ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Oct 2009, 12:03 ص]ـ

- قال الله تعالى: ?وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً ? [النساء: 86]

جاء في التفسير الميسر: (وإذا سلَّم عليكم المسلم فردُّوا عليه بأفضل مما سلَّم لفظًا وبشاشةً, أو ردوا عليه بمثل ما سلَّم, ولكل ثوابه وجزاؤه. إن الله تعالى كان على كل شيء مجازيًا.)

التعليق: في هذا التفسير نظر من وجهين:

الأول: ذكر المُسلم في تفسير: " وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ"، والأولى أن تبقى الآية على إطلاقها؛ لأن في الرد على غير المسلم خلافاً، والراجح عندي دخوله في عموم الآية، ولكن لا يرد عليه بأحسن من تحيته، بل بمثلها، ما لم يتعد في سلامه. وقد أخرج الطبري عن قتادة أنه قال في قوله: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها): حيوا أحسن منها، أي: على المسلمين (أو ردوها) أي: على أهل الكتاب.

ولابن القيم كلام مهم في هذه المسألة، حيث قال رحمه الله في كتابه أحكام أهل الذمة: (فلو تحقق السامع أن الذمي قال له: "سلام عليكم" لا شك فيه فهل له أن يقول وعليك السلام أو يقتصر على قوله وعليك؟

فالذي تقتضيه الأدلة الشرعية وقواعد الشريعة أن يقال له: وعليك السلام؛ فإن هذا من باب العدل، والله يأمر بالعدل والإحسان، وقد قال تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} فندب إلى الفضل وأوجب العدل.

ولاينافي هذا شيئا من أحاديث الباب بوجه ما فإنه صلى الله عليه وسلم إنما أمر بالاقتصار على قول الراد "وعليكم" بناء على السبب المذكور الذي كانوا يعتمدونه في تحيتهم وأشار إليه في حديث عائشة رضي الله عنها فقالت: ألا ترينني قلت وعليكم لما قالوا: السام عليكم، ثم قال: "إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم" والاعتبار وإن كان لعموم اللفظ فإنما يعتبر عمومه في نظير المذكور لا فيما يخالفه. قال تعالى: ?وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ?، فإذا زال هذا السبب وقال الكتابي: سلام عليكم ورحمة الله فالعدل في التحية يقتضي أن يرد عليه نظير سلامه، وبالله التوفيق.) انتهى كلام ابن القيم.

وهذا ما كان يرجحه شيخنا محمد العثيمين رحمه الله. قال في تفسيره لسورة الذاريات: (واعلم أن رد التحية واجب، لقول الله تبارك وتعالى: ?وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منهآ أو ردوها?. فقال: {إذا حييتم} ولم يذكر من يحيينا، فيشمل أي إنسان يحيينا، فإننا نحيه ونرد عليه أحسن من تحيته، أو مثلها كما قال: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}، فبدأ بالأحسن، لأنه هو الأفضل، أو ردوها، أي: ردوا مثلها، ويشمل هذا ما إذا سلم علينا أحد من اليهود، أو النصارى، أو البوذيين، أو غيرهم، فنرد عليهم، لكننا لا نبدأ اليهود والنصارى بالسلام، لنهي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ذلك.

الوجه الثاني: تفسير:"حسيباً" بـ "مجازياً"، وهذا ناقص لأنه تفسير باللازم فقط، والأولى أن يفسر الحسيب هنا بالحفيظ الذي يطلع على جميع الأعمال، ويحاسب عليها ويجازي.

ومما سبق فإن التفسير الأمثل لهذه الآية هو: وإذا سلَّم أحد فردُّوا عليه بأفضل مما سلَّم, أو ردوا عليه بمثل ما سلَّم, ولكل ثوابه وجزاؤه. إن الله تعالى كان على كل شيء حفيظاً مجازياً.

أو كما جاء في التفسير المنتخب: (وإذا حياكم أحد - أياً كان - بتحية من سلام أو دعاء أو تكريم أو غيره، فردوا عليه بأحسن منها أو بمثلها، فإن اللَّه محاسب على كل شئ كبيراً كان أو صغيراً.)

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Oct 2009, 12:21 ص]ـ

- قال الله تعالى: ?وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً ? [النساء: 86]

جاء في التفسير الميسر: (وإذا سلَّم عليكم المسلم فردُّوا عليه بأفضل مما سلَّم لفظًا وبشاشةً, أو ردوا عليه بمثل ما سلَّم, ولكل ثوابه وجزاؤه. إن الله تعالى كان على كل شيء مجازيًا.)

التعليق: في هذا التفسير نظر من وجهين:

الأول: ذكر المُسلم في تفسير: " وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ"، والأولى أن تبقى الآية على إطلاقها؛ لأن في الرد على غير المسلم خلافاً، والراجح عندي دخوله في عموم الآية، ولكن لا يرد عليه بأحسن من تحيته، بل بمثلها، ما لم يتعد في سلامه.

نفع الله بكم يا أبا مجاهد وكتب أجركم على هذه التنبيهات، وقد وقع لي بعض الملحوظات العلمية على (التفسير الميسر) لعلي أدرجها في موضوعكم هذا إن شاء الله.

لي ملحوظة على تعقبك هنا في عبارة التفسير الميسر (وإذا سلَّم عليكم المسلم فردُّوا عليه بأفضل ... ) أن ضبطها الصحيح (المُسَلِّم) بتشديد اللام وكسرها، أي من ألقى عليكم السلام. وليس المسلم من الإسلام. ولكنهم لم يضبطوها فوقع الخلل والإيهام الذي دعاكم للتعقب وفقكم الله ونفع بكم.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015