.. قال سعيد بن المسيب: بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال: يا أيها الناس ما تقولون في قول الله عز وجل: أو يأخذهم على تخوف فسكت الناس فقال شيخ من بني هذيل: هي لغتنا يا أمير المؤمنين التخوف التنقص فخرج رجل فقال: يا فلان ما فعل دينك قال: تخوفته أي تنقصته فرجع فأخبر عمر فقال عمر: أتعرف العرب ذلك في أشعارهم قال نعم قال شاعرنا أبو كبير الهذلي يصف ناقة تنقص السير سنامها بعد تمكه واكتنازه:

تخوف الرحل منها تامكا قردا ............ كما تخوف عود النبعة السفن

تفسير القرطبي - (10/ 110)

أما تنسبينه لخروج الأشاعرة عن ظاهر النص، فإنهم ليسوا من أهل الظاهر وهذه الحجج الواهية التي تقولينها ليست هي حججهم، والأمر يرجع إلى أسلوب من أساليب البيان العربي وهو المجاز، فهل في القرآن الكريم مجاز أم ليس فيه مجاز، إذا كان مذهبك عدم العدول عن ظاهر النص فكيف تفهمين:

(وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (الاسراء:72) (وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (آل عمران:72) (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42) (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) (الاسراء:24) فهل الأعمى في الآية الأولى كفيف البصر، وهذا ما يدل عليه ظاهر الآية؟؟؟؟؟

وهل للنهار وجه، وهذا مفهوم من ظاهر الآية؟؟؟؟

وهل للقرآن الكريم يدين، وهذا مفهوم من ظاهر الآية

وهل للإنسان جناح، وهذا مفهوم من ظاهر الآية

إذا ليس الخلاف بينك وبين الذين تدعين خروجهم عن المنهج النبوي قائم على العلم الصحيح، بل هو تأييد لمذهب دون غيره، واستخفافك بالمذاهب الأخرى وهذا مخالف للصواب.

ومن قال أن الإعجاز العلمي هو شبهة، ومعلوم أن من وقع في الشبهات وقع في الحرام، ومن اجتنب الشبهات فقد استبرأ لعرضه ودينه، إن هذا الذي تقولين كلام جد خطير، أما تعمق العلماء في التفسير والبيان القرآني واكتشافهم لجوانب من علومه فهذا مؤيد بالقرآن الكريم، قال تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء:83) فهذا دلالة صريحة أن هناك علماء يستنبطون من القرآن الكريم علوما وهم أهل الاستنباط لا سواهم، فهل وصلت أختي الكريمة لهذه الدرجة من العلم لتحكمي على من خالف مذهبك بالشبهة والابتداع. أم أنهم وصلوا إلى علوم لم تدركيها؟؟؟؟

ثم أختي الكريمة كم هم الذين يرون ما لا ترينه في سيد قطب عليه رحمة الله تعالى، ويجلونه ويرون أنه قد وصف القرآن الكريم بأوصاف وبأساليب تخصص فيها وتميز بها عن غيره، أهو مبتدع وابتداعه هذا لم يظهر للعلماء الذين يتبعون منهجه، وظهر لشخصكم الكريم؟؟؟؟

ثم كيف يقف ولاة الأمور على مناهج في التفسير ليقمعوها، هل تريدين من ولاة الأمور أن يقرروا المذهب الذي تريدينه بحد السيف، ساحة العلم والعلماء لا ينبغي أن تقف في وجهها القوّة، فإن وقفت القوة في وجه العلم والعلماء ساد التخلف، ورفع الأمن، وبسط الهلع والنفاق والكذب والتأييد لمذهب لا يؤمن به الناس حقا، وهذا كله ليس من الإسلام في شيء.

فمنهج النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لله بالحكمة والموعظة الحسنة، لا أن يفرض رأيه على الآخرين بالقوة.

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد ........... وينكر الفم طعم الماء من سقم

مناهل العرفان في علوم القرآن الزرقاني م/2 دار الفكر - (1/ 60)

والله سبحانه وتعالى أعلم، وهو الهادي إلى سواء السبيل

ـ[محبة القرآن]ــــــــ[25 Sep 2009, 04:43 م]ـ

أخي االفاضل ..

هذا رأي أهل العلم في معنى الآية التي ذكرتها

قال ابن كثير -رحمه الله تعالى -في تفسيره:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015