وكذلك لا تغنيكم - يا أخي- كثرة التوافقات والتلفيقات التي تخرجون بها، وتوافوننا بها المرة تلو المرة، إذ لا بد لكم من دليل على أصل دعواكم، لا بد من دليل يدلكم على أصل المسألة من فقه اللغة أو من كلام العرب، وكما ذكر الأخ أبو عمرو: هل منا من ينصرف عند قراءة كلام بشري إلى عد الأسطر والكلمات، ثم يقول عدد كلمات المقالة تساوي عدد كلمات عنوان المقالة مضروبة بعدد الأسطر أو ما إلى ذلك من هذه التلفيقات؟

أنتم تقرؤون كلام الله، ثم تنصرفون إلى عدِّ الآيات وترتيب السور والضرب والجمع والطرح والقسمة ... إلخ. فما الذي جعلكم تسلكون هذا المسلك في تدبر القرآن؟!

هل من دليل عندكم على جواز الضرب على الآلة الحاسبة عند قراءة القرآن؟!

أم هو حب الظفر بجديد لم يأت به الأولون ولو كان باطلاً؟!

إذا كان ضرب الأمثلة السريعة لا يجدي فكذلك الأمر في تلفيقاتكم الكثيرة التي وافيتمونا بها، فهي على كثرتها لا تغنيكم شيئاً ما لم تأتونا بدليل على أصل المسألة.

3. هذا يعني أن نجري البحوث على المصاحف العثمانية. ولكن سيكون من قبيل التشتيت أن تبحث في كل المصاحف. ومن هنا ننصح من يبحث في الإعجاز العددي أن يستمر في النسخة السائدة في العالم الإسلامي. وعندما نحدد النسخة السائدة نساعد الناس في التحقق من صدق البحوث ونساعدهم في المساهمة في هذه الجهود المباركة.

وماذا عن المسلمين في المغرب العربي ورواية ورش هي السائدة عندهم؟!

ثم إن التحقق من صدق التلفيقات العددية التي تخرجون بها مما لا ننازعكم فيه ابتداءً، بل نحن ننازعكم في أصل مسألة دلالة الأعداد في القرآن. وهذا ما لا يغنيكم فيه كثرة الأمثلة.

4. الاختلاف في رسم المصاحف العثمانية مرصود ومعلومة مواقعه وانعكاس ذلك على البحوث العددية محدود، لأن المشترك بين المصاحف العثمانية هو عصب هذه البحوث. وهنا لا بد من التنبيه إلى أن الأبحاث العددية لا تتعامل مع القراءات وإنما مع رسم المصحف فليكن ذلك معلوماً.

الخلاف ليس في رسم المصاحف فقط، بل في عد الآي، وزيادة رقم أو نقصانه في تعداد الآيات يؤثر في عمليات الحساب عندكم.

ثم بإمكانكم أن تقولوا: لكل قراءة متواترة نظامها العددي الخاص!!! فتسدوا علينا باب المعارضة ها هنا كما أنكم تقولون لكل سورة نظامها العددي الخاص!!!

ولا دليل لكم على هذا كله، ولا زلنا نطالبكم بدليل على أصل المسألة.

5. مجموع الأبحاث الجادة التي صدرت تؤكد وجود البناء الرياضي المذهل. وفقط من بات يؤمن بهذا الوجه من وجوه الإعجاز هم الذين سيكشفون عن تفاصيل هذا الإعجاز، أما أهل المعارضة فنشبههم بالكوابح التي تمنع الاسترسال في الشطط.

ولنا أن نسمي مجموع هذه الأبحاث "تلفيقات ما أنزل الله بها من سلطان". وهذا البناء الرياضي المذهل الذي تزعمونه إنما هو عملكم أنتم في ربط الأعداد بعضها ببعض جمعاً أو طرحاً، ضرباً أو قسمة ....

مثال هذا ما ذكره الأخ جلغوم عندما بين لنا أن "خلق السماوات والأرض في ستة أيام" ذكر سبع مرات في القرآن، ولو كان ذكر ست مرات لقال: انظر إلى هذا التناسق العجيب، ستة أيام وست مرات!

ولكن لما أشكل عليه ورود الخلق سبع مرات ذهب إلى استنباط علاقة أخرى ورابط آخر، أو تعليل آخر جديد.

وكذلك ما حصل معك أنت أخي البيراوي، ربطت بين ترتيب كروموسومات ذكر النحل وترتيب سورة النحل في المصحف، ووافق هذا عدد كروموسومات العنكبوت والنمل، ولكن لم يوافق ترتيب سورتي البقرة والإنسان عدد كروموسومات البقرة والإنسان!!

فقلتم لأن الحديث عن الحشرات!!

فما بال الثدييات؟!

ثم تزعمون أننا نتكلف التلفيق! فكيف وأنتم غارقون فيه؟!

ثم إني لا أظنكم تعجزون عن إيجاد رابطة "تلفيق" يجمع الإنسان والبقرة، ويربطهما بترتيب سورتي البقرة والإنسان!

وهكذا تمضون في إيجاد ما تستطيعون من أبنية رياضية مذهلة!!

ويبقى سؤالنا – نحن أهل المعارضة- قائماً لم نجد له جواباً عندكم:

أين دليلكم على أصل المسألة الأعداد في القرآن؟!

وكثرة التلفيقات التي تأتوننا بها لا تنهض دليلاً على صحة دعواكم، لأنه ليس لها ما يسندها أصلاً.

إضافة لما ورد في المداخلة السابقة أقول:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015