”فوعاها ثم نقلها كما سمعها ... “أي فهمها و استوعبها أي حفظها في وعيه أي عقله؛ " ثم نقلها كما سمعها"، أي بلا زيادة ولا إنقاص ولا تحوير (أي تغيير) لنصها وصيغتها! فإذا كان هذا لا بد أن يكون بالنسبة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهوحقّ كل الحق، فكلا م الله من باب أولى، اي لا بد من نقل كلا م الله الى الآخرين بلا زيادة ولا إنقاص ولا تحوير لنصه وصيغته! ذلك أنّ النّص والصيغة مقصودان لذاتهما!

4. خلال الثلاثة القرون الماضية صارت اللغة الأنكلنزية اكثرلغات العالم تداولاً في جميع القارات، وعليه كا ن لا بد من ترجمة القرآن والحديث الصحيح والحسن الى الأنكلنزية ترجمة نصية بلا زيادة ولا إنقاص ولا تحوير (أي تغيير) لنصوصها وصيغها! أنّ نص القرآن وصيغتة والمقصودان لذاتهما هما في منتهى البلاغة ودِّقة البيان، خصوصاً فيما يتعلّق في التعبير بما قل ودلّ! وكذلك الواقع بالنسبة للحديث الصحيح والحسن! وعليه فلا يحق لمن يتشرّف بترجمة أياً منهما، كائناً من كان، أن يزيد أوينقص أويحورأي جزئية منهما! الأمرالمشين أنّه لا توجد ترجمة نصية حتى الآن، أنظر فيما يلي الفقرة 14!

5. أ- كما يعلم الجميع أن "الترجمات" ألإنكلينزية المتداولة، المعروفة بـ "ترجمة معاني القرآن" جميعها، مع اجتهاد اصحابها، جزاهم الله خيراً، لا تصلح، جملة وتفصيلا! لما ذا؟ سأبيِّن بعد قليل إن شاء الله! انظر الفقرة 6 فيما يلي! الترجمة هي: النّقل المقيد لكلام منطوق أومكتوب من لغة إلى أخرى! النقل المقيد أي الملتزم بالنّص وصيغته أمانة للترجمة ولخطيرما يترتب عليها! وحيث أنّ تلك "التراجم" أهملت النّص الكريم وصيغته، و حتمياً لازم ذلك تعو يضاً بحذ ف كلمة أوكلمات مما جاء في القرآن وأضا فة كلمة أوكلمات بما لم يرد فيه، وتحوير كلمة أو كلمات بما لا يتلائم معه، بل أبعد من ذلك كله أتت بنقيض (ضد) ما يقوله القرآن! مثلا عند ما استبد لت (كلها جميعاً) كلمة "نعم" في محل كلمة "بلى"، أينما وجدت كلمة "بلى" في القرآن، وبذلك طبعاً دون قصد أفسدوا بل نقضوا المعنى المراد! مثلاً: الآية 172 من الأعراف: "ألست بربكم، قالوا بلى"! التراجم تلك تقول"ألست بربكم، قالوا نعم"! (نستغفرالله عن ذلك)! واضح أن "بلى" و"نعم" ليستا بنفس المعنى، ولا هما من المترادفات! علماً أنني من الذ ين يجزمون أن ليس في القرآن مترادف البتة!

ب - ومثلاً آخرا، ً ترجموا كلمة "آية" بـ" verse"! إنّ كلمة "آية"تعني: الجملة من القرآن، أو المعجزة، أو الشىء المبهرالذي لا يكاد له نظير، أو البرهان، أو العلامة! و كلمة " verse" تعني جملة من " الكتاب المقدس"، أو بيتاً من الشعر أو شطراً منه! فكيف يتأتى لعربي مسلم يعلم علم اليقين أن ّ الآية لا تمت لـ " الكتاب المقدس" بشىء، لا من قريب و لا من بعيد، و كذلك "الآية" ليست بشعر و لا بشطر منه! فكيف به ينجرف مع التّيّار و يقول كلمة " verse" قاصداً معنى "آية"، تا ركاً بذلك تلك المعاني الجميلة السّامية و المرامي العليّة و الموحية لكلمة "آية"؟

ج - أمّا التقيد بنصوص الأفعال والأسماء والأحرف والصفات في تلك "التراجم" كلها فحد ث ولا حرج! إنّ استعمال القرآن الكريم للأحرف بالذّات، له د قة ودلالات عظيمة! و"ترجماتهم" شىء يؤسف له حقا! فمثلا: "إلى شياطينهم" ترجمت: "مع شياطينهم" والبون شاسع بين هذه وتلك! وقس على ذلك الكثير، الكثير، بل الكل تقريبا! بما أنّ تلك "التراجم" لم تتقيد بالنّص ولا بصيغته، إذاً هي ليست تراجم، بل أقرب ما تكون إلى التفاسير! لا شك أن الذين قاموا بتلك "التراجم" اجتهد وا ما وسعهم إجتهادهم، جزاهم الله خيراً! وليس لنا إلاّ الدعاء لهم، وتصويب العمل بالنسبة لاقد س و أعظم كتب الأرض إطلاقاً!

6. أنك تكاد لا تجد في أي من تلك "التراجم" جملة واحدة من كلمتين فأكثرتطابق ترجمتها النص القرآني المجيد،من حيث: صيغة النّص، الفعل (المبني للمجهول\للمعلوم\المتعدي\اللازم)، الأسم، الحرف، الصفة، بل المعنى وحتى نقيضه، كما سأبين بعد قليل إن شاء الله، وقس على ذلك الكثيرالكثير!

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015