تكرمين في الدنيا، هل هذا يهم؟ هل هذا يؤثر على عزيمتي؟ لا، (إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) معها وقبلها (وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا) هكذا المؤمن. القرآن يريد أن يربيني على أن أعيش في معية من رحمة الله عز وجل حتى وإن سدت أبواب الدنيا أمامي.

من الأعمال التي تستنزل الرحمات الأخوّة في الله التي نحن فيها. وعلى فكرة يجب أن نضع خط تحت كلمة الأخوة في الله. الأخوة في الله هي ليست شعاراً، هي ليست ادعاء، هي ليست كلمة أنا أحبك في الله، لا باس الآن الناس تعودت أن الكل يطلبون منا أن نعبر عن مشاعرنا وعن حبنا فالكل صار يقول أحبك في الله، هذا شيء جيد لا باس. لكن الحب في الله له حقوق، له التزامات، الحب في الله له واجبات، له آداب أحتاج أن ألتزم بها. من أعظم الآداب أن تحب لغيرك ما تحب لنفسك وهذه الكلمة الموجزة والله لو أردنا أن نتحدث فيها لا تكفينا المجالس. أن أحب لغيري ما أحب لنفسي. كما أني لا أحب أن يتكلم عني أحد بشيء يسوؤني أو يؤذيني لا أحب ولا أكون طرفاً في محادثة أن أتحدث عن أختي أو أحد بشيء يسيء إليها في غبابها لأني أحب لها ما أحبه لنفسي. والعجيب هذا ديننا عظيم سبحان الله العظيم، المكيال والكأس الذي تسقيه للآخرين في يوم من الأيام سيرجع واشرب منه. مستحيل! وخاصة فيما يتعلق بحقوق العباد فلا تتأسفي على شيء، نحن في علاقاتنا الاجتماعية تحصل لنا كثير من المشاكل، كيف تقول عني كذا؟. وكيف تتجرأ وتقول عني هذا الكلام؟ وتفعل كذا؟ لا تتأسفي على هذا. إذا أنت سكت – السكوت يجب أن يكون بحكمة- لكن إذا لم يكن هناك حل غير السكوت والتفويض بالأمر لله عز وجل وأترك الأمر لله عز وجل يأخذ لي حقي سيرجع الكأس ويشرب منه من أساء إليّ. إذا سكت والله عز وجل دافع فذاك الوقت يكون شيء آخر (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا 38) الحج) ولذلك في الحديث الجميل الذي دارت فيه المناقشة بين النبي عليه الصلاة والسلام وأبو بكر الصديق رضي الله عنه وهو صاحبه لما كانوا يتكلمون عنه وهو ساكت كان النبي عليه الصلاة والسلام يتبسم فلما ساله بعد أن نطق كلمة واحدة قال له كنت أضحك كانت الملائكة تنافح عنك. تخيلوا لما الإنسان تدافع عنه الملائكة، تخيلوا الإنسان لما يقول تعالى عنه (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) بعد هذا أقوم أنا لأدافع عن نفسي!. عندما يكون عندك محامي – ولله المثل الأعلى – ووكلت محامي يدافع عنك تأتين أنت تريدين أن تدافعي عن نفسك بكلمة أو كلمتين تخربي بها الدنيا! ولذلك أخواتي لو طبقنا هذا القانون السكوت" أنه يصلني كلام وأنا أعرف أنه غير صحيح وافتراء وكذب ثم اسكت وأقول "وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد" أرى الخطأ من أحد من أقراب من أصدقاء أو من إخوة أو من أخوات في الله لأننا لسنا ملائكة واسكت! سترين العجب. هذه من آثار رحمة الله عز وجل. فهذه القاعدة الأخوة ليست إدعاء الأخوة التزام، الأخوة ليس أن أتاجر وأبيع في عروض الدنيا والمال والجاه والشهرة لأن ثمنه الأخوة غالي. الأخوة الثمن الذي تأخذيه بعدها في الدنيا والآخرة غالي جداً فلا تقبل أن تتاجري بها بعروض الدنيا. ألسنا جميعاً نستشعر الإخوة في الله والمتحابين في الله على منابر من نور يغبطهم الأنياء والشهداء، هل تتصورون أن هذا شيء بسيط؟! الأنبياء والشهداء يغبطون فهل تعتقدون أن هذه الكلمات البسيطة التي نرددها هي الأخوة التي نستحق بها هذه المنزلة.؟! نحن نسأل الله أن يتجاوز عنا لكن علينا أن ندرك أنها ليست سهلة وإنما لها حقوق ولها التزامات وأعظم حق من حقوقها أن أحب لغيري ما أحب لنفسي. وأني دائماً أكون أمام أختي واضع نفسي لو كانت موجودة ماذا كانت ستفعل. ولذلك أعظم الأعمال أن يذب الإنسان عن عرض أخيه المسلم في غيبته. من أعظم الأعمال! أن تسمعين كلمة في غياب أخت لك وتدافعين عنها وتقولين ما علمت عليه إلا خيراً، هذه من أعظم الأعمال. ولذلك من يذب عن عرض أخيه المسلم يذب الله عن عرضه يوم القيامة. الآية في سورة التوبة وفي سورة الحجرات (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015