ثمود، إذ كان إبراهيم يعيش قبل الميلاد بنحو ألفى عام أو أقل بناء على بعض الآراء حسبما تقول كل من " صلى الله عليه وسلمncyclopaedia رضي الله عنهritannica: دائرة المعارف البريطانية" و" Jewish صلى الله عليه وسلمncyclopaedia: الموسوعة اليهودية" والنسخة الفرنسية من موسوعة " صلى الله عليه وسلمncarta: إنكارتا" و"الموسوعة العربية العالمية" والنسخة العربية من "الويكيبيديا" فى المادة المخصصة لخليل الرحمن. وبالمناسبة فكاتب المادة فى النسخة الفرنسية من هذه الموسوعة يؤكد أن إبراهيم النبى المذكور فى العهد القديم والقرآن الكريم ليس له فى الحقيقة أى وجود تاريخى.
وعلى كل حال فهذه هى قصة إسماعيل كما وردت فى "نهاية الأرب" للنويرى، وفيها أنه كان هناك عرب فى تلك البلاد وأنه تزوج منهم مرتين. ومن الطبيعى أن يكون لهؤلاء العرب لغتهم، وإلا فكيف كانوا يتفاهمون؟ أم تراهم قد أسقطوا أمر التفاهم حتى أتاهم إسماعيل واخترع لهم لغة وعلمهم كيف يتفاهمون بها؟ لنقرأْ ولنغضّ الطَّرْف عن بعض التفصيلات التى تبدو غريبة لا تُسَاغ كمجىء إبراهيم من الشام مرتين لرؤية ابنه وانصرافه فى كلتا المرتين دون أن يراه لا لشىء إلا لأنه وجده يصطاد، وكأنه كان من نفاد الصبر بحيث لا يطيق انتظار ابنه ساعة من نهار كى يكحّل عينه بمرآه بعد كل هذا السفر الناصب وبعد مغيبه عنه سنين كِثَارًا منذ كان طفلا رضيعا حتى بلغ مبلغ الرجال وتزوج، وكعودة إبراهيم بعد ثلاثة وعشرين يوما من الشام إلى بلاد العرب كرة أخرى تلبية لداعى الشوق إلى ولده، وهو الذى لم يطق أن يصبر ساعة من نهار حتى يعود فلذة كبده من البرية حيث كان يصطاد وكأنه عليه السلام مُوَكَّل بذَرْع الفَيَافِى من الجنوب إلى الشَّمال، ومن الشَّمال إلى الجنوب لا يعرف الاستقرار، وكقول راوى القصة إن إسماعيل قد أنجب من زوجته الثانية ستة أبطن، أى ما يعادل عدد سكان قرية، أو ربما مدينة من المدن. كذلك فإن حكاية فرس الجنة التى أحضرها جبريل وحمله عليها هو وزوجه وصغيره الرضيع لم ترد لا فى قرآن ولا فى حديث صحيح.
يقول النويرى: "وأقام إبراهيم بالأرض المقدسة ما شاء الله أن يقيم حتى كبرت سارة وأيست من الولد، فخافت من انقطاع نسل إبراهيم عليه السلام فوهبته هاجر، فقبلها وواقعها، فحملت بإسماعيل ووضعته كالقمر، وفي وجهه نور نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فأحبته سارة حتى بلغ من عمره سبع سنين، فداخلت الغيرة سارة، ولم تطق أن ترى إبراهيم مع هاجر، فقالت: يا نبي الله، إني لا أحب أن تكون هاجر معي في الدار، فحوِّلْها حيث شئت.
فأوحى الله إليه أن انقلها إلى الحرم. وجاء جبريل بفرس من الجنة فقال له: يا إبراهيم، احمل هاجر وإسماعيل على هذا الفرس. فأركب إبراهيم هاجر وإسماعيل من ورائها، وسار بهما حتى بلغ بهما الحرم. فأوحى الله إليه أَنِ انزل بهما هنا. فأنزلها بالقرب من البيت، وهو يومئذ أكمة حمراء كالربوة من تخريب الطوفان. ثم قال إبراهيم لهاجر: كوني هنا مع ولدك، فإني راجع. فبذلك أمرني ربي. فلما أراد إبراهيم أن ينصرف قال: "ربنا إني أسكنتُ من ذريتي بِوَادٍ غير ذي زرعٍ عند بيتك المحرَّم" إلى قوله: "لعلهم يشكرون". ثم رجع وتركهما هناك، ولا ثالث لهما إلا الله تعالى.
فلما علا النهار واشتد الحر ونفد ما معهما من الماء قامت هاجر تعدو يمينا وشمالا في طلب الماء فلم تجده. فعادت إلى إسماعيل فرأته يبحث بأصابعه في موضع بئر زمزم، وقد نبع الماء. فسجدت لله، وأخذت تجمع الحصا حول العين لئلا ينتشر الماء، وهي تقول: زم زم يا مبارك. فناداها جبريل: لا تخافي وأبشري، فإن الله سيعمر هذا المكان. قال وهب: لولا أن هاجر جمعت الحصا حول الماء لتمت العين نهرا جاريا على وجه الأرض إلى يوم القيامة. قال: وأقبل ركب من اليمن يريدون الشام، وطريقهم على الحرم، فرأوا الطير تهوي إلى الأرض، فقالوا: إن الطير لا تنقضّ إلا على الماء والعمارة. وأقبلوا فرأوا هاجر مع إسماعيل والعين، فسألوها، فقالت: أنا جارية خليل الله إبراهيم، وهذا ابنه. خلَّفَنا وانصرف إلى الشام. فاستأذنوها في الماء، فأذنت لهم. ثم قالوا: هل أحد ينازعك على هذا الماء؟ قالت: لا، فإن الله أخرجه لي ولولدي. قالوا: إنْ أحضرنا أهالينا وسكنَّا في جواركم هل تمنعيننا من هذا الماء؟ قالت: لا، لأنه لله يشربه خلق الله. فرجعوا إلى بلدهم، واحتملوا أهاليهم وأتوا
¥