اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ (71) التوبة) ماذا يفعلون؟ (يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ) والصيغة صيغة الجمع لا صيغة الفردية، نحن مشكلتنا الآن أننا حتى لما نحب في الأخوة نحب نفسنا وحتى نحن ندعي الأخوة في الله نحب أن نعمل لوحدنا، أنت أختي في الله وتقربت لها لا أريدها أن تتقرب إلى غيري وإنما أريدها لي أنا فقط لسبب أو لآخر. بينما القرآن يأتي بصيغة الجمع، لماذا؟ لأنه أراد أن الفردية والأنانيية تذوب أمام روح الجماعة والعمل المشترك. نحن نفعل كثيراً من هذه الأشياء بدون أن نشعر بها بل ونجد لها مبررات! (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) ونضع خط إياك أن تأمري بالمعروف فتدخلين في منكر، كيف؟ أنا اقوم بعمل دعوة بعمل إصلاح ولم اسأل نفسي وأنا في الدعوة وفي الإصلاح أنا أجدد النية لله عز وجل لأن عملي دعوة، أنا داعية! وإذا بي أدخل في منكرات وأنا أدعو إلى اله بسبب اشياء مختلفة من الغيرة والحقد والحسد والتنافس على الدنيا والبعد وعشرات الأشياء الأخرى. فإيانا أن ندخل في منكر ونحن في عمل متعلق بالمعروف، منكر مع منكر ممكن، لكن منكر في معروف كارثة! أن أرتكب منكراً وخطأ وأنا في عمل معروف وخير هذا غير مقبول، وما أتي على المسلمين من قاصمة مثل هذه! العمل في الدعوة، العمل في الأخوة والتنافس يقتل والحقد يمسح والحسد والبغض وعشرات الأشياء المنكرة تدخل فيه فلا تبقي له ثمرة. (وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ) الله! سيرحمهم بالسين ما قال سيدخلهم في رحمته وإنما سيرحمهم الله مباشرة. نحن اليوم محتاجون رحمة الله عز وجل، الرحمة الخاصة لأن الرحمة العامة تشملنا، نحن نحتاج للرحمة الخاصة؟ كيف أستنزلها؟ بهذه الأعمال. رزقك لن يذهب إلى غيرك ابداً فلماذا القلق؟! عندما يصير الرزق في يد أختي فلا يعني أنها أخذته مني وإنما هذا رزقها هي فلماذا التحاسد؟! لماذا؟! الاية في سورة الحجرات (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) الحجرات) حصراً وقصراً إنما المؤمنون إخوة. يعني الإيمان ليس له قيمة بدون أخوة، يعني حتى أكون مؤمنة حقيقية يجب أن يكون هناك أخوة (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) الله! الإصلاح بين الناس. فأصلحوا بين أخويكم. (وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) كل كلمة معبرة عن حالة. الإيمان أخوة، والإصلاح بين الناس من أعظم العبادات التي تستنزل بها الرحمة الخاصة. (واتقوا الله) إذا كان مع الإصلاح أمرنا الله تعالى بالتقوى فما بالنا بالإفساد؟! (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ) وأنا أصلح علي أن أتقي الله فماذا أفعل وأن أفسد وأخرب بين الناس؟ فلانة قالت كذا وكذا وللأسف الآن صارت كلماتنا مباشرة فنقول والله أنا أحبها وهي بنت حلال لكن! صرنا أذكياء والشيطان علمنا فنون الكذب والاحتيال والغش والمداراة والمداهنة فعلمني أن أبدأ بالمدح أولاً والثناء ثم بعدها أبدأ بالعميق! للأسف هذه حقيقة، هناك طعن، هناك تمزق لجسم الأمة، الأمة تتمزق ولذلك لا نرى لأعمالنا من ثمرات في واقع الحياة، الكلام كثير والختمات كثيرة وأعمال البر كثيرة أين الثمر؟! أ لم يئن الأوان أن نسأل أين الثمر؟ أين الثمر ليس لأننا نستعجل الثمر لكن أين الثمر أن كل عمل يجب أن يكون له نتيجة، النبي صلى الله عليه وسلم 25 سنة غيّر وجه التاريخ، فماذا أصابنا نحن صار لنا عشرات السنين ما تمكنا من تغيير شيء، ما غيرنا نفوسنا؟! يمكن هذا هو المفتاح. (وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) التقوى، الخوف من الله والإصلاح بين الناس من أعظم الأعمال ولذلك من يصلح بين الناس يبلغ بدرجته القائم الذي لا يفتر والصائم الذي لا يفطر، القائك في الليل والصائم في النهار. الإصلاح ولذلك لم يبح الإسلام الكذب في مواطن إطلاقاً فالمؤمن ليس بكذاب إلا في هذا الموطن لكن في الإصلاح بين الناس ممكن لكن لا نتمادى في الكذب! في سبيل الإصلاح
¥