ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[04 Oct 2009, 10:26 م]ـ

الأخ الكريم العليمي:

قولك إن القرآن يقرر الحقائق كما هي في الواقع، بينما الشعر يقوم على الخيال مبني على تثبيتك أن هذا القرآن من عند الله أولاً ...

(1)

سبحان الله!!

فهل تشك أنت أن القرآن من عند الله؟!!

أم انك لا زلت تتقمص دور الملحد الممارى الذى نسجه خيالك؟!

فلتعلم اذن أن ملحدك هذا لا يعنينا فى شىء

وأننا لا نتوجه بالاعجاز العلمى للقرآن الى أمثاله من الملحدين

بل نتجه به الى المؤمنين ليزدادوا ايمانا على ايمانهم

وأظنك لن تستطيع أن تمارينا فى أن الايمان يزداد، أو أنه قابل للزيادة، أليس كذلك؟

ثم هل الاعجاز العلمى يصير باطلا اذا لم نتوجه به الى الملحدين الذين يحلو لك أن تتخيلهم؟؟

ليتك تجيبنى عن هذا السؤال يا أخ بكر، وأعيده على مسامعك بصيغة أخرى:

هل الاعجاز العلمى للقرآن لا يخاطب الا الملحدين؟

(يتبع)

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Oct 2009, 10:27 م]ـ

والذي أراه أن هذه البحوث الكثيرة في التفسير العلمي والإعجاز العلمي تغفل أمراً مهماً، هو فقه اللغة، ولو تظرنا إلى ما يزعمونه إعجازاً علمياً وعرضناه على شيء من فقه اللغة كما هي عند علماء أصول الفقه أدركنا مكمن المغالطة التي يقع فيها أرباب الإعجاز العلمي، والتي يكفي فيها أن نقول: إن فهمنا للقرآن يجب أن يكون على معهود العرب الأولين في كلامهم وتصرفهم فيه، وقد أشار إلى هذا الأمر الإمام الشاطبي في موافقاته.

فأين نجد هذا عند أرباب الإعجاز العلمي؟

كل أبحاثهم في هذا الباب، أو ما أعرفه منها يتضمن خروجاً على اللغة، فكيف يستقيم هذا؟

وفي آية ((كأنما يصعد في السماء)) والتي يزعمونها قاطعة في الدلالة على الحقيقة العلمية خير شاهد على ذلك.

يا رجل لماذا هذا التجني؟

وكيف نصبت نفسك حكما على أبحاث القوم وجعلت من نفسك إماما في اللغة؟

ألم يكن الشعراوي وقبله الإمام الطاهر بن عاشور إمامين جليلين في اللغة والأصول؟

وليتك أتيت بمثال يمكنك أن تجد فيها مدخلا على المتكلمين في باب الإعجاز، ولكنك لم تجد إلا قول الله تعالى " كأنما يصعد في السماء" الذي لم يأت فيه المفسرون بطائل ولكنك تصر على أنها عنز ولو طارت.

1. إسناد الطلوع والغروب إلى الشمس في الآية يفيده ظاهره أن الشمس هي التي تتحرك.

2. تعاقب الليل والنهار يمكن أن يحصل إما بدوران الأرض حول محورها، وإما بدوران الشمس حول الأرض. (هذا نظرياً).

3. الترجيح بأن تعاقب الليل والنهار سببه دوران الأرض حول محورها، وليس دوران الشمس حول الأرض لا يمكن أن يفهم من الآية، ومن ادعى أنه مفهوم من الآية فقد حمل الآية ما لا تحتمل.

4. نحن عرفنا أن تعاقب الليل والنهار بسبب دوران الأرض حول محورها، لا بسبب دوران الشمس حول الأرض بأدلة العقل، وليس من الآية.

والحديث يا أستاذ حسن لم يكن على الإعجاز العلمي أو غيره، وإنما هو من باب التماس العذر للشيخ ابن عثيمين أو القرطبي رحمهما الله، فإن ما يفهم من ظاهر الآية أن الشمس هي التي تتحرك، ونحن إنما صرفنا الآية عن ظاهرها لمعارضة ما ظهر لأدلة العقل.

ما أعجب أمرك أيها الجازي

تنكر الإعجاز العلمي وتتهم القائلين بالجهل وعدم الفهم، ثم تأت إلى مسألة مازالت محل خلاف حتى عند الغربيين الذين هم أساطين الكشوف العلمية الحديثة وهي مسألة حركة الشمس، ثم تستدرك على عالمين جليلين وتتهمهما بعدم إدراك الأدلة العقلية التي أدركتها أنت!!!!!!!

بل نفهم منها ما فهم العرب الأولون من أن الذباب لو سلبهم شيئاً مما يعلق به لم يستطيعوا أن يستنقذوه منه، وهذا من باب ضرب المثل حتى يكون أقرب لأفهام العرب الأولين، ولا يعنينا بعد ذلك إن كان للذباب معدة أم لا ...

للعلماء المحدثين أن يكتشفوا ما استطاعوا من أسرار الذباب والعنكبوت والبعوض والنحل وغيرها ...

أما أن يقولوا إن الآيات دالة على هذه الحقائق فهذا ما لا نزال نطالبهم به ...

هذا يا أخي تكلف في تحميل الآية ما لا تحتمل.

ولي أن أقول - على سبيل المعارضة- إن في قول الشاعر:

فدع الوعيد فما وعيدك ضائري ... أطنين أجنحة الذباب يضير

أشارة إلى دور الأصوات في إرهاب الخصم، وأن الصوت العالي مما يدخل الرعب في قلب الخصوم، ثم ندخل في دراسة لعلوم الصوتيات، ونزعم أن كل ما توصل إليه العلم الحديث في باب الصوتيات مختصر في هذا البيت من الشعر، ثم نبين مقدار مستوى صوت الطنين في أجنحة الذباب ( عز وجلصلى الله عليه وسلمCIرضي الله عنهصلى الله عليه وسلمL)، ونبين أنه خافت جداً بحيث لا يكاد يسمع فكيف يخيف؟

هذه الحقائق – طبعاً – لم تكن معروفة للناس عندما سمعوا البيت ...

فيكون هذا إعجازاً علمياً!!!

ولعل في قول عنترة العبسي:

وخلا الذباب بها فليس ببارح ... هزجاً كفعل الشارب المترنم

هزجاً يحك ذراعه بذراعه ... فعل المكب على الزناد الأجذم

إشارة إلى ارتباط حك الذباب ذراعه بذراعه بحالة من الهزح عند الذباب، ولا مانع من إجراء دراسة لإثبات صدق هذا، وأصدقك إذ أقول إن هذا ليس بالأمر العسير ...

وهكذا نتوسع في فهم الكلام كما يحلو لنا ونحمله ما لا يحتمل ...

فانظر ماذا جنينا على اللغة وعلى البلاغة إذا ما قبلنا بتوهمات كهذه في كتاب الله ....

أفليس من الأولى إذن تنزيه القرآن عن مثل هذه التوهمات والتحكمات؟؟؟!!!

وبارك الله فيك ...

باختصار هذا الهراء الذي تقول ليس فيه تنزيه لكتاب الله، بل هو تعطيل للعقول والأفهام عن فهم كتاب الله الذي خاطب فيه البشرية جمعاء ودعاهم إلى تدبره وفهم أسراره.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015