ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[27 May 2009, 01:01 م]ـ

فوائد من المجلد الثاني:

1 ـ المضاف إلى الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

إما أن يكون أوصافاً أو أعياناً أو ما يتعلق بأعيان مخلوقة، فإذا كان المضاف إلى الله وصفاً فهو من صفاته غير مخلوق، مثل كلام الله، وعلم الله، وإذا كان المضاف إلى الله عيناً قائمة بنفسها فهو مخلوق وليس من صفاته، مثل مساجد الله، وناقة الله، وبيت الله، فهذه أعيان قائمة بنفسها إضافتها إلى الله من باب إضافة المخلوق لخالقه على وجه التشريف، ولا شيء من المخلوقات يضاف إلى الله عز وجل إلا لسبب خاص به ولولا هذا السبب ما خص بالإضافة، وإذا كان المضاف إلى الله ما يتعلق بأعيان مخلوقة فهو أيضاً مخلوق، وهذا مثل قوله تعالى: (ونفخت فيه من روحي) فإن الروح هنا مخلوقة لأنها تتعلق بعين مخلوقة. ص9

2 ـ قال تعالى: (وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون).

الإنسان المصاب إذا رأى أن غيره أُصيب يتسلى بذلك، وتخف عليه المصيبة، كما قال تعالى: (ولن ينفعكم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون) فالله تعالى يسلي رسوله صلى الله عليه وسلم بأن هذا القول الذي قيل له قد قيل لمن قبله. ص25.

3 ـ الشفاعة هي التوسط للغير بدفع مضرة، أو جلب منفعة سميت بذلك لأن الشافع إذا انضم إلى المشفوع له صار شفعاً بعد أن كان وتراً. ص38.

4 ـ قال تعالى: (وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن)

قوله تعالى: (بكلمات) أصح الأقوال فيها أن كل ما أمره به شرعاً، أو قضاه عليه قدراً فهو كلمات، فمن ذلك أنه ابتلي بالأمر بذبح ابنه فامتثل، لكن الله سبحانه وتعالى رفع ذلك عنه حين استسلم لربه وهذا من الكلمات الشرعية وهذا امتحان من أعظم الامتحانات، ومن ذلك أن الله امتحنه بأن أوقدت له النار وأُلقي فيها وهذا من الكلمات الكونية وصبر واحتسب فأنجاه الله منها، وقال تعالى: (يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم) وكل ما قدره الله عليه مما يحتاج إلى صبر ومصابرة، أو أمره به فهو داخل في قوله تعالى: (بكلمات). ص41.

5 ـ اختلف المؤرخون: هل كان الحجر الذي كان يرفع عليه إبراهيم صلى الله عليه وسلم بناء الكعبة لاصقاً بالكعبة، أو كان منفصلاً عنها في مكانه الآن؟

أكثر المؤرخين على أنه كان ملصقاً بالكعبة، وأن الذي أخره إلى هذا الموضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبناءً على ذلك يكون للخليفة حق النظر في إزاحته عن مكانه إذا رأى في ذلك المصلحة.

أما إذا قلنا: إن هذا مكانه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فالظاهر أنه لا يجوز أن يغير، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقره، وإذا أقره النبي صلى الله عليه وسلم فليس لنا أن نؤخره عنه.

وقد كتب أحد طلبة العلم رسالة في هذا الموضوع، وقرظها الشيخ عبدالعزيز بن باز ورأى أنه يجوز إزاحته عن مكانه من أجل المصلحة والتوسعة بناءً على المشهور عند المؤرخين أنه كان لاصقاً بالكعبة، ثم أُخر وهذا لا شك أنه لو أُخر عن مكانه فيه دفع مفسدة، وهي مفسدة هؤلاء الذين يتجمعون عنده في المواسم وفيه نوع مفسدة وهي أن يبعد عن الطائفين في غير أيام المواسم، فهذه المصالح متعارضة هنا:

هل الأولى بقاؤه في مكانه؟ أو الأولى تأخيره عن مكانه؟ فإذا كانت المصالح متكافئة فالأولى أن يبقى ما كان على ما كان، وحذراً من التشويش واختلاف الآراء في هذه المسألة، ومسألة تضييق المصلين على الطائفين هذا يمكن زواله بالتوعية إذا أفادت أو بالمنع بالقهر إذا لم تفد، وفي ظني أنها قلّت في السنوات الأخيرة بعض الشيء لأن الناس صار عندهم وعي. ص50 ـ 51.

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[08 Jun 2009, 05:09 م]ـ

6 ـ الشقاق بمعنى الخلاف وهو في كل معانيه يدور على هذا حتى في قوله تعالى: (وإن الظالمين لفي شقاق بعيد) فبعضهم قال: (الشقاق) هنا بمعنى الضلال ولكن الصحيح أن معناه: الخلاف فكلما جاءت في القرآن فمآلها إلى الخلاف ولكنها أشد، حيث تفيد الاختلاف مع طلب المشقة على الخصم، ويدل لهذا أن أصل معنى الشقاق أن يكون أحد الطرفين في شق، والثاني في شق آخر، وبهذا يكون الخلاف. ص93.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015