الآية. والقاعدة عند المفسرين: [العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب] فحتى لو نزلت الآية في فلان أو فلانة، فإنها لا تختص به، بل تنسحب على جميع من شابههم في الحال.

(وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى) أي: أن أبا بكر، وغيره من المحسنين الصادقين، لا يفعلون هذا الإحسان ليكافئوا نعمة سابقة، ويقابلوها بمثلها.

(إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى) (إلا) هنا بمعنى لكن. فالاستثناء منقطع؛ أي: لكنه فعل ذلك طلبًا للمذكور، وهو (ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى). فدل على أن ذلك (الأتقى) بذل ماله، وأنفقه، رغبة في لقاء الله، تعالى، والتنعم بالنظر إلى وجهه الكريم، ورجاء ما يحصل له من ثواب الله.

(وَلَسَوْفَ يَرْضَى) هذا وعد من الله، عز وجل، أن يرضيه، والله لا يخلف الميعاد.

الفوائد المستنبطة

الفائدة الأولى: الإقسام بدلائل الربوبية.

الفائدة الثانية: تفاوت الخلق في مسعاهم.

الفائدة الثالثة إثبات القدر السابق.

الفائدة الرابعة: إثبات أفعال العباد، والرد على الجبرية.

الفائدة الخامسة: الرد على القدرية، وذلك بإثبات التيسير.

الفائدة السادسة: إثبات الحكمة والتعليل، للربط بين المقدمة والنتيجة.

الفائدة السابعة: إثبات الأسباب الشرعية فمن أنكرها، فهو مناقض للعقل، والفطرة، والدين.

الفائدة الثامنة: انتفاء الشفاعة عن الكافر. قال الله تعالى: (وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى) فإذا كان ماله الذي يختص به، لا يغني عنه، فلأن تكون شفاعة الشافعين، لا تغني عنه، من باب أولى.

الفائدة التاسعة: إثبات هداية الدلالة، والبيان.

الفائدة العاشرة: إثبات ملك الله الشامل لكل شيء.

الفائدة الحادية عشرة: التحذير من النار.

الفائدة الثانية عشرة: الموعظة بالنار. ويلاحظ أن بعض المتكلمين لا يجري على ألسنتهم التخويف بالنار. وهذا قصور! فما خوف الله به، ينبغي أن نخوف به. ولا يصح أن يقال: لا ينفع مع الناس إلا الإقناع العقلي! الله اعلم بخلقه، وما يصلحهم. فإذا رأيت الله تعالى يخوف بشيء، أو يرغب بشيء، فاسلك هذا المسلك.

الفائدة الثالثة عشرة: نجاة المؤمن من النار.

الفائدة الرابعة عشرة: أن الأعمال الصالحة سبب للتطهر، وزيادة الإيمان.

الفائدة الخامسة عشرة: أن العمل من الإيمان.

الفائدةالسادسة عشرة: فضيلة الإخلاص.

الفائدة السابعة عشرة: حسن موعود الله للمؤمن.

ـ[محبة القرآن]ــــــــ[20 Nov 2010, 10:26 م]ـ

التفسير العقدي لسورة الضحى

بقلم د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11))

سورة (الضحى)، سميت بذلك للإقسام به في مستهلها. ولها مقصدان:

- أولهما بيان منزلة النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ربه، ومنة الله عليه.

- ثانيهما: إعلاء القيم الخلقية.

(وَالضُّحَى) قد تقدم ذكر الخلاف في المراد بالضحى، عند قول الله تعالى: (والشمس وضحاها)، هل هو أول النهار، أم أنه يشمل النهار كله.

(وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى) إذا للظرفية. ومعنى (سجى): استوى، وسكن. وقيل معناها: غطى بظلامه. وقيل معناها: أقبل. وهذه المعاني الثلاث متقاربة، ولا تعارض بينها؛ فإنه إذا اقبل، غطى بظلامه، وإذا غطى بظلامه استوى، وسكن. فهي معان متقاربة، يقسم فيها الرب - سبحانه وتعالى -بإقبال الليل، وما يصحبه من تغشية هذا الكون كله بسواده، وما ينتج عن ذلك من سكون وطمأنينة. وهذا يتضح في الأزمنة السابقة؛ فإذا غربت الشمس، أوى كل أحد إلى منزله، وسكنت الأصوات، وهدأ الكون. فالله – تعالى - يقسم بهذه الحالة. وهذا يقوي أن يكون المراد بالضحى أول النهار؛ لكي يكون مقابلا لليل إذا سجى، أي: أول الليل.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015