ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Jun 2009, 09:50 ص]ـ

حجازي الهوى

والذي نعلمه جميعاً أن الله سبحانه أنزل القرآن الكريم كتاب هداية فصل فيه كل ما يحتاجه الإنسان مما تستقيم به حياته في جوانب العقيدة والعبادة والمعاملات والأخلاق، وهذا هو الجانب المهم أو الأهم في هداية القرآن المذكورة في قول الله تعالى:

(إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) سورة الإسراء (9)

إذا كان القرآن هو مجرد كتاب هداية فما ضرورة البحث في بلاغة القرآن؟ وإعجازه في هذه الناحية؟ وما الفائدة من ذلك؟ أما كان من الممكن تحقيق هذا الهدف - الهداية - بنص لا تتوفر فيه صفة البلاغة القرآنية؟ إن تحقيق الهداية قد يتم بأسلوب

أقل بلاغة مما هو عليه في القرآن. وإذا كانت هذه الحجة صحيحة (زعم البعض بأن القرآن هو كتاب هداية وإرشاد ليس إلا) فهذا يعني أن كل دراسة تخرج عن هذا الهدف لا ضرورة لها، سواء كانت في إعجاز القرآن البلاغي (اللغوي) أو العلمي أو غير ذلك. ويجب الاقتصار على جانب الهداية.

الهدف من أي وجه من وجوه إعجاز القرآن هو إقامة الدليل على أن هذا القرآن هو كتاب إلهي منزل من عند الله وليس من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم.

هذا هو هدف الإعجاز البياني، وهو نفسه هدف الإعجاز العددي .. وهذا هو كلامك:

إقامة الدليل على صدق هذا الكتاب

ولا تعارض بين الاثنين ..

وبالتالي إن حجة القائلين - في اعتراضهم على الإعجاز العددي - بأن القرآن كتاب هداية، هي حجة واهية، فما المانع ان يكون القرآن كتاب هداية، محكم في لغته، محكم في ترتيبه؟ أليس ذلك أقوى في الدلالة على مصدر القرآن؟

ختاما أقول:

إن الإسلام لا يحجر على الفكر ولا على البحث ولكنه يضع الضوابط والقواعد الكفيلة بإيصال من يتبعها إلى نتائج صحيحة، والبحث في عدد سور القرآن وعدد آياته وما قد يكون أودع فيها من إعجاز يحتاج إلى ضوابط شرعية وضوابط متعلقة بعلم العدد

ما هي هذه الضوابط؟

هل وجدت في كل ما كتبه عبدالله جلغوم مخالفة لهذه الضوابط التي تتحدث عنها؟

أما ما يعرضه الأخ عبد الله جلغوم في هذا المنتدى فقد استحسن بعضه البعض ورده البعض وسكت عنه كثيرون ونصيحتي للأخ عبد الله تتمثل في أمرين:

إما أن يقدم قواعد منضبطة يستطيع أن يفهمها القارئ العادي أمثالي أو أن يعرض أبحاثه على المختصين الذين يعتبرون حجة على غيرهم فإما أن يقروه على ما كتبه أو يردوه.

سؤالي لك: من هم المختصون الذين تريد أن أعرض أبحاثي عليهم؟ وهل تعلم أن كل ما كتبته هو مما لم يُسبق إليه؟ دعني أفترض أنك تحفظ القرآن كله وتحفظ صحيحي البخاري ومسلم. هل أنت مؤهل للحكم على أبحاثي؟ وهل سيكون رأيك هو الصواب؟

إليك هذه القصة:

حينما أردت طباعة كتابي الأول (أسرار ترتيب القرآن - قراءة معاصرة) حولّ الكتاب إلى أحد المختصين -فجاءت توصيته بأن الكتاب يقدس الأرقام ويثير الشكوك حول القرآن ويأتي بأرقام لا نعلم مدى دقتها .. ودارت بيني وبين المختص معركة كلامية، وأحرجته أمام زملائه في الجامعة بأسئلتي .. وقمت بمهاجمة امثاله في إحدى الصحف ...

وأخيرا طبع الكتاب .. والآن قد مضى على طباعته خمسة عشر عاما، وما زلت أتحدى أن يكتشف أحد خطأ حسابيا فيما جاء في الكتاب .. ولو كان فيه شيء لما سكت الناس عليه .. أهذا هو المختص الذي تريد أن يقرني على أبحاثي؟

لماذا لا تحتكم إلى القرآن؟ أم أنه ليس من أهل الاختصاص ..

وتقول: إما أن يقدم قواعد منضبطة يستطيع أن يفهمها أمثالي ...

أنت لا تفهم ما أكتب وانا لا أفهم ما تريد وعم تتحدث .. دعنا نقرب المسافة بيننا. آخر مشاركاتي هي الاعجاز في آية البسملة:

ما هي الضوابط التي تريدني أن أعتمدها في هذا البحث؟ هل ما ذكرته صعب على الفهم؟

وهنا مسألة يجب أن يتنبه إليها كل من يطالب الباحثين بالضوابط:

الله هو من رتب كتابه، ومن تعهد بحفظه، وحينما أبحث في الحكمة من هذا الترتيب من خلال الكشف عن العلاقات الرياضية بين سور القرآن وآياته، فأنا لا أضع لهذا الترتيب ضوابط ولا يجوز ذلك، فالله يرتب كتابه كما يشاء، ووضع ضوابط لهذا الترتيب ليس من حق أحد .. الضوابط التي من حقنا هي ما يمكن أن نسميها بضوابط البحث، كعدم مخالفة ما أجمعت عليه الأمة مثلا ...

ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[22 Jun 2009, 07:20 م]ـ

لا تتعب نفسك يا حجازيَّ الهوى , فالوحيدُ يأنسُ بكل صوتٍ آلَفَ أو جانفَ , ولا أرى النقاشَ حول هذا الموضوع مجدياً بل ربما يحملك على أن تسيئ أو يُساء لك كما عرَّضَ به الشيخُ الكريمُ عبد الله جلغوم وكما حصل غير مرة في الملتقى , وحسبُنا الاطمئنانُ للسنة الإلهية المثبتة أنَّ ما ينفع النَّاس فسيمكثُ ولو كره المعترضون خلافاً لغير النافع فلو جُعلت لهُ الجبالُ أوتاداً ما قامت لهُ قائمة.!

وكيفَ يُناقَشُ من يتبنَّى نسف الخلاف الممتد عدةَ قرونٍ ليقومَ حكماً جبرياً بين المختلفين فيقول إن الله هو الذي رتب كتابه , وأن البسملة آيةٌ من القرآن , ويقولُ بلسان الحال - وإن لم يصرح - إنَّ روايةً من 20 روايةٍ تواتر بها كلام الله هي رواية حفص أصحُّ روايات القرآن وأثبتها وأنَّ العدَّ الكوفيَّ هو عددٌ منزلٌ من عند الله (ويأبى الله ذلك ورسولُهُ والمؤمنون والكوفيونَ وحفصٌ وعاصم) إذ عسُر عليه إثباتُ الإعجاز في غيرهما.

ولو تظافرت جهود القُراء وأهل الرسم والضبط وعلماء الحساب وعكفَ الجميعُ موظفين علومهم مجتمعةً على استصدار أبحاثٍ لا تنخرمُ بأبسط اعتراضٍ يطرحه أي طالبِ علمٍ لما كان ما كان.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015