الصبر على البلاء والامتحان: كل البلاء والامتحان وما سمي بلاء ولا امتحاناً إلا لمرارته، مرٌ، طعمه مر، لنقرأ الآية (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) الأنبياء) أيوب نبي من الأنبياء المقربين عند الله عز وجل أيوب ما شكى حاله للناس انظروا ما حصل بي وانظروا ماذا فعل بي ربي (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ) مجرد مسّ، كل الابتلاءات التي تصير بنا هذه مسّ فقط، يعني ليست ضراً حقيقياً ولذلك في القرآن لم يأتِ الضر هكذا أن الله يضرنا، بهذه الكلمة فقط وإنما ورد بصيغة المس، ضربة خفيفة، كل الابتلاء الذي بنا هو مجرد مسّ، (مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين (وانظروا الأدب في الدعاء (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ) أول ما بدأ به أيوب (ربه) أنت ربي وسنأتي على لفظ الرب في المرة القادمة إن شاء الله، أنت الذي ربيتني، كل الرحمة التي عندنا الأم مستعدة مستعدة أن تعطي حياتها لأولادها، كل الرحمة التي في قلب الأم هي من رحمة الله عز وجل هو وضعها في قلب الأم حتى ترحمنا وتعرف أن تربينا بشكل صحيح. فأيوب قال ربي أنت إلهي إني مسني الضر، تعبت، وأنت أرحم الراحمين. وضعي عشر خطوط تحت أرحم الراحمين، يعني هناك راحمين هناك من البشر راحمين وهناك من البشر من قلبوهم ليس بها رحمة ولذلك "الراحمون يرحمهم الله" والله أرحم الراحمين. (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ (84) الأنبياء) ولذلك يقول الإمام جعفر الصادق في هذه يقول عجبت لمن مسه ضر فلم يلجأ بالدعاء بهذه الآية (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ) لا نقوله فقط باللسان! انتهت كل الأسباب، أشعر بأنه لا حول لي ولا قوة، كل الأسباب انتهت ومسني الضر وبقي لي هذا الباب الذي يمكن أن الجأ به لك يا رب وأنت أرحم الراحمين. (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ) والفاء للسرعة، (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا) هذه الرحمة، ما معنى هذا؟ يعني عنما يصاب الإنسان بابتلاء وامتحان فيصبر ولا يلجأ إلا إلى الله ولا يشكو الله عز وجل لأحد من خلقه! لا نقول انظروا ماذا حصل بي؟ ماذا فعلت؟ يتأدب مع الله عز وجل فلا يشكو الله سبحانه لخلقه وإنما يشكو الذي فيه إلى خالقه، تجلسين على سجادتك في نصف الليل وتطلبي من الله ما تشائين وتناجيه كما تشائين أفضل من أن أرفع سماعة الهاتف لصديقتي وأبدأ بالشكوى لها! صحيح أننا نحتاج للفضفضة لكن لماذا أقدم حاجتي لأي أحد هل يملك أن يزيلها؟! خاصة إذا كنت تشتكي من الله، هذه مصيبة! أن أشكو الله عز وجل في حكمه وقضاءه علي لأحد من خلقه هذا عيب! لا يليق، ليس من الأدب. ماذا نفعل؟ إشكي لله (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (86) يوسف) ولذلك صبر يعقوب عليه السلام كان صبراً جميلاً، لأنه ما شكى للخلق وإنما قال (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ) فإذا ابتلي الإنسان بأي نوع من أنواع الابتلاء حتى لو الشوكة يشاكها وقلت آخ، هذا ايضاً ابتلاء، اي شيء في الأموال، في الأولاد في الناس في أي شيء وصبرت ودعوت بهذا الدعاء انظري ماذا سيفعل الله عز وجل. الله تعالى استجاب لأيوب عليه السلام وارجع له أهله لكن الأعظم من هذا (رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا) أعطاه رحمة، وتكملة الآية (وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ (85) الأنبياء) الصبر، لأن الجامع بين هؤلاء الأنبياء هو الصبر، أدخلهم الله في رحمته لأنهم من الصابرين. ما الذي يخفف عنا الابتلاء؟ ماذا يفعل الذي ابتلي بابتلاء ما الذي سيخفف عنه الابتلاء؟. أذكر امرأة قابلتها في حياتي لا هي من الداعيات ولا هي من الذي يحدّثون ولا من الذين يعطون الدروس هذه المرأة امرأة بسيطة كان عندها ولد معاق والولد من يوم ما خلق وهو قطعة لحم ليس فيه عظم ولا شيء ويكبر وهو على هذا الشكل أمام عينها والمرأة ليست صابرة فقط، لا، المرأة سعيدة، ما هي سعادتها؟ يعني راضية وفرحانة ومسأنسة فكنت أعجب منها ولما أريد أن أتعلم أذهب لأزورها فأسألها كيف تفعلين هذا؟ نحن نقرأ عن الرحمة في الكتب لكن ليس بهذا
¥