ظ) كتب في مقال له بجريدة الإخوان المسلمين عن الدعوة والأمة الإسلامية عام 1953م:

" .. لقد صحت الأمة الإسلامية بعد طول سبات، ولو كانت إلى فناء وموت ما استيقظت من سبات، ولقد صحت بعد نوم طويل، فليس من سنة الحياة أن تنام من جديد، لقد صحت لتحيا وصحت لتنمو وصحت لتنتفض عنها الأوشاب والأخلاط، وإذا كانت الأمة الإسلامية ما تزال تتعثر، وما تزال تكبو وما تزال تضطرب فتلك هي اختلاجة الحياة الجديدة، لا سكرات الموت ولا صراعات الداء. تلك هي علائم الصحو واليقظة بعد نوم طويل وهمود، والمستقبل لها، والدلائل كلها تشير إلى هذا المستقبل". إ. هـ (صـ 58 من كتاب العبقري العملاق).

شهادات مَن عاشوا معه والتقوا به

الشهادات التي وردت كانت من هؤلاء الأساتذة الكرام الذين عايشوه ولم تكن فردية بل تواترت عبر العديد من الأفراد، ولكن نذكر فقط أسماء من سمعنا منهم مباشرة):

أ) لقد حدثت مناقشات وأسئلة له من كثير من إخوانه عندما أشاع البعض أنه يكفر المجتمع ويصفه بالجاهلية.

حدث هذا ممن كانوا معه في قفص المحكمة أثناء التحقيقات، وفيمن التقى به داخل مستشفى السجن، بل إن قيادة الإخوان كلفت الأستاذ عمر التلمسانى عندما كان سيلتقى به لسؤاله المباشر عن ذلك وعاد وهو يحمل إجابة واضحة منه، بنفي الشهيد أنه يكفر أحدًا أو يقصد بجاهلية المجتمع تكفير الناس (شهادة أ. جمعة أمين).

ب) إن كتاباته قبل طباعتها كان يقرأها كبار الإخوان ومنهم الأستاذ الهضيبي وأقروا ما فيها ولم يجدوا فيها ما فهمه البعض واتهمه به (شهادة أ. جمعة أمين ود. محمود عزت).

جـ) لقد تواترت عشرات الشهادات ممن عاصروه وسألوه مباشرةً، فأكد رأيه الواضح وأنه لا يكفر أحدًا، بل وصف مَن فهموا ذلك- أي ما فهموه من تكفير المجتمعات- أنهم لم يفهموا وأساءوا الاستخدام فقال: لقد حُملت كتبي وآرائي على حمارٍ أعرج .. " (شهادة د. محمد بديع، ود. محمود عزت).

هـ) شهادة الداعية زينب الغزالي، عندما سألته مباشرةً عام 1964م عندما زارها في منزلها عن إشاعة أنه يكفر الناس لأنهم لم يفهموا الإسلام، فاستغرب هذا القول، وبيَّن أن فهمهم هذا خاطئ لما كتبه، وأنه سيوضح هذا ويرد عليه في الجزء الثاني من "المعالم". (حوار مجلة المجتمع الكويتية 1982م، صـ 85 كتاب العبقري العملاق).

والأستاذ الهضيبي كان رأيه في مسألة التكفير واضحًا حاسمًا وقد فصل الإخوان الذين انتهجوا هذا الفكر ورفض بقاءهم في الجماعة ولم يتهاون في ذلك قط.

فهذا دليلٌ واضحٌ أن الشهيد كان موقفه واضحًا من مسألة التكفير، وأن مَن اعتنقوا ذلك بحجة ما فهموه من آراء، هم الذين أساءوا الفهم، وأن أصل الفكرة كانت عندهم مسبقًا وكان ذلك في ظروفٍ يتعرضون فيها للسجن والتعذيب.

و) وكان فضيلة الأستاذ الهضيبي يعتز دائمًا بسيد قطب، وكان يذكر أنه شهيد الإخوان (شهادة أ. مهدي عاكف وأ. جمعة أمين).

فقد قرأ غيرهم من آلاف الإخوان .. هذه الكتابات ولم يفهموا منها هذا الفهم، في حين أن عدد الآخرين الذين أشاعوا ذلك على أصابع اليد من الإخوان .. وبالمثل نذكر، وما ذنب الإمام علي وابنيه الحسن والحسين سيدَي شباب أهل الجنة (رضي الله عنهم) في نشأة المذاهب المنحرفة والتي نسبت نفسها إليهم بعد ذلك).

ش) أرسل بعض الإخوان في سجن طره الأخ عبد الرءوف أبو الوفا عندما تناقل بعض الأفراد موضوع التكفير، يخبره بذلك ويستوضحه، فانزعج الأستاذ سيد لهذا الكلام ورد عليه:

" .. إننا لم نكفر الناس، وهذا نقل مشوه، إنما نحن نقول إنهم صاروا من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة، وعدم تصور مدلولها الصحيح والبعد عن الحياة الإسلامية إلى حال تشبه حال المجتمعات في الجاهلية، وإنه من أجل هذا لا تكون نقطة البدء في الحركة هي قضية إقامة النظام الإسلامي، ولكن تكون إعادة زرع العقيدة والتربية الأخلاقية الإسلامية، فالمسألة تتعلق بمنهج الحركة الإسلامية أكثر مما تتعلق بالحكم على الناس" إ. هـ. (من كتاب لماذا أعدموني؟ وهو عبارة عن تجميع لإفادات الأستاذ سيد عند التحقيق معه قبل الحكم بإعدامه، ومعها بعض الشهادات من إخوانه).

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015