مفهوم اليوم في القران

ـ[العمري]ــــــــ[15 صلى الله عليه وسلمpr 2009, 10:49 ص]ـ

.. ترددت في القران الكريم الألفاظ الدالة على الزمن والتوقيت كيوم وسنة وعام ..

وتناولها المفسرون الأوائل بمدلولها الحسي كما هو متداول بيننا حتى اليوم من أن تلك الألفاظ هي علامات توقيتية كما يتبادر للحس المشترك لدى القارئ.

لكن هل مدلول كلمة (اليوم) تنتهي عند المعنى الزماني فقط؟!! أليس لها مدلول آخر؟!

هذا ما نحاول أن نجيب عليه في هذا المقال ..

اليوم الزماني

يقرر علماء الفلك أن اليوم على سطح الأرض هو دلالة دوران الأرض حول نفسها دورة كاملة لذلك" فان دوران الأرض هو مرجع الإنسان الأول في قياس الزمن في هذا الوجود الذي هو فيه " (1) ومقدار هذا اليوم هو 24 ساعة في زماننا الحاضر ولكن هذا القياس ليس ثابتا إنما يعتمد على سرعة دوران الأرض حول نفسها فكلما زادت السرعة قلت ساعات اليوم " فان اليوم كان في ازمان سالفة بعيدة طوله 4 ساعات لا أربعة وعشرين " (2) حيث كانت سرعة دوران الأرض اكبر بكثير مما هو عليه الآن وفي المستقبل البعيد سيكون طول اليوم على الأرض 36 ساعة عندما تبطئ الأرض في دورانها.

ومن دوران الارض حول الشمس دورة كاملة جاء مسمى العام أو السنة الذي تستغرق 365 يوما وكذلك مسميات الليل والنهار وظهرت التقاويم العديدة للحضارات المختلفة لتقدير الزمن أو التوقيت سواء اليومي او السنوي وإن اختلفت هذه التقاويم عن بعضها البعض لكنها كلها تتفق على اعتماد حركة الأرض وعلاقتها بالشمس هي المرجع لهذه التقاويم جميعا.

التوقيت العربي

إن ما يهمنا هنا هو التوقيت العربي لأنه هو المعوّل عليه عند نزول القران فلن يغفل القران طريقة التعامل لدى العرب عند حديثه عن التوقيت وهذا ديدن القران ان يخاطب العرب من نفس بيئتهم ..

فما هو التوقيت العربي؟

يستخدم العرب التوقيت الغروبي حيث " يبدأ اليوم عند العرب من غروب الشمس ويمتد الى غروبها التالي فليله (أي اليوم) سابق لنهاره " (3) على أن يكون الليل من غروب الشمس الى الفجر ويبدأ النهار من الفجر حتى الغروب .. وعلى هذا يكون الليل أسبق من النهار لديهم وهذا ما راعاه القران الكريم فلن تجد موضعا اجتمع فيه الليل والنهار أو الأيام والليالي إلا تقدم الليل على النهار أو الليالي على الأيام وأقرا معي:-

- الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة: 274]

- إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ [آل عمران: 190]

- وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [الأنعام: 13]

- وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً [الفرقان: 47]

- لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [يس: 40]

- وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ [سبأ: 18]

وحيثما اجتمعت الايام والليالي عددا تكون الليالي أكثر من الأيام لأنها السابقة بالحدوث ومن غريب ذلك قوله تعالى" سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ [الحاقة: 7]

ففي هذه الاية "نرى الأيام هنا قبل الليالي اذ لو كانت الليالي قبل الأيام كانت الأيام مساوية لليالي أو اقل قال الصفار:- ولو كان على ظاهره لقال سبع ليال وستة أيام أو سبعة أيام وأما ثمانية فلا يصح على جعل الواو للترتيب " (4) انما سبب زيادة الأيام على الليالي هنا يوضحها الإمام البقاعي في تفسيره فيقول "وقد لزم من زيادة عدد الأيام أن الابتداء كان بها قطعا وإلا لم تكن الليالي سبعا " (5) أي ابتداء العذاب من النهار (اليوم) فان الريح قد "بدت عليه صبح الاربعاء لثمان بقين من شوال إلى آخر الاربعاء تمام الشهر" (6) وفي هذا يظهر تقسيم اليوم عند

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015