http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b5045bf5dc03.jpg

http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b5045c451c62.jpg

خارطة العراق وتظهر فيها المدن التي كثرت الإشارة إليها في اليوميات، وهي:

بغداد، وتكريت، وبيجي، والموصل

إنجاز أوراق السفر إلى مصر

الأربعاء 15 آب 1973م = 17 رجب 1393هـ

مع إطلالة الصباح حملت حقيبتي ونزلت أريد السفر إلى بغداد لأكمل أوراق السفر، تأشيرة الدخول من السفارة المصرية، حجز مكان في الطائرة، تحويل النقود، وظهر لي شيء جديد وهو دفتر الصحة العالمية، أشياء متعلق بعضها ببعض، ذهبت إلى سفارة مصر في بغداد لأخذ التأشيرة في جواز السفر، لكنهم رفضوا ذلك إلا بعد تحويل مبلغ بالعملة الصعبة، تحولت إلى مكتب الخطوط الجوية العراقية أريد حجز مكان على الطائرة إلى القاهرة، سلمت مقدار الأجرة، وهو16 ديناراً عراقياً و400 فلس، لكنهم رفض تحديد اليوم والساعة إلا بعد الحصول على التأشيرة، عندها كنت ملزماً بالذهاب إلى البنك لتحويل مقدار من الدنانير، لا أعرف هذه الأمور ليس لي بها سابقة أو أي إلمام، تنقلت هنا وهناك أخيراً وجدت محل التحويل في فرع مصرف الرافدين الرئيسي في بغداد، وتساءلت كم أُحَوِّل من الدنانير، قلت أحول بعضها وآخذ البعض الآخر دنانير عراقية أتصرف بها في مصر كيف أشاء أحولها كلما احتجت إلى فلوس، حَوَّلت فقط ثلاثين ديناراً عراقياً، وصارت أربعين باوناً إسترلينياً على شكل شيك مسافرين، وأسرعت بعد ذلك إلى السفارة المصرية وأودعت جواز السفر لديهم لتأشيره، ومضيت أطوف في بغداد، زرت الأخ قيس سليمان في دارهم المؤجرة في العيواضية، لم أجده لكني وجدت أحمد عبد الملك الطالب اليماني في كلية الطب وجماعة، زرت الأخ علي حميد الذي يسكن في العيواضية أيضا في دار قريبة مع مجموعة، هو الآن جندي بعد تخرجه من كلية الهندسة، ويوشك على التسرح من الجيش في الشهر العاشر، وسرت معه في عدة اتجاهات في بغداد أخيراً مضى لسبيله ليهدأ من أتعاب اليوم، ومضيت أنا إلى بيت العم مصطفى حيث ألقيت عصاي، ومررت بمحل الأخ المهندس مولود مصطفى للتصليحات الكهربائية، واستفسرت منه عن بعض الأمور في السفر إلى الخارج لأنه قد سافر عدة مرات، وعزمت على إكمال معاملات اليوم غداً، إن شاء الله، إضافة إلى أخذ دفتر الصحة العالمية.

السفر إلى مصر

الاثنين 20 آب 1973م = 22 رجب 1393هـ

كان الصباح لطيفاً لكن الأفكار بدأت تثقل علي، وأنا أتحرك هنا وهناك في بيت العم مصطفى في بغداد وذكرى الأمس تطن في أذني وتجعلني أفكر في المستقبل، الوالدة معي وهي ليست أقل مني حزناً داخلياً، ولكن رغم كل ذلك كنت متماسكاً أنتظر الساعة العاشرة لكي أغادر إلى مطار بغداد الدولي، صاحبتني إلى هناك الوالدة والحاجة أم نوفل (خالتي) .. في المطار التقيت بالأخ سفر وكذلك قدم أخي صالح من بيجي للتوديع، ولن أنسى تلك القبلات التي طرزتها الوالدة على رقبتي وهي تودعني في المطار، وأنا شارد الفكر، وأقول في نفسي: هل سأعود إليكم وألقاكم جميعا بخير، وأنال هذه القبلات الحنون منك .. يا أماه! ساعة الوداع تستحق من الإنسان لو كان شاعراً قصيدة تقطر عاطفة لكني لست بشاعر، ولُذْتُ بالصمت والساعة تمضي مسرعة وآن وقت الفراق، صافحتُ الجميع واندفعت إلى صالة المغادرين وأنا ألوذ بالصمت .. وتطلعت عبر الزجاج إلى الطائرة وهي تجثم قريباً منا، والعمال يخدمونها باهتمام شديد، ورميت بنفسي في ركن من الصالة في أحد المقاعد، والناس المسافرون يروحون ويجيئون ويشربون ويشترون من السوق الحرة!! ويثرثرون، وأنا بعيد عنهم أتصور حياتي الجديدة في القاهرة، وألتفت أحياناً إلى بيجي وأهلها .. أتذكرهم، وداع الأخ سالم يبعث في نفسي أسىً عميقاً لتأثره الشديد، ولأول مرة تطأ رجلي الطائرة، وهي من نوع "الترايدنت"، وركبت بسم الله، وأخذت مكاني، كل ما في داخل الطائرة لطيف، كنت أود لو كان مقعدي ملاصقاً للنافذة، فإذا به الثالث من الداخل، على كل حال كنت أتطلع عبر المسافرينِ المجاورين إلى الخارج، وانطلقت الطائرة .. ورأيت الوالدة ومن معها على شرفة المودعين، كان صعود الطائرة صعباً على المسافرين، وأخذت مجراها إلى القاهرة مباشرة عبر سوريا والبحر المتوسط، كانت

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015