** الحقيقة أنها قليلة، لكن كتب اللغة بصفة عامة هي ميدان واسع لهذا الموضوع،و كذلك كتب شرح الشعر الجاهلي. لكن الدراسات التي تؤصل لهذا الموضوع أي ربط اللغة و الأدب بالتفسير قليلة، وكتابي (الشاهد الشعري في تفسير القران الكريم دراسة تأصيلية) في عمق هذا الموضوع، وأرجو بأذن الله تعالى أن نجد في السنوات القادمة برامج ومنهجيات في هذا للارتقاء بأذواق الناس، وهذه رسالة لزملائي في اللغة العربية و الأدب و البلاغة أن يقوموا بهذه الرسالة وهذه الأمانة لأني أجد أنهم يدرسون هذه التخصصات دراسة منفصلة ولا يوظفونها التوظيف الذي ينبغي أن توظف فيه في خدمة القران الكريم.
* هل يجوز أن تخدم الرواية القرآن؟ و هل بالإمكان أخذ بعض قصص القرآن و وضعها في رواية؟
** هذا الموضوع طرح قديما و ما زال يطرح. و كثر النقاش حوله، و هنا يرد سؤال أن الروائي سيضطر للإضافة من عنده حتى يحافظ على تسلسل الأحداث فيضيف على القصة ما ليس منها، أو الروايات الإسرائيليات التي لا تثبت، فهل يجوز أم لا يجوز لم يقطع فيه إلى الآن، و الحقيقة أنه لا يجوز أن يضاف على القصص القرآني ما ليس منه، كتبت بعض المحاولات قديماً في قصص القران وصيغت بأسلوب أدبي إلى حدٍ ما لكنها لم تصل إلى المرحلة التي ذكرتها وهي مرحلة أن تكون الرواية متكاملة، فمثلاً لو صنعت رواية بعنوان (أصحاب الجنة) القصة التي في سورة القلم ورواية على أصحاب الكهف أو رواية عن قصة يوسف عليه السلام وهي تعتبر من أوسع القصص التي تسلسلت في سورة واحدة في القران الكريم وهذه لم أقرأ إلى الآن من كتب فيها، و أتصور أنه بالإمكان تنفيذ هذه الرواية لكنها تحتاج إلى فنية عالية ومهارة وتحتاج إلى حذر شديد في قضية ملء الفراغات بطريقة إحترافية لا يكون بها رواية ضعيفة ولا يكون فيها أيضاً أي مزلق يسيء للقران الكريم بطريقة أو بأخرى، فهذا تحدي ينبغي على الأدباء أن يخوضوه بحقه.
* هل علم التفسير هو علم العامة أو الخاصة؟ و ما هي الجهود المبذولة لتقريب هذا العلم؟
** في تصوري انه يجمع بين الأمرين من حيث الحاجة إليه وضرورة معرفته هو علم العامة،فهناك جهود للعامة و هناك جهود للخاصة، فمثلاً من الجهود التي تبذل لعامة الناس و الطلاب منها جمعية التحفيظ التي تعنى بحفظ القرآن وغيره، وهناك برامج عديدة في التلفزيون وغيره موجهة إلى عامة الناس سواء بأحكام القران أو تحسين تلاوته أو فهمه وتدبره وهناك خدمات توجه إلى الخاصة للارتقاء بهم من ناحية البحوث، فهناك مجلات علمية محكمة مثلاً فهذه موجهة للخاصة لينشروا فيها أبحاثهم من جهة ويقرؤوا فيها من جهة أخرى ويتناقشوا فيها في قضايا خاصة، و هناك ملتقيات علمية كملتقى أهل التفسير على الانترنت وهو في أصله موجه للخاصة للارتقاء بهم علمياً.
* بدأ الاهتمام في الآونة الأخيرة بعلوم التفسير وقد يكون لكم السبق في ذلك من خلال بعض البرامج التلفزيونية والشبكة العنكبوتية، ما هو تقييمكم لهذه التجربة؟
** طبعاً الفكرة لا زالت حديثة، لنا سبع سنوات واعتبرها تجربة ناجحة.
*كيف بدأت؟
** بدأت بفكرة. في بداية دخول الانترنت إلى السعودية، كان في ذهني أن ابدأ في مشروع خاص يتعلق بالقران وعلومه، ومن بعد ذلك توسع المشروع وأصبح لله الحمد يعرفه كثير من المتخصصين ويستفيدون منه وهذا المشروع يتوسع عاماً بعد عام والحمد لله وصلنا إلى مرحلة متقدمة وأنشأنا مركزاً علمياً للأبحاث والدراسات القرآنية الذي نهدف منه إلى وضع خطط إستراتيجية للدراسات القرآنية خلال الخمسين أو المائة سنة القادمة بحيث يكون لنا خارطة واضحة لتطوير هذا التخصص بجانب التأليف والتصنيف والدراسات العليا والبرامج الإعلامية والبرامج التي تستهدف جميع الشرائح بحيث يكون لدينا تصور واضح، كيف نسير، وأين وصلنا، ومنها في مجال الدراسات المتخصصة والانترنت وتقييم المواقع ووضع المعايير العلمية لها، والبرامج الإعلامية وتقويمها من حيث مشاهدة الناس لها ومدى استفادتهم منها ومدى انتشارها و تقويم البرامج المشابهة لها والأسلوب التي تقدم به والشخصيات التي تقدمها كما نخدم الكوادر البشرية المتخصصة التي تخدم القران الكريم وعلومه حول العالم من حيث مستواها العلمي وإمكانية الارتقاء بها. فالمهم أنه كان فكرة بدأ
¥