ـ[الخطيب]ــــــــ[28 May 2009, 09:50 م]ـ

نرحب بالأستاذ الفاضل عبد الرحمن الحاج وكنا ننتظر تواجده معنا في الملتقى منذ أمد وأؤكد على طلب أخينا الكريم الدكتور عبد الرحمن الشهري بأن يمدنا الأستاذ الحاج بفكرة منهج الخطاب القرآني ومفرداته وما المأمول من دراسته؟

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 May 2009, 10:38 م]ـ

تحياتي لكم جميعا

جواباً لما تفضلتم به د. الشهري، المشكلة من وجهة نظري قائمة في أن الخطاب السائد في الأوساط العلمية هو خطاب هوية، وأعني بخطاب الهوية أن الخطاب الإسلامي الفكري معني بالدرجة الأولى بالدفاع ومتحفز للهجوم على "أعدائه" وحتى "ناقديه" فهو عموماً متوتر للغاية، لديه حساسية أكثر من اللازم من المختلف معه، ويفكر بمنطق المقاتل، لا بمنطق المحاور ..

هذا الحكم غير صحيح يا أخ عبد الرحمن

وإذا تصر عليه فنحن نطالبك بالدليل

لا أدعو بتوصفي هذا للخطاب التوقف عن الدفاع عن الهوية، إنما أدعو أن يتحرر العقل العلمي في العالم الإسلامي من خطاب الهوية، وليس من الدفاع عن الهوية؛ لأنه خطاب أيديولوجي يصيب بالعماء.

وهذه أشد من الأولى.

الخطاب الإسلامي خطاب قرآني والخطاب القرآني خطاب عقدي ولا غضاضة في ذلك.

فلماذا وصفته بأنه يصيب بالعماء؟

أول خطوات الإفادة من العلوم الحديثة ـ وفقاً لما يبدو لي ـ أن نخرج العلوم من المعارك الأيديولوجية، ذلك أن فهمه فهماً دقيقاً وعميقاً من أجل الإفادة منه يتوقف على تحررنا من هاجس "مخالفة أصحاب الجحيم" وحسب.

تجربة تدريس الخطاب القرآني ما تزال جديدة في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، وقد عُهد إلي تطوير تطوير مفرداتها. وقد يسر الله تعالى لي ذلك

وهذه أشد وأنكى من سابقتيها

وما هي فائدة فهم القرآن فهما دقيقا إذا لم توصلنا إلى مخالفة أصحاب الجحيم.

ـ[عبدالرحمن الحاج]ــــــــ[29 May 2009, 02:06 ص]ـ

حياكم الله

مادة "الخطاب القرآني" في الجامعة الماليزية الآن أقرب إلى مدخل لتحليل الخطاب القرآني، فغايتها مساعدة الطالب على فهم المحتوى القرآني بشكل كلي (وليس تجزيئي) كخطاب عالمي، أما مفردات المادة فهي مستمدة من الإشكاليات المتولدة من عناصر الخطاب الستة وتأثيرها في فهم الخطاب.

وأود لفت الانتباه إلى ان الانتقال إلى تحليل الخطاب لا يعني البتة إهدار التفسير التحليلي وجهود العلماء الهائل فيه، فالمعرفة بالفعل تراكمية، فتحليل الخطاب مستوى أعلى من التفسير، ولكنه لا يمكن الاستغناء عن التفسير للوصول إلى تحليل الخطاب.

وأشير أيضاً إلى ان (فان ديك) هو من مؤسسي مفهوم الخطاب التداولي بمعناه البسيط: اللغة في سياق الاستخدام (المحادثة)، مقابل اللغة المكتوبة، وهو ما يعتمده (جورج يول وجوليان بروان) في كتابهما (تحليل الخطاب)، غير أن مفهوم الخطاب خضع لتطورات عديدة، أهمها التطور الكبير الذي أحدثه ميشيل فوكو (1972) الذي أصبح مفهومه للخطاب الأكثر شهرة وتداولاً، وخصوصاً في العلوم الاجتماعية، وقد نقل المفكرون العرب هذا المفهوم، وهو الشائع اليوم في نصوص الكتاب العرب (كما أشرت باختصار في المقال أعلاه)، والآن أحدث مفهوم للخطاب هو ما يقدمه اتجاه ( Critical عز وجلiscourse صلى الله عليه وسلمnalaysis). وللاطلاع بشكل مختصر على تاريخ تطور مفهوم الخطاب يمكن الرجوع مثلاً إلى كتاب:

Sara Milse .عز وجلiscourse: the new Critical Idom (2004), Scond صلى الله عليه وسلمddition, London

وأتفهم تماماً مع الأسئلة التي طرحها الدكتور مرهف، وجوابها كان موضوع مقال سبق ونشرته في صحيفة الحياة (الطبعة الدولية) وسأعيد نشره ههنا في وقت قريب إن شاء الله، غير أني أشير إلى أنه لا رابط بين اللسانيات وبين ضرورة فهم النص فهماً تاريخياً، اللسانيات تدرس قوانين عامة للغات الإنسانية، الربط بالسياق السياق أو عدمه مسألة منهجية وليس لها علاقة ضررورية باللسانيات، على سبيل المثال المدرسة البنيوية تهدر السياق كلياً، وتعتمد النص ذاته كإطار وحيد للفهم والتحليل، فيما تذهب التداولية ( Pragmatics) وعموماً الاتجاهات اللسانية الوظيفية وكذلك اللسانيات الاجتماعية إلى اعتماد السياق كجزء من الجملة والنص ذاتهما. وبالتالي فإني أؤكد بأن السؤال: "ألا ترى أن التعامل مع القرآن بهذه المفاهيم هو نوع من أنواع الأنسنة وجعل الخطاب بالسياق التاريخي الذي نزل هو نوع من

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015