كثيرة إلا انه في طريقة تفكيره وطريقة تناوله للموضوعات فتح آفاقا كثيرة للدارسين سواء الذين ردوا عليه أو الذين كتبوا في هذه الموضوعات كما كتب د. عبد الصبور شاهين في كتاب تاريخ القرآن، فتناول فيه موضوع الأحرف السبعة من زاوية مختلفة تماماً عما تناوله غيره، فأنا اتفق معك في هذا الجانب وفيه عوز كبير ولكن أنا أؤمن بإذن الله تعالى خلال الخمسين سنة القادمة أن تتغير هذه النظرة للباحثين في الدراسات القرآنية وهناك ولله الحمد جهود كبيرة تبذل لتصحيح المسار في هذا الجانب للارتقاء بالذوق والارتقاء بالمنهجية، وفيما يتعلق بالدراسات القرآنية ومنهجية القرأة ومنهجية التعليم ومنهجية الدراسات العليا وأرجو أن تؤتي ثمارها بإذن الله، واني ألاحظ أن في عدد من الجامعات المختلفة منها جامعة الملك سعود وجامعة الإمام وجامعة القصيم التي بدأت الآن وضع دراسات جيدة وغيرها من الجامعات الأخرى والمعاهد والمراكز كالمركز الخيري الذي الآن تتبع إليه (مجلة بصائر) وكلها الآن أصبحت تفكر بنفس الطريقة وهي طريقة الإبداع والتميز خدمةً للقرآن الكريم بطريقة جديدة وطريق مميز تناسب مكانة القرآن الكريم.

* في ظل اتجاه العقلانيين لإعادة دراسة القرآن الكريم، أين يقف أهل التفسير والمختصين من أهل العلم في مقابلة هؤلاء؟

** في تخصص القرآن وعلومه نشتكي من نقص حاد في مواجهة هذه الشبهات، والسبب في ذلك يكمن في أمور، الأمر الأول انه لا يوجد من المتخصصين في الدراسات القرآنية عندنا في السعودية من يتقن اللغة التي تكتب بها هذه البحوث اتقاناً يؤهله للرد عليها، وايضا لا يتقنون المنهجيات التي تكتب بها فهناك المنهجيات الحديثة التي تطرح فيها هذه البحوث مثل منهج (البنيوية) و (الألسنية) وما يتعلق بالدراسات الحداثية وما بعدها، للأسف الشديد المتخصصون في الدراسات القرآنية ينظرون إليها نظرة ازدراء ونظرة تهوين من شأنها و أنها لا فائدة منها، وان هذه الدراسات المراد منها هدم القران ونحو ذلك، وبهذا فوتوا على أنفسهم خيراً كثيراً بعدم دراستهم لهذه المناهج والحرص على فهمها التي تمكنهم من الرد عليها رداً جيداً مقنعا، أضف إلى ذلك طريقة التفكير التي تكتب بها هذه الدراسات كما تقدم معنا في الدراسات الإستشراقية المختلفة عن طريقة التفكير التي يفكر بها الذين يردون، فمثلاً احدهم يكتب شبهات حداثية تنطلق من منطلقات عقلية ويأتي المتحمس في الدراسات القرآنية ليرد عليهم بالآيات والأحاديث و المخالف لا يؤمن بها ولا ينظر إليها، فعندنا عوز في هذا الجانب فلذلك افتتحنا في ملتقانا نافذة أسميناها (ملتقى الانتصار للقران الكريم) ونهدف من ذلك إلى تأسيس علم جديد يضاف إلى علوم القران الكريم الموجودة وهو علم الانتصار للقران الكريم والمنهجية الصحيحة في الرد على هذه الشبهات وكيفية تأهيل الباحثين المتميزين للتصدي لمثل هذه الشبهات لأنها متجددة وتحتاج في كل زمان إلى من يقوم بها ويبين للناس الحق فيها، والناس اليوم لم تعد تقتنع إلا بالعمق العلمي والموضوعي الذي يتناول الموضوعات بدقة وبموضوعية يستطيع أن يقنع الموافق والمخالف.

* لننتقل إلى ابرز النصائح التي توصي بها طالب العلم في هذا المجال؟

** الوصية الأولى هي إخلاص النية لله سبحانه وتعالى في خدمة هذا العلم لأنه هو اشرف العلوم على الإطلاق وهو القران وعلومه. النصيحة الثاني: الحرص على التركيز على الجانب الذي يريد أن يخدمه ويتخصص فيه .. وكنصيحة أخوية لا تجبر نفسك على ما لا تميل إليه في الدراسة وإنما يحرص طالب العلم على أن يتخصص في الجانب الذي تميل نفسه إليه لان القران الكريم وعلومه عبارة عن أودية وشعاب منها علوم القران وعلوم التفسير والدراسات البلاغية، والتفسير نفسه و قراءات القرآن وتجويده وتاريخه وما يتعلق به فليتخصص كل واحدٍ منا في هذه الفنون يستفرغ فيه جهده ووقته وبحوثه حتى يكون لأهل العلم مرجعاً في هذا التخصص يرجعون إليه. والنصيحة الثالثة: الحرص على المتابعة والقراءة المستمرة والعمق فيها والتلخيص بحيث أن يؤهل الإنسان نفسه أن يكون عالماً في هذا التخصص الذي هو القران وعلومه.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015