الشي الآخر الذي نحن فيه "مجالس القرآن" يقول الله عز وجل (وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) الأنعام) وفي آية أخرى حتى الاستماع للقرآن فيه رحمة ويمكن لا أدري إن انتبهتم لهذا أنه عندما تشغلي القرآن في البيت أو السيارة لوحدك أو معك أحد بمجرد أن تتلى آيات القرآن تشعرين بشيء لكن لا يمكنك وصفه هذه من آثار رحمة الله، هذه من السكينة، هذه الرحمة، هذه الراحة التي تشعرين بها عندما تبدأ أعصابك تسترخي هذه من آثار الرحمة، جزي يسير من آثار الرحمة يقول الله عز وجل في آىة أخرى (وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) الأعراف).

الإصلاح في الأرض، كلما كنت أكثر إصلاحاً وإعماراً في الأرض وبعداً عن التخريب بكل أشكاله وصوره كلما كنت أكثر استحقاقاً للرحمة. دعونا نتدبر في الآية في سورة الأعراف (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (56) الأعراف) ما معنى هذا الكلام؟ الإفساد هو أن يأتي الإنسان إلى أي شيء من الأشياء التي خلقها الله عز وجل على هيأتها صالحة للاستعمال فيخربها ويفسدها بأن يغيرها عن هيأتها التي خلقها الله عليها. الأرض على سبيل المثال الله عز وجل جعلها لكي نعيش فيها (وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ (20) الحجر) لنسكن عليها ونمشي عليها ونبني عليها فيأتي الإنسان ويعمد إليها ويخربها بكل أشكال التخريب من تلوث وهدم وتكسير وتخريب من حرق وشعل كل هذا من أنواع التخريب القرآن يسميه إفساد، إصلاح وإفساد. شيء آخر متعلق بالمهنة التي نحن فيها، إفرضي أنك أنت مدرّسة يفترض بالمدرسة هي المكان الذي يعلم الإنسان الأدب والأخلاق والتربية والمثل والقيم فإذا أنا كمدرِّسة لم أقم بهذه المهمة لسبب أو لآخر، لأن كل شيء حولي أعوج! لأي سبب من المبررات، أنا أكون قد ساهمت في الإفساد. لماذا الإفساد والإصلاح مهم في القرآن؟ والقرآن يتكلم عنه دائماً؟ لأني قد أكون أنا الوحيدة المصلحة كما كان في عهد النبي عليه الصلاة والسلام. قد تكونين في مكان كل من حولك ممكن أن يساهموا في الإفساد والتخريب لكن هذا لا يعني أني أنا أشترك معهم يمكن أن تكوني أنت العنصر الوحيد المصلح. من عظمة القرآن في التدبر يقول تعالى في سورة الأعراف (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا) آية عامة شملت كل أنواع الفساد، (وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا) لماذا جاء الدعاء بالخوف والطمع؟ لأن عملية الإصلاح عملية صعبة فكيف يستعين الإنسان عليها؟ بالدعاء (وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا). وتكملة الآية (إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) من هم المحسنون؟ المحسن الذي يحسن العمل فيقوم به كأن الله ينظر إليه. كلٌ يراقب الله في عمله الطبيب المهندس العامل الزوجة الأم المربية المعلمة، كل الأعمال تدخل فيها (إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) قاعدة. فأفضل عمل أقوم به حتى أستنزل الرحمة من الله عز وجل أن تحسني العمل الذي بين يديك مهما كان هذا العمل صغيراً حتى لو كان تنظيف طاولة. الإحسان من أعظم العبادات في الدين. انظروا ماذا استفدنا من آية واحدة!. لماذا الإحسان والإصلاح؟ إذا لم يكن هناك إحسان لا يكن هناك إصلاح. من أين يأتي الفساد في الأرض؟ من التخريب، من عدم الإحسان. عندما لا يرى أحد فينا أن العمل الذي يقوم به بأنه عبادة ما الذي سيحصل في الأرض؟ خراب. لما الموظف بدل أن يراقب العمل الذي يقوم فيه يقرأ الصحف ويشرب الشاي في أوقات عمله، هذا تخريب، هذا لو راعى أن مديره في العمل ينظر إليه ما فعل ذلك. الإسلام أو القرآن يريدنا أن نراقب بأن الله عز وجل ناظر إلينا فإن لم تكن تراه فإنك يراك، فإذا استشعرت هذا المعنى تكون مستحقاً لرحمة الله. لماذا قال الله عز وجل (إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) لأنه قد يموت الإنسان في الدنيا كمداً وحسرة ولا يرى ثمرة لعمله الصالح في الدنيا، يعني ممكن أن تعيشي حياتك وأنت معلمة مخلصة جداً وترين بأم عينيك يكرم ويرفع من هو أقل منك أو من هو ليس في الإخلاص له شيء وأنت لا

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015