7 ـ قال تعالى: (فإن ءامنوا بمثل ما ءامنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم).

قد يقول قائل: يبدو لنا أن المناسب أن يقول: (وهو القوي العزيز) لأنه قال: (فسيكفيكهم الله) فما هو الجواب عن ختمها بالسمع والعلم؟

الظاهر لي والله أعلم أنه لما كان تدبير الكيد للرسول صلى الله عليه وسلم من هؤلاء قد يكون بالأقوال وقد يكون بالأفعال والتدبير أمر خفي ليس هو حرباً يعلن حتى نقول: ينبغي أن يقابل بقوة، وعزة قال تعالى: (وهو السميع العليم) أي حتى الأمور التي لا يُدرى عنها ولا يبرزونها ولا يظهرون الحرابة للرسول صلى الله عليه وسلم فإن الله سميع عليم بها، هذا ما ظهر لي والله أعلم. ص93 ـ 94.

8 ـ قال تعالى: (سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب).

العدو يحتج على عدوه بما يثير نعرته ويلزمه، لقوله تعالى: (عن قبلتهم) لم يقولوا: عن القبلة كأنهم يقولون: كنتم تتولون ذلك فما الذي صرفكم عنه؟! وهكذا قد يثير شعور الإنسان حتى يبقى على ما هو عليه، وكأنهم قالوا: بالأمس تختارونها، واليوم تنكرونها، وتنبذونها، فالخصم دائماً يُهيج خصمه بما يثير نعرته ليوافقه فيما ذهب إليه. ص107.

9 ـ بعض الذين أسلموا ارتدوا حينما تحولت القبلة إلى الكعبة وقالوا: (إن محمداً ليس على يقين من أمره، بالأمس له قبلة واليوم له قبلة)، وما علموا أن ذلك مما يؤيد رسالته، لأن الإنسان الكذاب يحرص على أن لا يتراجع لأن التراجع وصمة فيه، لكن الإنسان الصدوق لا يهتم أن يقول ما أوحي إليه، سواء وافق ما كان عليه أولاً، أو خالف. ص119.

10 ـ قال تعالى: (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه).

التقدم حقيقة إنما يكون بالإسلام وأن الرجعية حقيقة إنما تكون بمخالفة الإسلام، لقوله تعالى: (ممن ينقلب على عقبيه) فإن هذا حقيقة الرجوع على غير هدى، لأن الذي ينقلب على عقبيه لا يبصر ما وراءه، فمن قال للمتمسكين بكتاب الله وسنة رسوله رجعيون قلنا له: بل أنت الرجعي حقيقة لأن الله سمى مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم انقلاباً على العقب ولا أبلغ من هذا الرجوع أن الإنسان يرجع على عقبيه رجوعاً أعمى والعياذ بالله لا يدري ما وراءه. ص119.

11 ـ تأمل الفضل والكرم من الله جل وعلا: هو الذي منّ علينا بالهداية ثم يقول في سورة الرحمن: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)، فكأننا نحن الذين أحسنا، فأحسن إلينا بالجزاء مع أن له الإحسان أولا ً وآخراً. ص120 ـ 121.

بقية الفوائد تأتي تباعاً بإذن الله.

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[23 Jun 2009, 05:18 م]ـ

12 ـ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

إن التقليد بمنزلة أكل الميتة يحل للضرورة، أما مع وجود لحم فلا تأكل الميتة؛ فمع وجود الدليل من الكتاب، والسنة، وتبينه للإنسان فإنه لا يحل له أن يقلد؛ ولهذا لم يأمر الله بسؤال أهل العلم إلا عند عدم العلم فقال تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون * بالبينات والزبر) أما إذا كنا نعلم بالبينات، والزبر فلا نسألهم؛ ونأخذ من البينات، والزبر. ص133.

13 ـ الظاهر والله أعلم أن الكعبة ليست قبلة للمسلمين خاصة؛ لأنه تعالى أضاف استقبالها إليهم بل الكعبة قبلة لكل الأنبياء لقوله تعالى: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً)، وهكذا قال شيخ الإسلام: إن المسجد الحرام قبلة لكل الأنبياء؛ لكن أتباعهم من اليهود، والنصارى هم الذين بدلوا هذه القبلة. ص137.

14 ـ هناك كلمة يقولها بعض الناس فيقول: (إن الله على ما يشاء قدير)؛ وهذا لا ينبغي:

أولا: لأنه خلاف إطلاق النص؛ فالنص مطلق.

ثانياً: لأنه قد يفهم منه تخصيص القدرة بما يشاء الله دون ما لم يشأ؛ والله قادر على ما يشاء، وعلى ما لا يشاء.

ثالثاً: أنه قد يفهم منه مذهب المعتزلة القدرية الذين قالوا: (إن الله عزوجل لا يشاء أفعال العبد؛ فهو غير قادر عليها).

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015