صورة الأرض تبدو غير واضحة المعالم وكأننا في حلم، ورأيت الساحل الشمالي لمصر واضحاً لطيفاً وأمواج البحر وزرقته، ومالت الطائرة نازلة حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر، بعد أن أمضت ساعتين ونصفاً في الجو، كانت هناك مزعجات مرت بسلام، ونزلت بالتكسي إلى قلب القاهرة، إلى ميدان التحرير، ونزلت في فندق أنجلو سويس 14 شارع شامبليون، لم أجد بداً من زيارة أستاذي الدكتور أمين السيد في منزله (3)، وكان منه فوق ما توقعت بكثير، وتعرفت على ولده أشرف، ووعدني الدكتور أمين خيراً، فجزاه الله ألف خير.

http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b5045c717f24.jpg

15/3/1970 صورة من الحفل التكريمي للدكتور أمين علي السيد في مناسبة عودته من الحج الذي أقامه طلبة السنة الثالثة في قسم اللغة العربية في كلية الآداب في جامعة الموصل

ويظهر في الصورة الدكتور أمين وإلى يساره: غانم قدوري و عبد الغني وخالد، وخلفه حقي من طلبة السنة الثالثة

تقديم الأوراق

الثلاثاء 21 آب 1973

في مساء الأمس اتفقت مع الدكتور أمين أن أذهب معه لتقديم الملف الخاص بالدراسة إلى إدارة الوافدين، وقد أصر أن يصحبني إلى هناك، وأبدى لي من المساعدة ما لا يبديه أخ لأخيه، رجل كبير في السن يحمل شهادة عالية يسير معي مغتبطاً مهتماً بأمري كاهتمامي به، وفي إدارة الوافدين عرف مدير الدائرة أستاذ رياض، وعرفنا أنه لا بد أن تمر الأوراق بالملحقية الثقافية في سفارة العراق في مصر، وذهبنا إلى السفارة في شارع محمد مظهر باشا في الزمالك، هناك سمعت أصوات العراقيين وعرفتهم من لحنهم في القول، ووصلنا إلى معاون الملحق الثقافي، واسمه محمود وجلسنا في مكتبه، كان معي ملف لأحد المعارف من العراق جايد زيدان مخلف (4)، كانت الأوراق تحتاج إلى بعض الإكمال، أنا أريد أن أقدم إلى دار العلوم في جامعة القاهرة، وجايد يريد أن يقدم إلى جامعة الأزهر، أما أوراقي فقد قال معاون الملحق إنها تبقى في الملحقية وترسل مع الملفات الأخرى إلى إدارة الوافدين، وأما الأوراق المقدمة للأزهر فيمكن أخذها باليد، وأخذت أوراق الأخ جايد لأقدمها إلى الأزهر وتركت أوراقي لأتابعها بعد أسبوع في إدارة الوافدين، وكل هذه المتاعب كان شريكي فيها بل احتمل القسط الأكبر منها الدكتور أمين، وأخذني نسير في شوارع القاهرة من الزمالك إلى (كوبري أبو علا) وصلينا الظهر في جامع السلطان أبو العلا، وبعد ذلك التمست منه أن يذهب كي يرتاح، وواصلت الرحلة وحدي إلى شقة أحد الطلاب العراقيين، واسمه مجاهد مصطفى بهجت (5) في شارع سامي أمين باشا رقم 19 الطابق الرابع، شقة 8، وكنت قد جلبت رسالة من الأستاذ الدكتور عدنان محمد سلمان في العراق إليه كي يساعدني في العثور على الشقة المناسبة لسكني، وقضيت آخر النهار معه، وتعرفت على أخ آخر اسمه سرحان السامرائي يدرس في الدراسات العليا في الأزهر أيضاً ويسكن معه خليل الحديثي (6)، وصحبته إلى شقتهم في شارع جسر السويس بمصر الجديدة 110، ولكن لم أعثر على مكان مناسب للسكن، وعدت إلى الفندق، الفندق مريح، ويقال إن أجوره ليست مرتفعة، وهي 69 قرشاً في الليلة، في غرفة منعزلة بسرير واحد.

في الأزهر

الأربعاء 22 آب 1973م = 22 رجب 1393هـ

كان أحد المعارف من العراق وهو الأخ جايد زيدان مخلف قد أرسل معي ملفاً فيه أوراق يريد تقديمها إلى جامعة الأزهر، كلفني بذلك، خرجت في الصباح، وفي ميدان التحرير بحثت عن السيارة التي تصل إلى الأزهر (الشريف) وجدتها وهي رقم (66)، ولكن هناك زحام شديد ولابد من الوصول إلى هناك قبل ضياع الوقت ومضي النهار، وتعلقت في باب (الأوتوبيس)، ظاهرة عامة في القاهرة هذا الزحام في وسائط النقل، وصلت إلى الأزهر حيث المنائر المتقابلة تشمخ في السماء، والطلاب مزدحمون بين أطراف البنايات، ورأيت البناية القديمة للجامع والبنايات الأحدث الملحقة به، وبحثت عن مكان تقديم الملف وظهر أنه في مكان آخر اسمه مراقبة البعوث الإسلامية في شارع بور سعيد، وهناك وصلت إلى موظف اسمه محمد شحاته، في الأرشيف قدمت الملف، وكان رقم الصادر في قنصلية السفارة العراقية 2/ 2 129 في 21/ 8/1973 ورقم الوارد في مراقبة البعوث 752 في 22/ 8/1973 والعنوان الكامل هو 317 شارع بور سعيد، إدارة

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015