ذكريات غانم قدوري الحمد .. (الحلقة الثالثة)

ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[29 Jan 2010, 08:15 م]ـ

الرحلة إلى مصر لدراسة الماجستير

الحلقة الثالثة

الالتحاق بقسم النحو (1)

الاثنين 10 كانون الأول 1973م = 16 ذو القعدة 1393هـ

بدأت الأمور تتضح، أو بدأت أنا أنظر إليها بوضوح، فالدراسة في الكلية قد اتضحت معالمها ثماني ساعات في الأسبوع فقط، وبعد ذلك ما تحتاجه هذه الساعات من دراسة سواء في المكتبة أو البيت، ومنذ أن نزلت القاهرة بدأت أرتب معلوماتي وأحاول القراءة، وقد كان الدكتور أمين السيد جزاه الله عني خيراً قد سمح لي بأخذ نسخته من كتاب الاقتراح في أصول النحو للسيوطي إلى العراق لدراستها هناك وقرأتها هناك مرة، وهو كتاب - لا شك - صعب ولكني في تلك المرة شعرت أني لم أعط الكتاب حقه فعدت هنا خلال الأيام الماضية أدرسه للمرة الثانية، ودرست أيضاً محاضرات للدكتور أمين في موضوع العروض، وهي دراسة ميسرة على حد تسميته لها بذلك. وأدرس كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف محاولاً الفراغ منه بأقرب وقت، وإن كانت دراسة شكلية لكنها ستجعلني أتصور أبعاد وجوانب الكتاب خاصة نحن مقبلون على دراسة بعض مسائله وموضوعات أخرى تدور حول البصريين والكوفيين ... هناك مسألة تتعلق بالقراءة والكتب التي أقرأها فقد وجدت أني إذا رأيت كتاباً في مكتبة لبيع الكتب ويمكن أن أستفيد منه أندفع إلى شرائه غير مبال بالثمن، ولكني بدأت أرتاب من هذه السياسة، ويجب أن أضع حداً لذلك، وإلا ذهبت قروشي بكتب ربما لا أقرأ إلا أقلها في الوقت الحاضر، ولست أبغي فتح مكتبة هنا طبعاً، ويكاد يقر في نفسي أنه يجب أن أقتصر في شراء الكتب على الضروري الذي يمس المحاضرات والدراسة والاستعانة بالمكتبات العامة والاستفادة منها أقصى درجات الاستفادة، ومع ذلك فأنا إلى الآن اشتريت من الكتب القاموس المحيط، وهو مهم ورفيق محبوب في أثناء الدراسة والقراءة يقفك على ما يشكل عليك فهمه أو استعماله واشتريت أيضاً شذا العَرْفِ، وإن كنت أملك منه نسخة في العراق، ولكني أريد أن أدرسه جيداً حتى أتصور الصرف من أوله، واشتريت اليوم كتيباً متوسطاً لعباس حسن اسمه (اللغة والنحو بين القديم والحديث)، وهو موضوعات متفرقة، والمشكلة الباقية هي صعوبة الاستمرار على نمط الحياة الذي أخذت أعيشه في الشقة الجديدة.

موضوعات الدراسة

الثلاثاء 11 كانون الأول 1973م = 17 ذو القعدة 1393هـ

في الصباح ذهبت إلى مكتبة جامعة القاهرة، ومكثت حتى الظهر في قاعة بطاقات الكتب، وقد أعجبني هذا التنظيم في البطاقات ودقة التبويب في الظاهر على الأقل والاستفادة من الطرق الحديثة في الفهرسة وفتح البطاقات، وقد حاولت أن أُدَوِّنَ في دفتر معي أرقام وأسماء عدة كتب خاصة بالنحو لعلي أستفيد منها يوماً ما، ويبدو أن مكتبة الجامعة تحوي من الكتب باللغات الأجنبية أكثر مما تحويه من الكتب المكتوبة باللغة العربية، كانت لدينا اليوم أربع ساعات من الدراسة حضرنا فيها ما يقارب ثلاث ساعات، والرابعة ذهبت من أول الأمر، كان المحاضر هو الدكتور أمين السيد، وقد حاول أن يوضح أبعاد المنهج الذي سيستغرق هذه الساعات الأربع من كل أسبوع، كان الدكتور عبد الحميد طِلِب قد وَضَّحَ لنا الموضوع الذي سيقوم بتدريسه لنا كل أسبوع ساعتين من كل سبت ويمكن تسميته (بين مدرستي الكوفة والبصرة في النحو) مسائل تتعلق بالخلاف وبالأصول التي عليها بنت كل مدرسة أسس نحوها، ويبدو الدكتور أمين السيد أكثر تشدداً منه، والدكتور طِلِب رئيس القسم، قسم النحو الصرف، ولا شك أن الغاية من المنهج الذي رسمه هو محاولة الاطلاع على أكبر قدر من المعرفة والجوانب الخاصة بمادة النحو، الساعة الأولى من الساعات الأربع الخاصة بمحاضرة د. أمين ستخصص لقراءة الألفية حفظاً، فقد قَدَّرَ أننا سندرس عشرين أسبوعاً فجعل لكل أسبوع خمسين بيتاً من الألفية، وسماه (تسميع الألفية)، وتخصص الساعة الثانية للدراسة في أحد كتب النحو القديمة وهذا الكتاب هو المقتضب، إذ سندرس بعض موضوعاته، والساعة الثالثة ستكون لدراسة أحد أساليب العربية: الشرط، النفي، الاستفهام .. دراسة موسعة وعميقة، والساعة الرابعة ستخصص لموضوع البحوث التي سيقدمها الطلبة وتتم مناقشتها ودراسة

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015