقامة والطاعة لله ورسله، وامتثال أوامره وترك نواهيه وزواجره.

{غير} صراط {المغضوب عليهم} وهم: الذين فسدت إرادتهم، فعلموا الحق وعدلوا عنه.

{ولا} صراط {الضالين} وهم: الذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضلالة لا يهتدون إلى الحق.

وأكد الكلام بـ {لا} ليدل على أن ثَمّ مسلكين فاسدين. وهما طريقتا اليهود والنصارى).

ثم قال بعد أن حكى أقوال السلف في أن المغضوب عليهم اليهود والضالين النصارى:

(وقال ابن أبي حاتم: ولا أعلم بين المفسرين في هذا اختلافًا) ثم فسر هذا الإجماع بقوله:

(وشاهد ما قاله هؤلاء الأئمة من أن اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضالون، الحديث المتقدم، وقوله تعالى .. الخ).

ومن هذا نستفيد أن منشأ الخطأ في بعض أحكامنا .. عدم فهمنا لكلام السلف كما أرادوه.

بما أنك تقدس كلام السلف وتتحرج من الخروج عن ألفاظهم كان الأولى بك أن تلتزم بعبارتهم وأن لا تخرج عنها.

هناك فرق بين قول: المغضوب عليهم اليهود.

وقول: اليهود مغضوب عليهم.

فقولنا: المغضوب عليهم اليهود يعني تفسير الآية وأنها معني بها اليهود، وهذا اللفظ هو المروي عن السلف.

وأما قولنا: اليهود مغضوب عليهم: فيعني أن اليهود من المغضوب عليهم، وهذا اللفظ هو عبارة عن خبر مستفاد من الآية وليس هو تفسيراً للآية.

وعبارة النبي صلى الله عليه وسلم جاءت باللفظ الأول حينما سُئل عن الآية، وكذا عبارة السلف عند تفسيرهم للآية.

وجاء اللفظ الثاني عن النبي صلى الله عليه وسلم كخبر دون سياق للآية.

وتأمل الأحاديث وتفاسير السلف تجد ما قلته بعينه.

وحكاية الإجماع نُقلت باللفظ الأول، لا باللفظ الثاني الذي ذكرته أنت.

قال أبو الليث السمرقندي: أجمع المفسرون أن المغضوب عليهم اليهود، والضالين أراد به النصارى.

وأما ابن أبي حاتم فإنه أورد الحديث باللفظ الأول ثم قال: ولا أعلم بين المفسرين في هذا الحرف اختلافاً.

وليس هذا من صلب موضوعنا فآمل أن لا نُطيل فيه، وإنما علقت عليه لرفع اللبس الذي وقعت فيه حفظك الله ورعاك.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015