يلاحظ في الغرب أن الطالب يلقن لغة الحوار والتخاطب مع مدرسيه، ويسمح له بالانتقاد والسؤال، طبعا مؤكد في حدود الأدب، وهذا جعلهم يرتقون في أمور، والشاهد أننا الأحوج إلى الشفافية، والانتقاد البناء وقبوله منهم، فنحن من نحمل النور، ومؤمنين بأن الكمال لله وحده، وأن أفضل البشر هو الرسول صلى الله عليه وسلم، وكم أكبر وأجل أساتذتي الذين سمحوا لي بإبداء الرأي، وربما نزل أحدهم عند وجهة نظري، وقد يظن البعض أن هذا أنتقص من قدرهم في وجهة نظري، والحقيقة أن مقامهم وصل الثريا عندي، وصاروا قدوتي؛ والشاهد أن الإنسان يقبل النصيحة وخصوصا إذا قدمت كما ينبغي، وهذا من الدين، وأظن أن الأمر الذي طرحه الدكتور خضر سيصل بإذن الله.

والله أعلم.

ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[14 Jun 2009, 02:24 ص]ـ

رعاك الله شيخنا الفاضل د. خضر، خضَّر الله ونضَّر بالنعيم دنياك وأخراك؛ فقد أحكمت المقال، وفصلت الخطاب، وألجمت أمثالي بقوة السبك وبديع البيان.

والحقيقة أن ما قلته ونصحت به يهون في تخصيصه، ويؤلم عمومه. فلكم سمعت من خطيب حُمِّلَ الخطابة وراثة، أو ألصقت به سياسة وما إلى ذلك، مما يدعو للحزن والأسف، والممزوج بشر البلية أحيانا.

أما هوان التخصيص فكما ذكرتم شيخنا من أن:" القادر ـ بفضل الله ـ على العويص والغريب و" السبنتا" قادر على السهل الميسر " وهذا يقيننا في الشيخ -حفظه الله ورعاه- ولعل ماذكره أخي الحبيب محب القرآن من: " أن الخطبة تبث مباشرة على الهواء وأنه بهذا الأسلوب سيصل إلى دائرة أوسع ممن يستمع له داخل الحرم المكي" من أسباب حرص الشيخ على الرقي بلغة الخطبة، ومع ذلك فيمكن إيراد القليل المتوافق مع مستوى البلغاء وهم قلة ليغلب البسيط الواضح، المتناسب والكثرة، والمتلائم مع الواقع المعاصر طرحا ومضمونا.

ولا ينقص ذلك من فصاحة شيخنا ومكانته المرموقة المشهورة، ولكنها الحاجة المحققة للمناط، وتنزيلها كضرورة إجتماعية مُلِحَةٍ.

ومما يحضرني بالمناسبة: أن أحد الفضلاء سمع ديوانا من شعر "صفي الدين الحلي" فاستحسنه وقال:

لا عيب فيه سوى أنه خال من الألفاظ الغريبة!!

فكتب اليه صفي الدين الحلي:

أنما الحيزبون والدردبيس والطخا والنقاخ والعطلبيس

والغطاريس والشقحطبُ والشقب والحربصيص والعيطموس

والجراجيح والعفنقس والعفلق والطرفسان والعسّطوس

لغة تنفر المسامع منها حين تروي وتشمئز النفوس

وقبيح أن يُسلك النافر الوحشيّ منها ويترك المأنوس

إن خير الألفاظ ما طرب السامع منه وطاب فيه الجليس

وفي رواية أخرى:

إِنَّما الحَيزَبونُ وَالدَردَبيسُ ..... وَالطَخا وَالنُقاخُ وَالعَطلَبيسُ

وَالسَبنَتى وَالحَقصُ وَالهِيَقُ ..... وَالهِجرِسُ وَالطِرقَسانُ وَالعَسطوسُ

لُغَةٌ تَنفُرُ المَسامِعُ مِنها ..... حينَ تُروى وَتَشمَئِزُّ النُفوسُ

وَقَبيحٌ أَن يُذكَرَ النافِرُ الوَحـ ..... ـشِيَ مِنها وَيُترَكَ المَأنوسُ

أَينَ قَولي هَذا كَثيبٌ قَديمٌ ..... وَمَقالي عَقَنقَلٌ قَدموسُ

لَم نَجِد شادِياً يُغَنّي قِفا نَبـ ..... ـكِ عَلى العودِ إِذ تُدارُ الكُؤوسُ

لا وَلا مَن شَدا أَقيموا بَني أُمَـ .... ـيَ إِذا ما أُديرَتِ الخَندَريسُ

أَتُراني إِن قُلتُ لِلحِبِّ يا عِلـ ..... ـقٌ دَرى أَنَّهُ العَزيزُ النَفيسُ

أَو إِذا قُلتُ لِلقِيامِ جُلوسٌ .... عَلِمَ الناسُ ما يَكونُ الجُلوسُ

خَلِّ لِلأَصمَعيِّ جَوبَ الفَيافي ..... في نَشافٍ تَخِفُّ فيهِ الرُؤوسُ

وَسُؤالَ الأَعرابِ عَن ضَيعَةِ اللَفـ ..... ـظِ إِذا أُشكِلَت عَليهِ الأُسوسُ

دَرَسَت تِلكُمُ اللُغاتُ وَأَمسى ..... مَذهَبُ الناسِ ما يَقولُ الرَئيسُ

إِنَّما هَذِهِ القُلوبُ حَديدٌ ..... وَلَذيذُ الأَلفاظِ مِغناطيسُ

مع التأكيد أن معظم ما يورده الشيخ رعاه الله في خطبه مما هو غريب، ليس غريبا حقيقة بمعناه الاصطلاحي، إنما غربته في غربتنا نحن عن لغتنا، فما بالك بالعامة وهم أكثر من يستمع لها.

وفي الأخير فلا أشك البتة في القبول الحسن من فضيلة الشيخ لما تم طرحه هنا- حال اطلاعه عليه- بل ربما العمل به، و إن كان ثمة صعوبة بداية سيجدها تبعا لما اعتاده لسانه من جودة السبك والفخامة والجزالة وكبير الرعاية. إنما هو بعض الوقت وسيجد السلاسة والسهولة وجريان وبساطة العبارة.

شاكرا لك أستاذنا الفاضل كريم الطرح، مقدرا استشعار المسؤلية، وجزاكم الله خيرا.

ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[14 Jun 2009, 12:01 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.

الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور: عبد الفتاح محمد خضر ـ حفظه الله ـ.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

أما بعد، فإني أشكر لفضيلتكم اهتمامكم بقضيا الدعوة إلى الله تعالى، ومنها أحد وسائلها البارزة و المهمة إنها خطبة الجمعة، و ما أدراك ما خطبة الجمعة خاصة عندما تكون من الحرمين الشريفين.

وصدقني أخي الكريم أننا في كثير من الأحيان نذهل عما ألمحتم إليه مما يوجب التذكير.

وقد أعجبني عرضكم العلمي المتوازن، مع الأدب الجم الذي يصون مكانة العلم والعلماء.و الذي ينم عن صدق وإخلاص، ورغبة أكيدة في النهوض بأمر الأمة.

جزاكم الله خيرا.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015