2 - وصبر عن معصية الله، بالكف عن محارمه.

3 - وصبر على أقدار الله المؤلمة، في نفسه، أو أهله، أو ماله، فيعلم أنها من عند الله، فيرضي، ويسلم،

ومنزلة الصبر من الدين، كمنزلة الرأس من الجسد. وقد أثنى الله تعالى على الصابرين، في نحو أربعين موضعًا.

(وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) (المرحمة) أي: رحمة الخلق. وهذا مناسب لما تقدم من عتق الرقاب، وإطعام اليتيم، والمسكين. وفي هذا دلالة على القيم الخلقية في هذا الدين العظيم، وأنه هو دين الرحمة، والإحسان، خلافًا لما يصمه به أعداؤه، وهم أولى بذلك، من وصمه بالإرهاب، وغير ذلك من ألقاب السوء.

(أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ) المشار إليهم الذين اقتحموا العقبة، بفعل هذه الأعمال الجليلة. والناس: إما أصحاب ميمنة، وإما أصحاب مشأمة. فأصحاب اليمين، نخبتهم هم السابقون، يقابلهم أصحاب المشأمة، أصحاب الشمال. وهذا التقسيم موجود في كتاب الله - عز وجل - في غير ما موضع.

(وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ) فالمشأمة أي: الشمال، وفيها أيضًا، معنى الشؤم. (عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ) لاحظ التعبير بـ (عليهم)، لم يقل هم في نار مؤصدة، وذلك لإطباقها عليهم. فمعنى (مؤصدة): مطبقة مغلقة - أجارنا الله وإياكم – لا منفذ لهم، قد أوصدت أبوابها، وأغلقت عليهم، لا يخرجون منها (كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا).

الفوائد المستنبطة

الفائدة الأولى: مشقة الأعمال الصالحة على النفس.

الفائدة الثانية: الحاجة إلى المجاهدة.

الفائدة الثالثة: فضل عتق الرقاب، وإطعام الطعام لذوي القرابة والحاجة.

الفائدة الرابعة: أن من أبرز صفات المؤمنين الصبر، والمرحمة.

الفائدة الخامسة: حسن عاقبة المؤمنين.

الفائدة السادسة: شؤم عاقبة الكافرين.

الفائدة السابعة: إثبات البعث، والجنة، والنار.

ـ[محبة القرآن]ــــــــ[18 Oct 2010, 12:04 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

التفسير العقدي لجزء (عم)

سورة الشمس (كاملة)

د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي

بسم الله الرحمن الرحيم

[وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)

* هذه السورة، سورة (الشمس)، سميت بهذا الاسم:

لأن الله - سبحانه وتعالى - أقسم بالشمس في مستهلها،

* ومن مقاصد هذه السورة:

- بيان طبيعة النفس البشرية، وطريقة إصلاحها.

- تذكير الكفار بأيام الله، في الغابرين.

استهل الله - عز وجل - هذه السورة بعدة أقسام، فقال:

(وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا) على حقيقة عظيمة: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) ولله - تعالى - أن يقسم بما شاء من مخلوقاته.

فأولها: الشمس، وهو الكائن العظيم، والمخلوق الكبير، والجرم الملتهب، الذي يمد حياتنا بالدفء والضياء، فلا حياة للحيوانات، ولا للنباتات، بدونه.

فقد جعل الله - تعالى - هذه الشمس (سراجاً وهاجا)؛ ففيها الإضاءة، وفيها الدفء، وفيها أثر لم يكن معروفاً للناس قديماً؛ وهو أن هذا الضوء المنبعث من الشمس ضروري لعمليات التمثيل الضوئي في النباتات، التي يحصل بها النمو، كما هو معروف لدى علماء الطبيعة.

ثم أقسم ثانياً، بالضحى، فقال: (وَضُحَاهَا)

وقد اختلف في المراد (بضحاها) هل هو النهار كله؟ أم أنه أول النهار؟ ولا شك أن معنى الضحى هو الضوء الذي يكون في أول النهار. وأجلى ما يكون الضوء، في أول النهار، لأنه يأتي عقيب ظلمة، فيتبين فضل هذا الضوء، فلذلك أقسم الله - تعالى – به، وعطفه على الشمس التي هي مصدره.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015