إن طاقتهم كلها يجب أن تنصرف إلى تطبيق النظام الإسلامي والشريعة الإسلامية بأن يسيطر على نظام المجتمع وقوانين الدولة، وللتربية الإسلامية بأن تسيطر على المدرسة والبيت والحياة، يجب أن يأخذوا الإسلام جملةً وأن يدعوه يؤدي عمله في الحياة جملةً، فهذا هو الأليق لكرامة الإسلام، وكرامة دعاة الإسلام" (راجع كتاب العبقري العملاق صـ 67، للأستاذ إبراهيم منير).

ل) لقد كان الشهيد يواجه مؤامرات شديدة للقضاء على التصور والفهم الإسلامي الصحيح، فكان عليه أن يواجه ذلك وأن يكشف زيغه مهما تستر في شعارات:

" .. ومن ثم استداروا في التجارب الجديدة يستفيدون من تجربة أتاتورك: ألا يرفعوا على التجارب الرائدة راية الإلحاد، وإنما يرفعون عليها راية الإسلام، كي لا تصطدم الفطرة كما صدمتها تجربة أتاتورك ثم يجعلون تحت هذه الراية ما يريدون من المستنقعات والقاذورات والانحلال الخلقي، ومن أجهزة التدمير للخامة البشرية بجملتها في الرقعة الإسلامية. "إ. هـ. الظلال جـ2 صـ211 عن الآية 49 من سورة الأنعام.

فهو هنا يتحدث عن نموذج به الإلحاد والانحراف الكامل عن الإسلام ويزعمون فيه أن هذا هو الإسلام، لهذا لا بد أن نفهم عباراته القوية من خلال هذه الرؤية التي أشار إليه ولا نعمم هذا على كل صور الخلل والضعف أو نستنتج مفهومًا لم يقصده أو يذهب إليه.

م) ومن كلماته التي وردت في مقالاته وكتبه وهو يتحدث عن الخضوع للاستعمار، وغفلة الحكام والسياسيين:

" .. ولكن من الحق ألا نصم الشعوب العربية بهذه الوصمة، إن هذه الشعوب لأذكى وأشد حميةً من أن ترضى لنفسها بالهوان، ولكنها تلك الحفنة من ساسة الجيل الماضي في مصر وبعض البلاد العربية تلك الحفنة الرخوة المسنة الضعيفة المتهالكة، المهدورة الأعصاب لا تقدر على الكفاح، ولا تدع الشعوب تكافح؛ لأن أنانيتها الآثرة تمسكها عن الانسحاب من الميدان وتركه للقادرين". (صـ155 من كتاب العبقرى العملاق).

ويقول أيضًا: " .. لو كان مقدرًا لهذا العالم الإسلامي أن يمون لمات في خلال فترة الاسترخاء والإعياء، وفي إبَّان فتوة الاستعمار وقوته، ولكنه لم يمت بل انتفض حيًّا كالمارد الجبار، يحطم أغلاله وينقض أثقاله ويتحدى الاستعمار الذي شاخ .. " إ. هـ. (في ظلال القرآن جـ2 صـ940).

ويقول: " .. وإن يوم الخلاص لقريب وإن الفجر ليبعث خيوطه، وإن النور يتشقق به الأفق، ولن ينام هذا العالم الإسلامي بعد صحوته ولن يموت هذا العالم الإسلامي بعد بعثه، ولن تموت العقيدة الحية التي قادته في كفاحه" إ. هـ (في ظلال القرآن جـ2 صـ940) فهل هذا كلام مَن يكفر الشعوب أم من يحرص عليها ويضع أمله فيها، ويعرف مواطن الضعف والقوة.

ن) ومن كلماته عندما تحدث عن الزكاة في واقع الأمة:

"وقد بهتت صورة الزكاة في حسِّنا وحسِّ الأجيال التعيسة من الأمة الإسلامية التي لم تشهد نظام الإسلام مطبقًا في عالم الواقع ولم تشهد هذا النظام يقوم على أساس التصور الإيماني والتربية الإيمانية" إ. هـ (الظلال سورة البقرة الآية 177)

فالأستاذ سيد وصف الأمة اليوم بالأمة الإسلامية رغم أنه يراها أمة تعيسة ولم تطبق أحكام الإسلام في واقعها، فلم ينف عنها إسلامها.

ط) أشاع البعض لسوء فهمه أن الشهيد يدعو إلى مقاطعة واعتزال المساجد الحكومية لأنها مساجد جاهلية .. وهذا خطأ والذي يرجع لكتاباته يجد حديثًا لا يؤدي لهذا فهو في تفسيره للآيات التي تحدثت عن نبي الله موسى (عليه السلام) وما لاقاه بني إسرائيل من تعذيب ومطاردة لجأوا فيها إلى اتخاذ بيوتهم قبلةً، فيقول في وصف هذه الحالة: " .. وقد يجد المسلمون أنفسهم ذات يوم مطاردين في المجتمع الجاهلي وقد عمَّت الفتنة وتجبّر الطاغوت وفسد الناس، وانتنت البيئة، وهنا يرشدهم الله إلى أمور، منها اعتزال معابد الجاهلية "إ. هـ.

فلم يقل رحمه الله أن المساجد الموجودة حاليًّا بالمجتمع هي معابد جاهلية، وأن المسلمين يواجهون فتنةً ومطاردةً مثل التي واجهها بني إسرائيل على يد فرعون، فلماذا يلجأ البعض إلى الاستنتاج الخاطئ وإلى التعميم الذي ليس عليه دليل إلا تفسيرًا واحدًا أن هذا هو رأيهم وقناعتهم الداخلية، وأي عبارات بعد ذلك ستكون الشماعة التي يتسترون وراءها، سواء قالها الشهيد أم قالها غيره.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015