7. وهذا الواقع المؤسف حقاًّ حد ث لأن جُلّ إن لم يكن كلّ أصحاب تلك "الترجمات" ليسوا من ذوى اللسان العربي ونهجوا نهجاً خاطئاً إن لم يكن فاسداً! والقليل، القليل منهم من ذوي اللسان العربي لم يوفق لأحسن من سواه لأنّهم نهجوا نهج من سبقهم؛ لذ لك تجد "ترجما تهم" ليست بنا قصة الدّ قة فحسب بل إنها كثيرا ما تحيد عن النّص الكريم؛ وذلك (طبعا) جهلا لا عمدا من المترجم؛ إذ لا يمكن أن يُتَصوّرأن يتعمد الخطأ من يتشرف بترجمة القرآن المجيد، مثلا أن يقول: "كتاب لا شك فيه" بدلا من "كتاب لا ريب فيه" أو أن يقول: "ربنا إقبل منا" بدلا من أن يقول: "ربنا تقبّل منا" أو أن يقول: "يَذ بَحُون أبنائكم" بدلا من أن يقول: "يُذَبِّحُون أبنائكم" أوأن يترجم"وأنتم ألأعلون"، بـ "ينبغي أن تكسبوا السيادة عليهم"! أو"وجعلنا بينهما زرعاً" بـ "أجلسنا بينهما حرثاً"، لا حظ التعبير "أجلسنا" وليس، "جعلنا"! بل أدهى من ذلك وأمر بـ "وضعنا بينهما حقول ذرة"! وكلهم لم يوفّق لأحسن مما ذ كر، عفا الله عنهم وأثابهم على اجتهادهم.

8. أ- أنه حقاً لمن المؤسف للإنسان، وصد قاً لمن المخجل للمسلم، و قطعاً لمن المعيب ً للعربي المسلم أن يعيش هذه الحقبة الزمنية الّتى نحن فيها، وخلال الثلاثة القرون الماضية حيث اللغة الإنكلينزية هي لغة التخاطب بين أكثرأهل المعمورة وإنّك لا تجد ترجمة نصية لكتاب الله المجيد بين "التراجم" المتداولة عند النّاس حتى الآن! (انظر الفقرة 14 فيما يلي).

ب – نعم مؤسف للإنسان أن يغيب عنه أضخم كنز فيه خير الدنيا والآخرة، لكل النّاس، ومخجل للمسلم أنه يعلم عن هذا الكنز وقد توانى في إظهاره ومشاركة غيرالمسلمين بما فيه من الخير؛ ومعيب كل العيب، إن لم يكن الإثم كل الإثم، للعربي المسلم الذي يقرأ في هذا الكتاب العظيم، خطاباً له وأمثاله: "لقد أنزلنا اليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون" (10:ألأنبياء)! أي فيه عزّكم، وشرفكم، ومقامكم بين الأمم! وجملة " أفلا تعقلون" أنكار توبيخي، كما يقول الإمام الألوسي رحمه الله، لحثهم على تد برالقرآن ومقتضيات هذا التدبر! أي كيف بكم أيها العرب الذين آمنوا بالإسلام لا تهبّون نشاطاً في نشركتاب الله وإفهام غيركم بكنوره وخيراته بلغاتهم وبما هم يعقلون ويثمِّنون؟

9. وهنا يبرز العديد من الأسئلة، منها: أين المسلمون في جميع أقطارالأرض من ترجمة نّصية لكتاب الله و أحا ديث رسوله صلى الله عليه وسلم؟ بل أخصّ من ذلك، أين العرب الذين آمنوا برسوله وقرآنه من قوله، سبحانه و تعالى: "وإنّه لذكرٌ لك ولِقومك، وسوف تسئلون" (44:الزخرف)، كما جاء في 2 آنفاً؟ هذا وعد و وعيد من الحق سبحانه وتعالى لهؤلاء المخاطبين! نعم وعد مكررالتأكيد منه سبحانه، ومن أصدق منه قيلا؛ وكذلك هو وعيد ينبغي أن يصكّ ناصية كل مخاطب ويهزفرائصه، ذلك لأنّ مخاطبه هوخالقه، ومسائله! كيف به لم يهبّ مسا رعاً لجعل القرآن نصاً وصيغة و دون [1] دَنِيّة وبمنتهى الدّ قة و الأمانة بين يدي مختلف الشعوب وبلغاتهم؟ و بما أنّ اللغة الانكلنزية هي اكثراللغات تداولاً بين النّاس خلال الثلاثة القرون الماضية، والحال كذلك بالنسبة للمستقبل المنظور، فكان جدير بالمخاطبين هؤلاء ان أوجدوا ترجمة نصيّة خالية الدّنية للقرآن المجيد منذ أمد طويل! ولكنهم لم يفعلوا حتى الآن! الآن فقط اصبحت ترجمة من هذا النوع في متناول الجميع، بإذن الله، انظر الفقرة 14 فيما يلي!

10. قبل أحداث سبتمبر2001 كنت منغمساً في موضوع كتابي: The Future World Order الذي يبحث في الفلسفة والدين والعلم. وبعد أحداث سبتمبر2001 و، كما ذكرت آنفاً، اكتشافي الذي حقاً أذهلني وخيب أملي وهوأنه لا توجد ترجمة نصيّة صحيحة لكتاب الله في أي لغة وبالذات الأنكلنزية! من هنا توكلت عل الله وعكفت على ترجمة نصية وخالية الدنيّة، أن شاء الله لكتاب الله! والحمد لله على الفلاح! انظر الفقرة 14!

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015