الفائدة الأولى: وجوب التذكير: في كل حال، لكل أحد، في كل حين.
الفائدة الثانية: تفاوت الخلق في الانتفاع من الذكرى، مع كون المنطوق واحدًا. يقف خطيب الجمعة، ويعظ الناس جميعاً، فتجد من الناس من يخفق قلبه، ويبكي، ويتأثر بالموعظة, وتجد آخر، عقله يسرح في أودية الدنيا. يخرج الناس من صلاة الجمعة، فمنهم من اتعظ، وازدجر، وصمم على إصلاح حاله, ومنهم من يخرج وكأن الأمر لا يعنيه، ولسان حاله يقول: (ماذا قال آنفٍا)!
الفائدة الثالثة: بيان الهدايتين؛ هداية الدلالة والبيان, وهداية التوفيق والإلهام, فالذكرى هداية دلالة وبيان، وكون بعضهم يتذكر، وبعضهم يعرض، يدل على هداية التوفيق والإلهام.
الفائدة الرابعة: أن الخشية أساس القبول، لقوله: سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى.
الفائدة الخامسة: العجب من صدود الكافر عن أسباب نجاته: وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى. كما تعجب مؤمن آل فرعون: (وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ).
الفائدة السادسة: إثبات النار وشدة عذابها.
الفائدة السابعة: وجوب التزكي والمجاهدة: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى , فإذا كان الفلاح لا يحصل إلا بالتزكي, فالتزكي إذاً واجب. (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا).
الفائدة الثامنة: فائدة تربوية مهمة، وهي أن التزكية تحصل شيئاً، فشيئاً, ليس في يوم وليلة ينقلب حال الإنسان من الأسوأ إلى الأحسن. لأن كلمة "تزكى" تدل على أن الأمر يحصل شيئاً فشيئاً. وهكذا الإيمان أول ما يقوم الإيمان في القلب، يكون كالنبتة الصغيرة، ثم لا تزال تمده مادة العلم، والإيمان حتى يصبح شجرة باسقة (أصلها ثابت وفرعها في السماء).
الفائدةالتاسعة: اقتران الاعتقاد بالقول والعمل. وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى فبعد أن ذكر التزكية، قال: وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِباللسان، وفَصَلَّى بالجوارح. فالإيمان قول، وعمل؛ قول القلب، واللسان، وعمل القلب، واللسان، والجوارح.
الفائدة العاشرة: أن سر هلاك الكافر حب الدنيا: بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى.
الفائدة الحادية عشرة: أن دين الله واحد: إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى.
. فهذا الذي في القرآن الذي جاء به محمد-صلى الله عليه وسلم- هو الذي في الصحف الأولى: (صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) لا يختلف، وإنما تتنوع الشرائع.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[08 Jun 2010, 04:08 م]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
?إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ *وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا * إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا * إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ * بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا? الإنشقاق (1 - 15)
هذه السورة -سورة (الانشقاق) - هي ثالث السور الأخوات، التي جاءت في حديث (من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين فليقرأ: ?إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ?، ?إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ?، ?إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ?) (رواه الترمذي وأحمد وصححه الألباني و حسنه الأرنؤوط).
ذلك أن كل واحدة من هذه السور، ترسم صورة القيامة. فتضمنت هذه السورة مقاصد عظيمة منها:
1 - الإيمان بالبعث والقيامة.
2 - الإيمان بالحساب والجزاء.
3 - الإيمان بالقرآن.
4 - ذم منكري البعث والقرآن.
¥