ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[12 صلى الله عليه وسلمpr 2009, 05:14 م]ـ
الباحث الفاضل الدؤوب عبد الله جلغوم.
تقولون ـ حفظكم الله ـ: (انا وأنت ممن يرون أو يرجحون ان رسم القرآن توقيفي).
وأود منكم تخرجًا لما رواه البخاري عن عثمان بن عفان، قال البخاري:
3506 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ عُثْمَانَ دَعَا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِى الْمَصَاحِفِ، وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلاَثَةِ: إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِى شَىْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ. فَفَعَلُوا ذَلِكَ. طرفاه 4984، 4987 - تحفة 9783
كيف تفهمون قول عثمان هذا، هل كان يجهل أن الرسم كان توقيفيًا؟!
أليس في هذا الدلالة الواضحة على أن الرسم ليس بتوقيفي؟
إذ لو كان توقيفيًا لكان جوابه: فاكتبوه كما أمركم أو كما علمكم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ودمتم في حفظ الله.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[12 صلى الله عليه وسلمpr 2009, 09:14 م]ـ
الأخ الفاضل الدكتور مساعد الطيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أنا بأعلم من السائل، ولكن اسمح لي بإبداء وجهة النظر التالية:
1 - مسألة رسم القرآن هي مما وقع فيه الاختلاف بين القدماء، ونحن تبعا لهم، ولو كان في هذا الحديث ما يحسم المسألة لكان ذلك الحسم قد حصل عندهم. وبالتالي فليس لدي ما أضيفه اليوم سوى أنني – كغيري من الباحثين – قد وجدت في القرآن من العلاقات والحقائق العددية المرتبطة بالرسم العثماني ما يرجح القول بتوقيفية الرسم، وهي من الكثرة مما يحول دون تفسيرها بغير هذا الوجه.
2 – اختلاف كتابة الكلمة الواحدة – على ما هو معروف – هو دليل على أن رسم القرآن توقيفي، وإلا فالتفسير الآخر أن الاختلاف في رسم الكلمة الواحدة هو الأخطاء الإملائية، ولو كان اختلاف الرسم بسبب خطأ الكتبة، فلا أظن أن الجميع يرضى بذلك أو يفوتهم.
3 –أنا شخصيا أرى أن الله سبحانه قد وصف كتابه بأنه لسان عربي وليس لسانا قرشيا:
يقول سبحانه: وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا ... 12 الأحقاف.
وهذا لسان عربي مبين .. 103 النحل
لتكون من المنذرين، بلسان عربي مبين 195 الشعراء.
4 – إن عدم وجود نص قاطع بالتزام الرسم، قد يعني التيسير على الأمة وكتابة المقرآن بما يناسب حاجاتهم، وقد ظهر لي – أثناء اشتغالي فترة بهذه المسألة – أن مظاهر الإعجاز العددي لا تختفي بتعدد الرسم أو مناهج العد.
5 - هذه المعضلة كانت سببا لتحولي إلى البحث في ترتيب سور القرآن الكريم (رغم أنني أمضيت سنوات في عد كلمات القرآن ونشرت عملي ذاك في موقع الأرقام تحت اسم المعجم الإحصائي) وبالتالي فأبحاثي في هذه الناحية لا تتأثر سواء اعتبر الرسم توقيفيا أم اجتهاديا، ولذلك فنادرا ما أشير إلى عدد الكلمات.
6 – أعتقد أن ما قدم حتى الآن من دراسات تتناول عد الكلمات والحروف لم تصل إلى المستوى المطلوب لحسم هذا الاختلاف، ولكن ذلك لا يمنع من عمل يؤدي إلى هذه النتيجة.
وأخيرا، أعتقد أن لدى أخينا " أبو عمرو البيراوي " إجابة متخصصة وافية لهذا الإشكال، رغم أنه سبق وطرح رأيه في مشاركة سابقة.
مع خالص التقدير والاحترام
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[12 صلى الله عليه وسلمpr 2009, 10:50 م]ـ
الأستاذ الكريم الطيار حفظه الله
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ عُثْمَانَ دَعَا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِى الْمَصَاحِفِ، وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلاَثَةِ: إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِى شَىْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ. فَفَعَلُوا ذَلِكَ".
هل يدل ذلك على أنّ رسم المصحف اصطلاحي؟ نقول:
1. عندما اختار الرسول عليه السلام الكتبة اختارهم من الذين يتقنون الكتابة. وهذا يعني أنهم يكتبون وفق الاصطلاح. ولا شك في ذلك.
2. هناك كلمات كثيرة كتبت على خلاف الاصطلاح، وهذا أمر ظاهر في رسم المصحف. ولا يعقل أن يكون ذلك بفعل الصحابة الذين تواترت الأخبار بالتزامهم أن لا يفعلوا شيئاً لم يفعله الرسول، عليه السلام.
3. هذا يعني أنهم كانوا يكتبون وفق الاصطلاح، فإذا أمرهم الرسول عليه السلام بمخالفة الاصطلاح يخالفون. ويظهر ذلك جلياً في رسم المصحف، كما نوهنا.
4. وعليه يصبح الرسم كله توقيفياً: أ. إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم تدخله للتغيير. ب. عدم إقراره وتدخله لأمرهم بتغيير صورة الكلمة.
5. كان زيد بن ثابت أنصارياً وبقية أعضاء اللجنة من المهاجرين. والذي ورد في هذه المسألة أنهم اختلفوا في كلمة تابوت؛ هل تكتب تابوت أم تابوة، على اعتبار أن تابوه لغة الأنصار. فكتبت تابوت. ونحن في فلسطين نقف على كلمة حياة هكذا: حياه، أما أهل دمشق فيقفون هكذا: حيات ....
6. هذا يعني أنّ كلمة تابوت هي من الكلمات التي لم يتدخل فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ليغيِّر في رسمها. ومن هنا ندرك أن الرسول عليه السلام أقر اصطلاح قريش، ولم يقر غيره.
7. ولكن يشكل هنا أن هذه الكلمة مكتوبة في صحف أبي بكر وكتبها زيد الذي كان يرأس لجنة جمع القرآن، فكيف يكون هناك خلاف؟! ويمكن أن نُجيب بالآتي: كان هم أبي بكر رضي الله عنه جمع القرآن الكريم، أما هم عثمان رضي الله عنه فهو جمع القراءات. وعليه يمكن أن تُكتب الكلمة في أكثر من مصحف في أكثر من صورة، مثل ووصى وأوصى. سارعوا وسارعوا ...
8. وعليه يكون مقصود عثمان رضي الله عنه: الكلمات التي ستكتب بأكثر من رسم لوجود أكثر من قراءة تكتب بلسان قريش.
¥