* البعض من المبتدئين قد ينظر بازدراء و تقليل من الكتب التراثية، أو يقلل من شأن الطريقة التقليدية في دراسة تفسير القران وعلومه، بينما قد تأسره اللطائف والفوائد أو الطريقة الحديثة في دراسة التفسير فما رأيك؟

** هذه حقيقة. وهذه تعود إلى أذواق الناس والى تأهيلهم العلمي السابق و الناس دائماً تميل إلى البساطة والسهولة، و هنا اذكر تجربة من التجارب في احد البرامج الإعلامية و هي أني كنت أقدم برنامجاً واحضر له واحتشد له من الناحية العلمية وما كنت أجد له ذاك الصدى عند عامة الناس وإنما ربما أجد أحد الزملاء المختصين الذين رأوا الحلقات يثنون على ما فيها من المعلومات الجيدة، لكن قدمت برنامج أخر مع بعض الزملاء كان عفوياً بطرح أخر وبعض اللطائف، فوجد اقبالاً منقطع النظير عند الناس، فعلمت أن الناس تميل إلى البساطة وتحب تناول مثل هذه اللطائف البلاغية واللطائف في التفسير وما يتعلق بها، وان الناس يرغبونها ويكثرون السؤال عنها، طبعاً قد يقول قائل هذه اللطائف والنكات البلاغية قد لا تؤسس طالب علم جيد وإنما هي تصلح للمتعة أكثر منها للعلم والتأصيل، لكن الناس أيضاً يحتاجون إلى هذا و ذاك، فمهما بالغنا وتفاءلنا لا يمكن أن نجعل كل الناس علماء في التفسير ولا متخصصين فيه في حين أن بإمكانك أن تجعل لدى الناس ثقافة جيدة في الدراسات القرآنية، ولذلك أنا أقول أن الحد الأدنى من علوم القران وكيفية التعامل مع القران وفهمه وتفسيره ينبغي أن تكون ثقافة مشتركة بين الناس، وينبغي على المتخصصين في الدراسات القرآنية أن يبحثوا ويدرسوا الوسائل المناسبة لإيصال هذا العلم إلى الناس، وأنا احسب أن (مجلة بصائر) الآن هي وسيلة من هذه الوسائل لتقريب القران و الدراسات القرآنية لعامة الناس الذين يسألون عن معاني القران ويسألون عن القواعد البسيطة للتعامل معه ويسألون عن كتب جيدة سهلة العبارة وواضحة الأسلوب لفهم القران وفهم علومه وهذه الحاجة لا تنقطع.

* هل هناك فرق بين التفسير وعلوم القران؟

** التفسير هو احد علوم القران لأنه يتعلق بفهم المعنى، لكنه لأنه قد كثرت المصنفات فيه أصبح علماً مستقلاً يقال له علم التفسير وإلا فهو علم من علوم القران التي انفصلت وتوسعت وأصبح له مؤلفات خاصة به.

* محور آخر من محاور خدمة القرآن و علومه: و هو الأدب و خدمته لكتاب الله U ، هل استطاع الأدب تأدية دوره، و ما أهمية دور الأدب و الأديب؟

**أنا من وجهة نظري نعم، وأنا شخصياً احتسب على الله القيام بهذا الواجب بقدر استطاعتي، وأنا لدي دروس في شرح الشعر الجاهلي على وجه الخصوص وهدفي منها خدمة التفسير ولغة القران وقد قدمت في ذلك عدد من الدروس والدورات والبرامج الإعلامية، والحمد لله ردود الأفعال تبشر بخير وقد سلكت أيضاً منهجاً آخراً في جامعة الملك سعود وبدأت بدرس أسبوعي لعامة الطلاب في الأدب وأنا ابتدأته على انه أمالي أدبية وروايات أدبية وأتنقل فيه بين الأشعار في العصور و الروايات و غيرها و لكني لا أخليه من ربطٍ بالقرآن بطريقة أو أخرى و وجدت له قبولاً واسعاً لدى الطلاب والكل يحرص على حضوره ويحرص على تتبعه، وأنا أؤمل بإذن الله تعالى انه بعد سنوات قليلة يثمر بإذن الله هذا المنهج في أمور، أولاً الارتقاء بذوق الذين يستمعون ويشاهدون مثل هذه البرامج. فعندما يقرب لهم الشعر القديم و الشعر الجاهلي في بلاغته و فصاحته يستفيدون من مفرداته الجديدة ومن الأسلوب اللغوي الصحيح في التعبير وهذا يعود مباشرةً بالفائدة على فهم القران الكريم لان القران الكريم نزل بلغةٍ عاليه جداٍ، فإذا تُرِك الناس على لهجتهم وعدم عنايتهم باللغة العربية سوف تزداد الفجوة بينهم وبين فهم القران الكريم وتزيد الحاجة إلى دراسة كتب التفسير وغريب القران.

* هل هناك دراسات تناولت هذا الموضوع؟

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015