ينزع يده، حتى يكون الذي صافحه هو الذي يصنع ذلك. وتأتي الجارية السوداء، فتمسك بيده، فتذهب به في أسواق المدينة حيث شاءت. من رآه هابه، ومن جالسه أحبه. ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثماً. فنفسية المؤمن، ومزاجه، وسلوكه، وسمته، لابد أن يصطبغ بهذه الصبغة المحمدية، التي منّ الله تعالى بها على نبيه لأن هذا من أسباب سعادتك، وسعادة من يعاشرك.
الفوائد المستنبطة
الفائدة الأولى: وجوب تنزيه الرب عن النقص، والعيب، ومماثلة المخلوق.
الفائدة الثانية: إثبات الاسم لله تعالى، لقوله: سَبِّحِ اسْمَ خلافاً للمعتزلة، والجهمية، الذين زعموا أن الأسماء مخلوقة, وأن الناس اخترعوها لله، تعالى الله عما يقولون.
الفائدة الثالثة: إثبات اسم الأعلى لله تعالى.
الفائدة الرابعة: إثبات صفة العلو بأنواعه لله: علو الذات, وعلو القدر, وعلو القهر.
الفائدة الخامسة: كمال ربوبية الله تعالى؛ خلقاً, وإحكاماً, وتدبيراً, وهداية.
الفائدة السادسة: إثبات الهداية العامة, وهي هداية كل مخلوق إلى ما يصلحه في معاشه.
الفائدة السابعة: التنبيه على البعث، من قوله: وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى هذه الدورة تدل على إمكانية البعث؛ لأن هذا المرعى يصبح هشيماً، يابساً، مائلاً لونه إلى السواد, ثم يعود مرعى من جديد.
الفائدة الثامنة: حفظ الله تعالى لوحيه، ودينه، لقوله: سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى
الفائدة التاسعة: طلاقة مشيئة الله تعالى، إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ، واقترانها بحكمته.
الفائدة العاشرة: إمكان النسخ, لقوله:إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ فقد ينسي الله نبيه شيئاً فيكون من باب نسخ التلاوة والحكم.
الفائدة الحادية عشرة: كمال علم الله، لأن الذي يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى ما بقي شيء خارج عن معلومه.
الفائدة الثانية عشرة: كمال لطف الله بنبيه- صلى الله عليه وسلم: وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى.
الفائدة الثالثة عشرة: أن اليسر من خصائص النبي ومن خصائص عقيدته وشريعته.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[26 May 2010, 08:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسيرسورة الأعلى (الجزء الثاني)
فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى
* قوله تعالى: فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى:-
هذا أمر من الله لنبيه بالتذكير, والذكرى ضد الغفلة فهي بيان مصحوب بالموعظة,
فَذَكِّرْ ذكر كل أحد، في كل حال، وفي كل وقت؛
إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى: ليس هذا قيداً، فليس المراد: ذكر إن كان للذكرى فائدة، فإن لم يكن للذكرى فائدة فلا تذكر! وإنما المراد: فذكر، فإن الذكرى لا تزال نافعة. سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَىوَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى فلن يخلو الحال من منتفع. ولو أردنا أن نجعلها قيداً، فإن هذا لا يصدق إلا على حالين:
1. حينما تبلغ الروح الحلقوم: فلا فائدة من التذكير، لأنها لا تقبل توبته، وقد بلغ هذا المبلغ.
2. حال طلوع الشمس من مغربها: فإنه: لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا [الأنعام: 158]، فلا فائدة من التذكير.
* قوله تعالىسَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى:-
سَيَذَّكَّرُ: يعني سيتذكر، فأدغم التاء في الذال، وشددها,
مَنْ يَخْشَىُ: يعني من يخشى الله، واليوم الآخر. وهذا موافق لقول الله عز وجل: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ؛ لأن المؤمنين هم أهل خشية الله عز وجل.
* قوله تعالىوَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى:-
وَيَتَجَنَّبُهَا أي: يعرض عن هذه الذكرى، فلا يرخي لها سمعاً، ولا يرفع بها رأساً.
¥