ـ[عبدالرحمن الحاج]ــــــــ[28 May 2009, 12:51 م]ـ

تحياتي لكم جميعا

جواباً لما تفضلتم به د. الشهري، المشكلة من وجهة نظري قائمة في أن الخطاب السائد في الأوساط العلمية هو خطاب هوية، وأعني بخطاب الهوية أن الخطاب الإسلامي الفكري معني بالدرجة الأولى بالدفاع ومتحفز للهجوم على "أعدائه" وحتى "ناقديه" فهو عموماً متوتر للغاية، لديه حساسية أكثر من اللازم من المختلف معه، ويفكر بمنطق المقاتل، لا بمنطق المحاور .. لا أدعو بتوصفي هذا للخطاب التوقف عن الدفاع عن الهوية، إنما أدعو أن يتحرر العقل العلمي في العالم الإسلامي من خطاب الهوية، وليس من الدفاع عن الهوية؛ لأنه خطاب أيديولوجي يصيب بالعماء.

أول خطوات الإفادة من العلوم الحديثة ـ وفقاً لما يبدو لي ـ أن نخرج العلوم من المعارك الأيديولوجية، ذلك أن فهمه فهماً دقيقاً وعميقاً من أجل الإفادة منه يتوقف على تحررنا من هاجس "مخالفة أصحاب الجحيم" وحسب.

تجربة تدريس الخطاب القرآني ما تزال جديدة في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، وقد عُهد إلي تطوير تطوير مفرداتها. وقد يسر الله تعالى لي ذلك

ـ[مرهف]ــــــــ[28 May 2009, 07:22 م]ـ

تحياتي الحارة للأستاذ عبد الرحمن الحاج وإفادة طيبة ومثيرة.

في بداية مقالك أشرت إلى أنه لا بد من فهم المصطلحات الغربية كما وضعها الغرب والتعامل معها وفق هذا الوضع، ثم من خلال مقالك ذكرت في مواطن متعددة بعض هذه المصطلحات عارضاً بعض مفاهيمها وترابطها، ثم ختمت مقالك بالدعوة لتبني الجامعات الأكاديمية مقرر الخطاب القرآني وفق ما تقدم عرضه في مقالك وحفزت لذلك بعمل الجامعة الإسلامية في ماليزيا، وبحكم درايتك باللسانيات ومتعلقاتها وانطلاقاً من مقالك ثمة أسئلة أود الإجابة عنها منك متفضلاً ولو اقتضى الأمر تفصيلاً:

- ما هي الفلسفة التي انبثق عنها علم اللسانيات في أوربا، وهل كانت منفصلة عن العقل الإيدلوجي، وهل نشوء هذا العلم وأسلوب تعامله مع اللغة التي نشأ فيها تتوافق مع أساليب العربية ومفاهيمها ومصطلحاتها وتصلح لأن يعالج بها خطاب القرآن.

- ألا ترى أن التعامل مع القرآن بهذه المفاهيم هو نوع من أنواع الأنسنة وجعل الخطاب بالسياق التاريخي الذي نزل هو نوع من أنواع الاختصاص، وأنت تعلم أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

- هلا طرحت لنا مثالاً تطبيقياً للخطاب القرآني وفق الطرح الذي تطرحه لتتجلى الصورة بشكل أوضح.

وأرجو أن لا يسبقك القلم في القول أن هذه أسئلة ممن يعادون منهج اللسانيات ويتهمون المشتغلين به بكذا وكذا .... ، بل هذه أسئلة مشروعة ممن يريد فهم المنطلق والسياق والمنهج والنتيجة التي يطرحها كثير ممن يجدون في "خطاب القرآن" هذا اضطراباً وتجاذباً بين عمل المستشرقين وعمل العصرانيين ومقصد المتخصصين في التفسير وعلوم القرآن.

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[28 May 2009, 08:31 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

حاولت فهم مصطلح (تحليل الخطاب) فوجدت:

"يرى (فان ديك) أن عملية تحليل الخطاب تصب في إطار دراسة استخدام المتكلمين الحقيقيين استخداماً فعلياً للغة في مواقف حقيقية، فتحليل الخطاب إذن يتمظهر لنا كمجال أو تخصص يهتم بدراسة اللغة كنشاط متجذر في سياق معين، وهذا السياق يكون منتجاً لوحدات تركيبية للجملة (ويمكن أن ندرج في هذا المنحى استعمال اللغة لغايات اجتماعية، تعبيرية، مرجعية). وفي هذه الحالة يتحتم على محلل الخطاب الاستعانة بمقاربات متنوعة "كالتحليل الحواري" أو "التحليل المحادثاتي" مثلما يحلو للبعض أن يسميه (اثنوغرافيا التواصل)، علم اللغة الاجتماعي التفاعلي. لقد أصبح لمصطلح "تحليل الخطاب"-على حد تعبير (براون) استعمالات عديدة تشمل مجالات واسعة من الأنشطة. فهو يستعمل مثلاً للحديث عن أنشطة تقع على خط التماس بين دراسات مختلفة كاللسانيات الاجتماعية واللسانيات النفسية واللسانيات الفلسفية واللسانيات الإحصائية. والمهتمون بمثل هذه الدراسات المختلفة يركزون بحثهم جميعاً على جوانب شتى من الخطاب. "أهـ

وهذا الكلام يذكرني بكلام الدكتور الفاضل مساعد الطيار، فقد تحدث عن اللغة العربية الفصيحة وتراكيبها التي كانت في عصر الرسالة، ومن ثم تحدث عن الدراسات التي تقوم على دراسة التطور الدلالي للغة العربية حيث يقوم الباحث بقياس مدى فصاحتها على المقياس الثابت وهي النصوص وفي مقدمتها لا شك القرآن الكريم، على ما أذكر هذه هي الفكرة، ولمن أراد الاستماع للمحاضرة فهي في آخر محاضرة من شرحه لكتاب الإتقان على ضوء تفسير الطبري على ما أذكر.

وما أريد قوله، إذا أراد الباحث الكريم الحاج الاستفادة من هذا المنهج، فلابد له من الرجوع إلى الأساس، والذي ضبط من أهل العلم، فالدراسة الجادة لابد أن تقوم على النتاج التراكمي، مستفيدة ممن سبقها، أما إهمال القواعد والفوائد والثروة العلمية التي تركها أهل العلم، فلا أعتقد أن الباحث الكريم يقصدها، وفي الحقيقة إن تحليل النصوص ودراستها وتمحيصها قد قام به القدماء هنا وهناك، ولهم منهج مهم كما أظن، عموما ما أريد قوله أن البناء على ما سبق هو المطلوب مع مراعاة قواعد البناء السابق، هذا هو الأمر العقلاني المنطقي، فالخطاب القرآني قد قام بدوره في توجيه الأمة وهدايتها وقد تصدى لحمل المهمة بفضل الله من أراد الله لهم حملها، فإذن مجهودهم مهم مشكور فيه من الدقة والإتقان ما يجعله قواعد صلبة للباحث الباحث عن الهداية والنور في هذا الزمان ممن حقه الحفظ في الصدور بكل وسيلة ثابتة لا تعارض ما سبق وتسعد أهل الإسلام.

والله الموفق.

والله أعلم وأحكم.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015