موضوعاتها خلال هذه الساعة، وهذه الساعات الأربع ربما ستكلف كل ساعة منها أربع ساعات من الدرس الخارجي حتى يمكن مواجهتها، ويبدو أن الدراسة لن تكون من الصعوبة بحيث لا يمكن مواكبتها.

ظهور اسمي في قسم علم اللغة

الأربعاء 12 كانون الأول 1973

ولإكمال ما بدأت به صباح أمس من تدوين أسماء الكتب التي يمكن أن أستفيد منها في دراسة النحو والموجودة في مكتبة الجامعة مكثت هناك حتى الظهر، وذهبت من هناك إلى الكلية حيث اطلعت على نتيجة قرار مجلس الكلية الذي انعقد أمس في طلبات المتقدمين لدراسة الماجستير في الكلية من غير المصريين، وقد رأيت اسمي مدرجاً في القائمة، ولكن لدراسة علم اللغة (فقه اللغة)، ويبدو لي أن الناحية المادية هي التي ستصرفني عن دراسة فقه اللغة إلى دراسة النحو، ولكن عسى أن تُحِبُّوا شيئاً وهو شر لكم، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، ومن هناك ذهبت للبحث عن كتاب المقتضب للمبرد فقد قررت أن أشتريه، بعون الله، وذلك مع أننا سندرس بعض فصوله فهو كتاب من أبرز كتب النحو يقف إلى جانب كتاب سيبويه، والملاحظ في القاهرة أن المكتبات تتوزع في أنحاء متفرقة متباعدة من المدينة مما يزيد في إرهاق الباحث غير الخبير بأماكنها، المهم أنني مررت على أكثر من مكتبة ولم أعثر عليه، ووصلت ميدان العتبة ومن هناك ركبت بالأوتوبيس الجديد الذي يمنع الوقوف فيه فإذا هو نعمة عظيمة لمن استطاع أن يركب ويجد مكاناً فيه، ولو استطاعت الحكومة توفير وتعميم هذه الطريقة إذن لارتاح الناس من مصيبة المواصلات .. الحمد لله فقد بدأت أشعر نسبياً بالراحة في السكن الجديد، مع أني لا أزال أفكر في كل ليلة بما ستكون عليه المصروفات ولكن اتضح لي أن الفرق في المصروفات سيكون نسبياً لا يقارن بالراحة التي يمكن أن يجدها الإنسان مع دفع جنيهات معدودة ثمن ذلك، المواصلات بالنسبة للمنطقة التي نسكنها متوفرة بصورة جيدة، وإن كانت لا تخلو من الزحام، هناك عدة أرقام (خطوط لسير الباصات) تذهب إلى ميدان التحرير، وأستطيع أن أسير من هناك إلى الكلية في المنيرة لأصل خلال ربع ساعة، أيضا هناك خطوط إلى ميدان العتبة وخطوط تصل إلى جامعة القاهرة وهو شيء مهم.

دعوة في مدينة نصر

الخميس 13 كانون الأول 1973م = 19 ذو القعدة 1393هـ

إن أوقات المحاضرات في ماجستير دار العلوم تتيح للإنسان فرصاً للدراسة الجادة كما أنها تتيح فرصاً للراحة .. اليوم لم تكن لدينا محاضرات، ولم أذهب إلى المكتبة، فقد زارنا منذ أول أمس الأخ جاسم والأخ حسن أبو أسامة، وقد دعانا الأخ أبو أسامة إلى غداء عنده في بيته هو يَدْرُسُ في الأزهر ويسكن مع أهله في مدينة نصر (2)، ذهبت أنا والأخ خليل إلى هناك قرب الساعة الواحدة فكان اللقاء ثميناً حقاً، التقيت بعدد من الإخوة من العراق يدرسون في مصر، كما تعرفت على عدد من الإخوة من فلسطين والأردن، ولا أنسى ذلك الشيخ الأزهري الذي ظل يؤنس النفوس بأحاديثه إنه العالم الشيخ الدكتور عبد الغني وغاب عني ذكر اسمه كاملاً (3) .. كذلك أحد المدرسين في الأزهر .. وبعد ذلك عرجت مع الأخ خليل وشيخ مجاهد إلى بيت مساعد مسلم قريب الأخ خليل، وهو يَدْرُسُ في كلية أصول الدين في الأزهر للحصول على الدكتوراه، وصلينا المغرب عنده، وهو يسكن في منطقة روكسي في شقة ذات غرفتين مع زوجته وابنيه، ويؤجرها بثمانية وعشرين جنيها فقط، أي بفارق عشرة جنيهات تقريباً عن إيجار شقتنا، وإن كانت لا تقل عنها من حيث الأثاث، قد يكون بعدها عن قلب القاهرة سبباً في ذلك، على كل حال إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، وليس من السهل على الإنسان أن يستقر في دار ثم يحاول من جديد العودة إلى القلق والبحث، وخاصة في ظروف مثل التي حدثت في الصفقة، المهم والحمد لله أني قد وضعت رحلي واستتبت أموري، وأرى أن الشقة مناسبة نوعاً ما من حيث المواصلات والراحة بداخلها لولا هدير السيارات الذي لا ينقطع. كنت قد ذهبت قبل أيام إلى المجمع الرسمي في ميدان التحرير، واستفسرت عن شروط الإقامة ومع أن الإعلان المعلق على الجدار ينص على أن يكون التحويل بالسعر الرسمي عشرين جنيها إلا أن الموظف يقول يمكن عمل الإقامة بالسعر التشجيعي، ويعني هذا أن الثلاثين ديناراً عراقياً تصبح (55) جنيهاً مصرياً تقريبا،

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015