11. أ - عند ما شرعت في مشروع "الترجمة النّصية" لكتاب الله، شعرت بأهمية هذه المهمة الكبرى والمسؤولية العظمى والفريدة الهُولَة! وعليه طبعاً بحثت جاداً، كما ذكرت آنفاً، ملتمساً العون من الله أولاً ثم مِمَّن يستطيع هو بنفسه أو بغيره، الإسهام في هذا المشروع الجليل! و قد نشرت ذلك في ألإنترنت، وغيرها وعليه ظننت أنّي سأغمر بسيل من "المساهمات" من الكثيرين، بالغثّ والسمين! واحتياطاً نوهت لمن أراد المساهمة أن يطّلع على مقالة وجيزة و ضعتها في الإنترنت، حيث قلت في تلك المقالة الآتي: "أخي المشارك أن كنتَ تميّزالفرق بين:

(11 - أ-1) الأب الوالد والأم والوالدة وألإبن والولد و يَذ بَحون و يُذ بِّحون و يقبل ويتقبّل!

(11 - أ-2) "إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِياً"! (11 - أ-3) "وَهَذا لِسَانٌ عَرَبِي"! (11 - أ-4) "وَكَذالِكَ أَنزَلناهُ حُكماً عَرَبِياً"!

(11 - أ-5) و طبعاً هنالك المعنى الشرعى للكلمة، فمثلا "الصلاة" لغة تعني الدعاء، بينما هي شرعاً تعني الوضؤ أوالإغتسال ثم الد خول في الصلاة بـ "الله أكبر" فأداء أركانها وواجباتها ثم الخروج منها بـ "السلأم عليكم و رحمة الله"!

ب - فإن كنتَ تميِّزالفروقات الدقيقة فيما ذكرأعلاه، فلا تبخل علينا بعلمك و فضلك!

إن كلَّ واحد من (11 - أ-1) و (11 - أ-2) و (11 - أ-3) و (11 - أ-4) و (11 - أ-5) يشكل مبدءاً بذاته لترجمة كتاب الله! فكل كلمة أو جملة في كتاب الله يجب أن تترجم في ضوء هذا المبدأ أو ذاك، أي هل الكلمة أوالجملة ينبغي أن تفهم على أنها: أوّلا "قرآناً عربياً"، أوثانياً "لسان عربي" أم ثالثاً "حكماً عربياً" أو رابعاً هناك حكم شرعي يحتم فهماً معيناً لتلك الكلمة أوذلك التعبير!

ج - وطبعاً للوصول الى الحكم الصحيح في هذا الصد د، لا بد من الرجوع الى كتب اللغة: الصرف والنحو، وإلى القواميس المختلفة، ومعاجم التراكيب والأمثال، وإعراب القرآن، وكذلك كتب تفاسيرالقرآن العديدة، كل واحد منها فيه تفسيرمن زاوية أو زوايا معينة، والقرآن الكريم يمد الكلّ غد قاً معيناً! والكل يغترف منه على حسب طاقته وبما آتاه الله من الفهم وقوة ألإستنباط وطاقة البيان!

12. أ- إذاً الترجمة النّصية، تحتم التقيد بما ذكر أعلاه، تقيداً دقيقاً! كيف لا، ونحن بصدد كتاب الله، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والذي حفظه منزِّله، وفيه الأمروالنهي لشؤون الدنيا والآخرة على أسس علمية سليمة ومنطقية حكيمة، وفوق هذا وذاك، إنّه لشريعة ربّانية من لدن العزيزالحكيم، فلا يجوز الإنقاص ولا الزيادة و لا التحوير في نصوصه و صيغه، ولا حتى بالقليل، و لأنّ كل مفرداته و صيغه مقصودة بذاتها، فلا محيص من الإلتزام كل الإلتزام بذلك، أمانة للنقل، وحفاظاً على عظم المسؤولية، وبغية الحصول على معانيه ومراميه! ذلك لأننا بصد د كلام رب العالمين، ثابت النّص والصيغة و الحمّال لمختلف المعاني لكل العصور وتطور العلوم إلى يوم الدين!

ب - و لتحقيق ما ذكر أعلاه، هناك أربعة مبادىء رئيسة و فروع ثلاثة لها، هي بمثابة نتائج طبيعية و منطقية لتلك المبادىء، أيضاً لا بد من التقيد بتلك الفروع لترجمة القرآن المجيد أو الحديث الصحيح\الحسن! فالمبادىء ألأربعة هي:

(1). مبدأ “إنا جعلناه قرآنا عربيا” ـ (الزخرف:3). أي أنّ كل كلمة في القرآن الكريم لها مفهوم معين بالنسبة للعرب! فعند اللزوم ينبغي الرجوع إلى قواميس اللغة العربية للبت في هذه الكلمة أوتلك!

(2). مبدأ “وهذا لسان عربي” ـ (النحل:103). "اللسان العربي" هو أن تضع كلمة عربية مع أخرى عربية و المعنى يكون ليس هذه ولا تلك! فمثلا: "إبن السبيل"! فإبن السبيل ليس بإبن و ليس با لسبيل! "إبن السبيل" هو: المسافر! ومثلا آخراً: "يأكل لحم أخيه" يعني: يغتابه! فليس هنا ك أكل و لا لحم ولا أخ، بالمعنى الحرفي للكلمة! و هنا يرجع إلى معاجم التراكيب و العبارات والإصطلاحات! القرآن فيه الكثير والكثير من اللسان العربي!

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015