وبهرت لغة العصر سيد قطب فوصف كلام الله (بالتصوير الفني، والتصور الرباني، والموسيقى الحادة التقاسم، والموسيقى المطمئنة المتموجة).
وإذا لم يقف ولاة أمر المسلمين في وجه هذا الهجوم الشرس على تفسير كلام الله بغير علم ولا هدى، من قبل الأدباء والوعَّاظ والوراقين وتجار الدين، align]
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه الطاهرين الذين أمّنهم الله تعالى واصطفاهم لحمل هذا الدين، فنقلوه إلينا كما تحمّلوه دون نقص أو تغيير أو تحريف
وبعد
أختي الكريمة أستغرب من قولك تفترضين حسن النيّة في كل من حاول أن يدافع عن هذا الدين ويجلب الناس إليه ثم تصفينهم بالمبتدعة، ومعلوم حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الابتداع، حيث يقول: وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ سنن النسائي بشرح السيوطي وحاشية السندي م/8 دار المعرفة - (3/ 209)
لكن البدعة هنا ليست إيجاد أي أمر لم يكن زمن النبي صلى الله عليه وسلم، بل البدعة إحداث تغيير في الدين نحو قوله صلى الله عليه وسلم:" مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ. سنن أبي داود م ت محمد محيي الدين/4 - (1/ 254)
نحو أن يصلي الرجل المغرب أربع ركعات، فهذا تغيير في أصل الدين، أو أن يستحل محرما في رمضان، ونحو ذلك ....
أما ما انتقدت به المفسرين، فلا أرى أن أحدا خلى من اعتراضك إلا مذهبا واحدا، وكل ما حاولت أن تسوقيه من أدلة حسب فهمك فما هي إلا أقوال هذا المذهب الذي تدافعين عنه، وليس بالضرورة أن تكون أقوالك وأقوال هذا المذهب هي الصحيحة، علما بأنك خرجت عن أصول التفسير والاستدال بالحجج والبراهين عن وجهها الصحيح في أكثر كلامك السابق.
فليس الذين اتخذوا الشياطين أولياء لهم، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا من المسلمين، وإذا كان الأمر كما تفهمين فما الذي يمنع من أن تكوني من ضمن الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعا. أختي الكريمة لا أقول ذلك تشكيكا في شخصكم الكريم ولكن من قبيل المناظرة العلمية ودفع الحجة بالحجة.
وما هي طريق الصواب التي يجافيها العالم، إن كانت أمرا معلوما من الدين بالضرورة فلا مجال لأن نحسن في من يخالفه الظن. أما إن كانت طريق الصواب هي وحدها طريق المذهب الذي تنتهجينه فإن المسألة فيها نظر، ولا يجوز لأحد أن يصف مذهبه بأنّه الصواب وحده، ويبدّع كل المسلمين ليخرجهم من دينهم.
ثم أليس كل مسلم يتّبع منهج النبوّة، فمن لم يتبع منهج النبوّة لا يجوز أن نطلق عليه بأنّه مسلم، لكن السؤال من الذي يمثّل منهج النبوّة على أكمل وجه، فما من مذهب إلا ويحاول ما استطاع أن يتحلى بهذا المنهج، وما يتفرقون فيه محض اجتهاد، لكن أخطر الناس على الإسلام هو الذي يحاول أن يخرج الناس من هذا الدين ويحكم بكفرهم وهم مسلمون يوحدون ويتشهدون ويصومون ويصلون ..... وهذا مخالف لمنهاج النبي صلى الله عليه وسلم الذي بعث ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويؤلف بين قلوبهم ...
ثم من هم بعض الباحثين الذين يعيدون بداية هذا الانحراف ... هل هو مشهود لهم بالعلم من قبل كل المسلمين، كيف وهم يحكمون بانحراف أغلب المسلمين؟؟؟؟؟
وكيف نقول إن بعض المفسرين حاولوا أن يسدوا بعض الثغرات المتوهمة في القصص القرآنية؟؟؟؟ ما الحجّة على ذلك ما سمعنا هذا الكلام من قبل؟؟؟؟؟
ثم الاحتجاج بالشعر العربي على دلالات معاني القرآن الكريم، من قال بأن هذا مخالف لمنهاج النبي والصحابة رضوان الله عليهم الذين تمثلوا هذا المنهاج على أكمل وجه، ألم تقرئي عن سيدنا عمر أنه طلب من الناس تفسير قوله تعالى (أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (النحل:47)
¥