ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Oct 2009, 12:26 ص]ـ
الأخ الفاضل أبا مجاهد
ليتسع صدرك على تعقيبي على تعقيباتك، وأنا أعلم أنك ما وضعتها إلا من أجل الفائدة وأنا أستفيد منها، فأقول:
ليس بعد بيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن بيان فالآية من العام المخصوص خصه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتحية ترد على المسلم والكافر ولكن بأحسن منها في حق المسلم، أوبمثلها لمسلم وللكافر، وقولنا " وعليكم" هو رد للتحية بمثلها، وليس هناك حاجة لقصر الحديث على سببه.
هذا والله أعلم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Oct 2009, 09:21 ص]ـ
نفع الله بكم يا أبا مجاهد وكتب أجركم على هذه التنبيهات، وقد وقع لي بعض الملحوظات العلمية على (التفسير الميسر) لعلي أدرجها في موضوعكم هذا إن شاء الله.
لي ملحوظة على تعقبك هنا في عبارة التفسير الميسر (وإذا سلَّم عليكم المسلم فردُّوا عليه بأفضل ... ) أن ضبطها الصحيح (المُسَلِّم) بتشديد اللام وكسرها، أي من ألقى عليكم السلام. وليس المسلم من الإسلام. ولكنهم لم يضبطوها فوقع الخلل والإيهام الذي دعاكم للتعقب وفقكم الله ونفع بكم.
شكر الله لكم حبيبنا الغالي على هذا التنبيه، ولم يغب عني عندما كتبت التعليق، ولكنه ترجح لي أنهم يريدون "المسلم" بالتخفيف لا "المسلّم" بالتشديد؛ لأني رجعت إلى بعض التفاسير التي هي مظنة للاعتماد عليها في التفسير كتفسير الطبري وابن كثير فوجدت التصريح فيها بكون المحيي من أهل الإسلام.
وأيضاً: الذي أعلمه في هذا التفسير هو الحرص على ضبط اللفظ المشكل، وقد تركوه بلا ضبط، فكان ذلك دليلاً آخر على أنهم أرادوا "المُسْلِم". والله أعلم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Oct 2009, 05:52 م]ـ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)
جاء في التفسير الميسر ما نصه: ((الرَّحْمَنِ) ذي الرحمة العامة، الذي وسعت رحمته جميع الخلق, (الرَّحِيمِ) , بالمؤمنين, وهما اسمان من أسماء الله تعالى.)
التعليق: جعل اسم "الرحيم" خاصاً بالمؤمنين فيه نظر؛ لأنه قد ورد ما يفيد عموم هذا الاسم لجميع الناس، كما قال تعالى: ? إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ? [البقرة: 143].
والأولى في التفريق بين اسم الرحمن، واسم الرحيم أن يقال: "الرَّحْمَن" أي: ذو الرحمة الواسعة الكاملة. فهو الرحمن بذاته، "الرَّحِيم" أي: ذو الرحمة الواصلة. فهو يرحم برحمته من شاء. فالرحمن والرحيم اسمان من أسماء الله تعالى، يدلان على اتصاف الله تعالى بالرحمة، والرحمن يدل على عظمة رحمة الله وكمالها، والرحيم يدل على إيصالها لخلقه؛ فالرحمن: ذو الرحمة العظيمة الواسعة، والرحيم: ذو الرحمة الواصلة.
قال ابن القيّم رحمه الله في بدائع الفوائد: (وأما الجمع بين الرحمن الرحيم؛ ففيه معنى هو أحسن من المعنيين اللذين ذكرهما [يقصد السهيلي] وهو: أن الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه، والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم؛ فكان الأول للوصف، والثاني للفعل، فالأول دال أن الرحمة صفته، والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته.
وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله: ?وكان بالمؤمنين رحيماً? [الأحزاب: 42]، ? إنه بهم رؤوف رحيم? [التوبة: 117]، ولم يجيء قط: رحمن بهم؛ فعلم أن الرحمن هو الموصوف بالرحمة، ورحيم هو الراحم برحمته. وهذه نكتة لا تكاد تجدها في كتاب، وإن تنفست عندها مرآة قلبك لم تنجل لك صورتها.) انتهى.
جاء في التفسير الواضح الميسر للصابوني: ("الرحمن الرحيم" اسمان من أسمائه الحسنى، "الرحمن" أي المتصف بالرحمة، فهي صفة الذات، أي الذي وسعت رحمته كل شيء، وعمّ فضله جميع الأنام، بما أنعم على عباده من نعمة الخلق والرزق والهداية إلى طريق السعادة، "الرحيم" الذي يرحم عباده المؤمنين يوم الدين، ?وكان بالمؤمنين رحيماً?؛ فالرحمن يدل على أنه سبحانه متصف بالرحمة بذاته المقدّسة، والرحيم صفة متعلقة بالعباد.) انتهى.
وعلى هذا؛ فالأفضل أن يقال في تفسير الآية: (" الرَّحْمَن" أي: ذو الرحمة الواسعة. فهو الرحمن بذاته. " الرَّحِيم" أي: ذو الرحمة الواصلة. فهو يرحم برحمته من شاء. وهما اسمان من أسماء الله تعالى.)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Oct 2009, 10:14 م]ـ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)
جاء في التفسير الميسر ما نصه: ((الرَّحْمَنِ) ذي الرحمة العامة، الذي وسعت رحمته جميع الخلق, (الرَّحِيمِ) , بالمؤمنين, وهما اسمان من أسماء الله تعالى.)
التعليق: جعل اسم "الرحيم" خاصاً بالمؤمنين فيه نظر؛ لأنه قد ورد ما يفيد عموم هذا الاسم لجميع الناس، كما قال تعالى: ? إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ? [البقرة: 143].
وعلى هذا؛ فالأفضل أن يقال في تفسير الآية: (" الرَّحْمَن" أي: ذو الرحمة الواسعة. فهو الرحمن بذاته. " الرَّحِيم" أي: ذو الرحمة الواصلة. فهو يرحم برحمته من شاء. وهما اسمان من أسماء الله تعالى.)
اصبر على تعقباتي أبا مجاهد وفقك الله
ألا ترى أن قوله تعالى: ? إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ? [البقرة: 143].
من العام المخصوص لأن سياق الآيات في حق المؤمنين.
لقد تتبعت لفظ "رحيم" فوجدته في 61 آية مقروناً بصفة المغفرة أو التوبة أو الرأفة وكلها في حق المؤمنين إلا آية واحدة يفهم منها رحمته بالناس عامة مؤمنهم وكافرهم وهي الآية من سورة الحج:
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) (65)
ولكن المتأمل في هذه الآية يرى أن الرحمة العامة هي خاصة بالدنيا وهي رحمة التمكين.
أما المؤمنون فرحمتهم خاصة في الدنيا والآخرة يتجلى فيها عناية الله ولطفه بهم والآيات الدالة على ذلك كثيرة.
جعلني الله وإياكم ووالدين والمسلمين ممن كتبت له رحمته التي وسعت كل شيء.
¥