1. عندما يستيقن المسلم أن القرآن الكريم كلمة الله عليه أن يدرك أنه يختلف عن كلام البشر، وبالتالي عليه أن يتوقع المفاجآت التي تليق بكلام من خلق السماوات والأرض.

إذا كان الأمر متعلقاً بالإعجاز، فهذه مصادرة، إذا لا يمكن أن تتيقن أن القرآن كلام الله ولمّا يثبتْ لنا أن القرآن كلام الله من حيث وجود الإعجاز العددي فيه.

ثم إن المفاجآت التي تليق بكلام من خلق السماوات والأرض لا بد لها من دليل يدل عليها، ولا يكفيك كثرة التلفيقات.

ثم إن كثيراً من تفسيرات الباطنية والصوفية تختزن مفاجأت عجيبة مثيرة، إذ يفطنون إلى تفسيرات وتأويلات لا تخطر على قلب بشر!

وكون هذه المفاجأة لائقة أو غير لائقة بحاجة إلى دليل، لا نزال نطالبكم به.

علاوة على أن قولك "توقع المفاجآت التي تليق بكلام الله" يوكد لنا ولوع الكثيرين من أرباب الإعجاز العلمي والعددي بشيء يسبقون إليه مما لم تأت به الأوائل، ونحن لا نقف حجر عثرة في طريقهم، ولا نمنع أن يأتونا بشيء لم تأت به الأوائل إذا كان صحيحاً مدعماً بالدليل ...

أما أن يكون عارياً عن الدليل، ولمجرد السبق ليس إلا، فلا ...

2. عندما يقوم المسلم بواجبه في الدراسة والبحث واستجلاء الأسرار يمكنه بعد ذلك أن يقيم الحجة الدامغة على غير المسلم. وكيف للمسلم أن يقيم الحجة على غير المسلم في هذا العصر وهو لا يزال يتعامل مع القرآن الكريم بأسلوب الترجمة اللفظية.

على الأقل: الترجمة اللفظية خير من الهذيان العددي ...

فالمتعلق بالألفاظ ودلالاتها لم يجاوز المعقول، إذ هذا هو الأصل في الكلام من حيث هو كلام.

أما الذاهبون إلى الأرقام، اللاهثون وراء مفاجآت ما أنزل الله بها من سلطان، الذين يتدبرون القرآن بلغة الـ digital لا بلسان العرب فأنى لهم أن يقيموا الحجة؟!

3. لم ينزل القرآن الكريم للعرب فقط، وإنما نزل للبشرية إلى يوم القيامة، والقرآن الكريم ليس مجرد ألفاظ، بل هو معاني، ولم يكن العرب في عصر نزول الرسالة يملكون المعارف التي تؤهلهم للتعمق في تدبر القرآن الكريم. وإن تعجب فاعجب ممن يزعم أنهم أزكى نفوساً وبالتالي أعظم علماً. أمّا أنهم أزكى نفوساً بالمجمل فنعم، أمّا أعلم فلا، ومن زعم غير ذلك فعليه الدليل من القرآن أو السنة.

ولنا أن نقول في مقابل دعواك، ثم نكون أصدق قيلاً: إن الأولين كانوا أسعد حظاً، وأحسن حالاً من حيث إنهم علموا حدود ما أنزل الله على رسوله فلم يجاوزوه إلى ضروب من الهذيان ما أنزل الله بها من سلطان، ولم يقوِّلوا الله ورسوله ما لم يقولاه.

فهلا أتيتنا بدليل على أصل مدعاك؟!

الأمر كما قلتَ: القرآن ليس مجرد ألفاظ، بل هو معانٍ ...

فأين الدليل على أن القرآن أرقام؟!!

أنت من يلزمك الدليل أخي، وليس نحن.

ولا زلنا نطالبك به ...

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[25 Oct 2009, 11:54 ص]ـ

الأخ الكريم بكر،

مداخلتك هذه مجرد خطبة، وأصبحتَ تكرر نفسك. وإذا قرأ الأخوة رواد المنتدى مداخلتك الأخيرة فقد أُنصِفنا.

لا أصل لمسألة الإعجاز العددي في كل علوم البلاغة، لأن وجود النظام العددي أبلغ من البلاغة. ولا نبحث للإعجاز العددي عن سلف في السلف الصالح لأن النص الكريم بين أيدينا. فإذا عجز السلف -إذا- عن إثبات أنه لم يزد حرفاً ولم ينقص حرفاً أثبتنا نزاهته بما فيه من عجائب النظام الذي غفل عنه أهل النظم. وإذا عجزوا عن اثبات أن عدد آياته مبني على التوقيف أثبتنا ذلك. وأقول بعبارة أخرى: إذا عجز أهل التاريخ والنقل واختلفوا أزال النص الكريم اختلافهم. أهل التاريخ والنقل يتنازعون في دليل خارج عن النص ونحن نُحكّم النص وكفى بالله شاهداً ودليلاً.

ـ[أبو عمرو]ــــــــ[25 Oct 2009, 07:55 م]ـ

الأخوة الكرام

أليس غريبا أن يطرح باحث ما مسألة علمية ويتبناها ويبحث بها وهو لا يملك على اثباتها ووجودها أي دليل. الا اشباه دليل وقول بالظن (لماذا هذا ولماذا ذلك؟) أي نوع من الأدلة هذا التي يبنى عليها مسألة غيبية من مسائل الوحي.

أصبح البعض ينظر الى القرآن كأرقام فحسب، ولا يرى في السورة الا عدد آياتها. سورة الاخلاص تعدل ثلث القرآن وهي أربع آيات ترى لماذا؟ بقي أن نسمع التعليل العددي لتوضيح هذه الامور.

الأخ حجازي الهوى

فهمنا ما تقول لكن نريد علاقة ذلك باثبات وجود ما يسمى بالاعجاز العددي.

ولا بأس (بما أنه تسيطر عليك فكرة مقصود لله) أن أقول لك لقد أنزل الله التوراة والانجيل وغيرها وتكلم سبحانه بالاحاديث القدسية وأنزل وحيا على محمد صلى الله عليه وسلم غير القرآن. على النظرية التي تطرحها (مراد الله) لا بد أن يتحقق الاعجاز العددي في التوراة والانجيل وفي الاحاديث القدسية كذلك. لأنه سبحانه أحصى كل شيء عددا وأنه سبحانه (لا يعبث وإنما هو الحكيم الفعال لما يريد فكل ما نتج عن كلامه فهو حق له دلالته علمه من علمه وجهله من جهله) وهذا ما تحاول أن تستدل به على وجود الاعجاز العددي في القرآن. فهل تقولون بذلك؟ لو قلتم نعم. لما كان هناك ميزة للقرآن إذن. واذا قلتم لا فتوجيهكم هو توجيهنا.

وفق الله الجميع لكل خير.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015