ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[28 Oct 2009, 08:29 م]ـ

أرجو أن يتأمل إخواني في كلمة أخينا العليمي (اذ كيف يمكن للسلف الصالح أن ينظروا فى نظم الأرقام، بينما الأرقام نفسها لم يكن لها وجود بعد؟؟!!!)

دقيقة صمت (تأمل)

لم تخبرونا من قبل أنه لم يكن هناك عدد آيات!.

من فوائد النقاش العلمي أنه يجبر صاحبه على صياغة أفكاره ومن ثم النظر في استقامتها وكذلك عرضها على الجمهور.

حتى فى هذه تجادل كذلك؟!!

يا أخى الكريم ينقصك أن تقرأ كثيرا قبل أن تجادل فى الحقائق المعروفة

وكما قلت لك لا تحاورنى حتى يحكم بيننا أهل العلم

وسلام عليك

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[29 Oct 2009, 01:26 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أعتذر للأخ الفاضل أبي عمرو البيراوي إذ أجد نفسي مضطراً لفتح نافذة جديدة على هذا الموضوع، وهو القائل "أنصح الأخوة الذين يؤيدون فكرة الإعجاز العددي أن يتوقفوا عند هذا الحد إن أمكن".

وليعذرني الأخ الكريم بكر الجازي، الذي يرى "أنّ الموضوع قد استوفى حقه".

وألتمس العذر كذلك عند بقيّة الإخوة الأفاضل إن هم رأوْا في مداخلتي تطفلاً على مائدتهم، وليعلموا أنّ همّيَ الأوحد الانتصارُ لكتاب الله عزّ وجلّ ..

ولهذا سألخّص مداخلتي في خمس نقاط، سائلاً المولى عزّ وجلّ أن ينفع بها، وأن يكتب لها القبول:

أولاً: زعم بعضُ الإخوة الأفاضل أنْ لا فائدة ولا حكمة لاستعمال العدّ والحساب في القرآن، وهذه مقولة مشهورة قد سبقهم إليها الإمام السخاوي رحمه الله، قال: "لا أعلم لعدّ الكلمات والحروف من فائدة، لأنّ ذلك إنْ أفاد فإنّما يفيد في كتاب يمكن فيه الزّيادة والنّقصان والقرآن لا يمكن فيه ذلك". لكنّها مقولة لا تسلم من الاعتراض، بل إنّها تجنح عن الصواب، وحسبك أنّه رحمه الله قد قيّدها بقوله: (لا أعلم)! وهذا لَعَمْرِي مِن شِيَم العلماء! فإنْ هو لم يعلم، فهذا لا يعني أنّ غيره لا يعلم، وإنْ كان غيره (لا يعلم) في زمانه، فقد يعلم غيره في غير زمانه .. ولهذا قال السيوطي رحمه الله: "إنّ العلوم وإنْ كثُر عددُها، وانتشر في الخافقين مددُها فغايتُها بحر قعره لا يُدرك، ونهايتها طود شامخ لا يُستطاع إلى ذروته أن يُسلك، ولهذا يُفتح لعالِمٍ بعد آخر من الأبواب ما لم يتطرّق إليه من المتقدّمين الأسباب".

ثانياً: معلومٌ أنّ القرآنَ الكريمَ قد دَفَعَ المسلمين دفعاً إلى البحث والنّظر والتفكّر والتأمّل في مختلف مجالات المعرفة، ومنها العدّ والحساب والإحصاء والتقدير! وآيات العدّ والحساب والإحصاء والتقدير في القرآن كثيرة كثيرة .. ورحم الله أديبنا الجاحظ، حيث يقول: "والحسابُ يشتمل على معانٍ كثيرةٍ ومنافعَ جليلةٍ، ولولا معرفة العباد بمعنى الحساب في الدنيا، لما فهموا عن الله عزّ وجلّ ذكره معنى الحساب في الآخرة. وفي عدم اللفظ وفساد الخطّ والجهل بالعَقْد، فساد جلّ النِّعَم، وفقدان جمهور المنافع، واختلال كلّ ما جعله الله عزّ وجلّ لنا قواماً، ومصلحةً ونظاماً".

وهذا يعني أنّ المسلم إذا تفكّر في الحساب بمنطوقه ومفهومه، وعلم أنّ الله هو الحسيب الذي يحاسب على أدقّ الدّقائق، وأنّه سبحانه هو المحصي الذي يحصي الأعمال كلّها بدقائقها وتفاصيلها ومناسباتها ودوافعها وأهدافها ثم يعدّها للإنسان يوم الحساب، وأنّ المسلم إذا فهم مدلولات هذين الاسمين، القريبة منها والبعيدة، فلا ريب سيكون شأنُه مع الله عزّ وجلّ شأناً آخر، في حياته، وبعد مماته.

وأنا أسأل أين وكيف تتجلّى أسماؤه سبحانه وتعالى إن لم يكن في كونه المخلوق وفي قرآنه المسطور!؟

وأمر آخر، وهو أنّ الله عزّ وجلّ قد أخبرنا في القرآن الكريم أنّه أنزل كتابه بالحقّ والميزان، فقال سبحانه: ? اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ ? [الشورى: 17]. وللرافعي كلمة تسطر من ذهب في كلمة «الميزان»، قال رحمه الله: "هذه الكلمة وحدها في وصف القرآن معجزة. فقد أثبتت كلّ العلوم أنّ الميزانَ أصلُ الكون، وأنّ كلّ شيء بقدر ونسبة. وعَطْف الميزان على الحقّ في وصف القرآن ممّا يحيّر العقول، لأنّ أحدهما ممّا يلينا خاصّة، والآخر ممّا يلي الكون عامّة، حقّ لا يتغيّر ولا يتبدّل، وميزان لا يُغَيَّر ولا يُبَدَّل".

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015