لقد ذكر الله تعالى الفلك في أكثر من آية فهل يصح بناء على ذلك أن نقول إن علم صناعة السفن قديما وحديثا موجود في القرآن؟

ذكر الله تعالى المرض والشفاء في القرآن فهل يعني أن علم الطب بأصوله وفروعه موجود في كتاب الله؟

ذكر الله تعالى الحرث والزراعة والحصاد فهل يعني ذلك أن القرآن قد احتوى على علم الزراعة؟

ذكر الله الحساب فهل يعني هذا أن القرآن قد حوى علم الرياضيات؟

لا أظن عاقلا عالما بالقرآن يقول بشيء من مثل هذا.

.

و هل عقلنا القرآن أخي الحبيب؟ حتى نستوفي شرط هذا الحكم ..

ثم قلت:

أما ما يعرضه الأخ عبد الله جلغوم في هذا المنتدى فقد استحسن بعضه البعض ورده البعض وسكت عنه كثيرون ونصيحتي للأخ عبد الله تتمثل في أمرين:

إما أن يقدم قواعد منضبطة يستطيع أن يفهمها القارئ العادي أمثالي أو أن يعرض أبحاثه على المختصين الذين يعتبرون حجة على غيرهم فإما أن يقروه على ما كتبه أو يردوه.

أنا أسألك أخي الحبيب ماهي القواعد المنظبطة التي يفهمها القارئ؟

إن الأخ عبد الله يبسط الأمر كثيرا و لا يحتاج الأمر إلى تبسيط أكثر ..

لعلك تقصد أن يأتيك مثلا بعلاقة طردية تحكم الترتيب في القرآن ..

و هذا أمر لا يصح منطقا أخي الحبيب ..

سأعطيك مثالا:

العدد pi الذي نصدق بوجوده .. مع معظم الحسابات العلمية قائمة عليه .. مع أننا نعرف قيمته التقريبية و هي 3.14 فإننا نجهل أي علاقة طردية تحكم الأرقام بعد الفاصلة .. فهل يفيد ذلك أن هذه الأرقام بعد الفاصلة ليس لها ترتيب محكم؟

و لعلك قلت عن القرآن أنه كتاب هداية:

و هذا صحيح .. و أنا اسألك هل اهتدينا؟

هل مناهج المسلمين العلمية هي منهج القرآن؟

هل أخلاقنا هي القرآن؟

هل حكمنا هو القرآن؟

إذن لنعتبر أنه كتاب هذاية و ليس كتاب علم؟

ماذا فعلنا معه؟

أم أن الأولى أولا أن نقضي على فكرة أنه العلم .. فلا نسأله و لا نستنطقه و لا نثوره ..

لأنه كتاب هداية ..

ثم نعوج عنه .. فلا نحن ظفرنا بالعلم الذي فيه و لا بالهدي الذي يحويه ..

يغفر الله لي و لكم

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Jun 2009, 03:00 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما ..

أخي الحبيب حجازي الهوى ..

لعل كلامك كان موجه إلى الأستاذ العزيز الدكتور أحمد الضاوي .. غير أنه في الحقيقة موضوع طريف و مهم لنا جميعا .. لذلك تقبل تطفلي و اسمح لي بالتدخل ..

لقد قلت أخي الحبيب ..

الأخ الفاضل عمارة

شكرا لك على تطفلك.

أما الموضوع فهو في نظري مهم كما ذكرت أنت، لكني لا أراه طريفا كما ذكرت ولعلك تبين لي وجه الطرافة فيه.

و هنا أريد ان ألفتك .. كيف أدركت هذه الحقيقة ..

هل ورد في القرآن ما يؤكدها؟ هل ورد عن النبي حكم فيها؟ هل ورد كلام من الصحابة فيها؟ من أين لك أخي الحبيب حتى تسمي هذا بالحقيقة؟ أم أن نظرة عقلك هي التي قادتك إليها؟ أم هو كلام المتأخرين فصل الموضوع .. و متى أثير الموضوع أصلا؟

إنه أثير لما استعجم القرآن على الناس قراءته .. و متى كنا نطلب ممن لا يعرف القراءة أصلا أن يطلعنا عما فيه ..

أم أنك اطلعت على كل ما فيه فتبين لك أنه ليس بكتاب علم؟

أسئلة عجيبة وأعجب منها هذه العبارة التقريرية:

"إنه أثير لما استعجم القرآن على الناس قراءته .. و متى كنا نطلب ممن لا يعرف القراءة أصلا أن يطلعنا عما فيه .. "

أما اطلاعي على القرآن فالحمد لله فقد اطلعت على مافيه ولم أقل إنه ليس كتاب علم، ولكني قلت إنه لم يشتمل على علوم الأولين والآخرين.

و هل عقلنا القرآن أخي الحبيب؟ حتى نستوفي شرط هذا الحكم ..

الحمد لله الذي جعله آيات بينات لقوم يعقلون.

أنا أسألك أخي الحبيب ماهي القواعد المنظبطة التي يفهمها القارئ؟

كل العلوم تقوم على قواعد منضبطة، وليس هناك علم لا يقوم على قواعد، وإذا كنت تعلم أن هناك علما لا يقوم على قواعد تحدده وتميزه عن غيره فدلنا عليه.

و لعلك قلت عن القرآن أنه كتاب هداية:

و هذا صحيح .. و أنا اسألك هل اهتدينا؟

هل مناهج المسلمين العلمية هي منهج القرآن؟

هل أخلاقنا هي القرآن؟

هل حكمنا هو القرآن؟

إذن لنعتبر أنه كتاب هذاية و ليس كتاب علم؟

ماذا فعلنا معه؟

أم أن الأولى أولا أن نقضي على فكرة أنه العلم .. فلا نسأله و لا نستنطقه و لا نثوره ..

لأنه كتاب هداية ..

ثم نعوج عنه .. فلا نحن ظفرنا بالعلم الذي فيه و لا بالهدي الذي يحويه ..

يغفر الله لي و لكم

أخي الفاضل

لا أدري ما علاقة أسئلتك بالموضوع.

ثم إن القول بأن القرآن كتاب هداية لا ينفي كونه كتاب علم.

إن أشرف العلوم هو ما تستقيم به حياة الإنسان من عقائد وأخلاق ومعاملات وهذا هو القرآن.

وإذا كان المسلمون في وقتنا هذا قد تخلوا عن الاهتداء بالقرآن في جوانب كثيرة من حياتهم فهل قولنا إن القرآن حوى علوم الأولين والآخرين ـ وهو قول يفتقر إلى الدقة بل قول فيه مجازفة كبيرة ـ سيصلح أحوال الأمة؟

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015