ـ[أبو عمرو]ــــــــ[21 Oct 2009, 01:31 م]ـ
أولا أشكركم على ردودكم ومشاركاتكم. ثم أقول:
- التوافقات العددية في كلام البشر هي محض مصادفات وفي كلام الله هي اعجاز لأنها كثيرة ومتشابكة. أولا فالقرآن معجز بسورة واحدة منه (وأرى أن الاعجاز العددي حتى يدرك لا بد من النظر الى كل القرآن كما تدل دراساتكم وكما يقول الأخ العليمي: لقد ذكرت أن اعجاز القرآن الكريم يعد منظومة متكاملة ذات وجوه عديدة وأن هذه المنظومة الاعجازية التى تتعدد وجوهها لا يمكن أن تتكامل فى كلام البشر). لو تأملتم كلام البشر وتتبعتم كتابا معينا فما يضمن لكم عدم وجود موافقات كثيرة ومعقدة ومتكاملة. ألا يوجد كتاب احتوى مئة وأربعة عشر فصلا أو صفحة حتى يكون له ارتباط قوي بعدد السماوات والشهور ثم يكون قصده صاحبه.
- يقول الأخ البيراوي: عندما يختلف العلماء في مسألة الرسم العثماني لماذا لا يكون النظام العددي مرجحاً بينهم، وكذلك يقول أخانا العليمي: (الجواب والرد على هذا المدعو منطقا انما يكمن فى الاعجاز العددى الذى تعترض عليه)
كيف يكون مرجحا بينهم يا أخانا العزيز وهو (أي الرسم) موطن النزاع أم هو الخصم والحكم على رأي المتنبي. وكيف يكون جوابا وهو السؤال؟ لذلك أرى دليلكم على الاعجاز العددي هو الاعجاز العددي نفسه فحسب وقد أكدتَ ذلك يا أبا عمرو بقولك: والدليل ببساطة هو البحوث العددية المنشورة والتي تلقتها المحافل العلمية بالقبول والتقدير.
وهذا في نظري هو اتعدام التأصيل العلمي وهو ما يجعل بيننا مساحة شاسعة خالية فنحن في البداية وأنتم وصلتم إلى النهاية، (بمعجزة)؟ وهذا طلبنا الوحيد منكم أرشدونا إلى الطريق. أم وصلتم وانتهى كل شيء.
- أرجو أن يُعلم بأن الفتوى بعدم تغيير الرسم العثماني لا تعني أنه توقيفي. أمران مختلفان واضحان. بل أدعو أيضا الأخ العليمي أن ينظر في الفتوى الذي نقلها فهي تنسف فكرة توقيفية الرسم. ( ... وأنه أمر كتبة المصحف أن يكتبوه على رسم معين ووافقه الصحابة وتابعهم التابعون ومن بعدهم إلى عصرنا هذا، ... إن العدول عن الرسم العثماني إلى الرسم الإملائي الموجود حالياً بقصد تسهيل القراءة يفضي إلى تغيير آخر إذا تغير الاصطلاح في الكتابة؛ .... لأن الرسم الإملائي نوع من الاصطلاح قابل للتغيير باصطلاح آخر، ما يخشى من أنه إذا لم يلتزم الرسم العثماني في كتابة القرآن أن يصير كتاب الله ألعوبة بأيدي الناس كلما عنَّت لإنسان فكرة في كتابته اقترح تطبيقها فيقترح بعضهم كتابته باللاتينية أو غيرها، وفي هذا ما فيه من الخطر، ودرء المفاسد أولى من جلب المصالح). * هل هذا الكلام يناسب أمرا موحى به من عند الله.
- يقول الأخ العليمي (لعلك نسيت أن الاعجاز العددى هو أيضا لم يك معروفا فى كل زمن، وأنه لم يظهر للأمة الا فى الوقت الذى أصبح فيه أكثر الأمة يقرأ لحفص كما أقررت أنت بذلك، فتأمل هذا فان كلامك يرد على بعضه البعض)
* ماذا تقصد يا أخانا؟ هل كانت قراءات الأمة خطأ؟ على غير قراءة حفص.
ثم تقول: (ما هو مذهبك الفقهى؟ هل أنت حنفى المذهب؟ أم شافعى؟ أم مالكى؟ أم حنبلى؟ فاذا أجبتنى بواحد من البدائل الأربعة السابقة فهل يحق لى بعدها أن اسألك:
ولماذا اخترت مذهبا بعينه؟ لماذا لم تخترها كلها؟!! فاذا كان سؤال كهذا لا يجوز، فلماذا تجيز لنفسك أن تسألنا)
* بلى يجوز سؤال كهذا ولم لا يجوز؟ والجواب (الذي أعتقد أنك تريده) هو لا يمكن الجمع بين أمرين متناقضين في آن واحد. يعني وجود الاعجاز العددي في قراءة حفص ينفيها عن غيره أو العكس.
(ألا يعد هذا السؤال سؤالا تعجيزيا يا من تطلبون التأصيل؟!!)
لماذا يكون تعجيزيا؟ ألم تسأل نفسك هذا السؤال؟ أجبنا بما أجبت به نفسك فقط. أم لأنكم وجدتموها أمامكم فقط. إذا كان سؤال مثل هذا يعجز القائلين بالاعجاز والذي يقوم عليه كل اعجازهم، لا أدري على ما يدل هذا؟ والتأصيل هو أن تعرف هذه الاصول. على كل حال أعتقد أنه لو كان أمامكم مصحف على رواية الأعمش مثلا لخلصتم الى الاعجاز العددي ايضا لكن ربما بدل التسعة عشر يكون خمس وثلاثون. نعود ونكرر وكما لا تنكرون أنتم أيضا فالموافقات العددية والتناسبات يمكن استخلاصها بسهولة بشي من التأمل من اي مكان.
- أبعد الله قلبك عن الحيرة يا أخانا العليمي. طلبي كان واضحا فالبحث في موضوع (ثبوت الاعجاز العددي) غير اعتماده ووضع ضوابط له.
- ختاما أقول: أنتم تزعمون أن الله قصد (أي اخذ في اعتباره) عدد الحروف والارقام لما تكلم بالقرآن؟ والسؤال هو هل هذه صفة مدح؟ وهل تستحسن في فعل البشر؟
ثم ما هذا الاسلوب؟ وهل عهدت العرب ذلك؟ أو حتى غيرهم من الأمم؟
ماذا لو حضر انسان خطبة بليغة لعالم أو سياسي أو أمير ثم قام اليه بعد الخطبة يقول له لقد تكرر الحرف الفلاني في خطبتك كذا مرة ومجموع كذا وكذا يساوي .. وعدد كلمة السماء وردت كما وردت في مجلة ناسا. فهل سيحفل الخطيب بهذا الكلام وسيسر له؟ أم يقول لقد تحدثنا عن الانفاق في سبيل الله ومضاعفة الاجور أو عن العولمة وآثارها وأنت تقول كذا وكذا.
يظهر من كلامكم أنكم تصفون البشر بالتكلف أو على الأقل (لا يحمد فعلهم) اذا تعمدوا شيئا من ذلك فكيف لا تنزهون الله عن أن يقصد ذلك.
دمتم في حفظ الله
¥