خامسًا: لابد من المنهجية والمرحلية، فلكل علم ثلاث مراتب: اقتصار، واقتصاد، واستقصاء.

فهن ثلاث: للمبتدئ، والمتوسط، والمنتهي.

ولا يجوز بحال أنْ تأخذ ما جُعل لمن هو أرقى منك درجة، وإلا بنيت من غير أسس صحيحة، وتلك آفة التَّسرع والعجلة، فلا تعجلْ.

سادسًا: قدِّم فروض الأعيان على فروض الكفايات على المندوبات، وإياك ومكروه ناهيك عن حرام

سابعًا: لابد من متابعٍ دليل يأخذ بيدك، يبصِّرك بمفاتيح العلوم، ومداخل الكتب، لتنأى عن شبهة " تصحيف " أو " تحريف "، ولابد أنْ يكون دليلك سلفي المنهج لتتربى بعيدًا عن التأويلات الباطلة والآراء الشاذة المنكرة.

ثامنًا: لكل علم وفن مصطلحاته، ولا مشاحة في الاصطلاح، فاحرص على اقتناء معاجم المصطلحات، واجعل لكل علم دفترًا عندك، ودوِّن فيه كل مصطلح جديد.

تاسعًا: لا يمر بك يوم دون تحصيل، فوقتك رأس مالك، والعلماء أبخل النَّاس بزمانهم

الوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع

عاشرًا: الكتاب خير جليس، وأفضل أنيس، فلا تقرا قراءة الغافل، بل حادثه وحاوره، لا تكن كالإسفنجة تتشرب كل شيء، بل كن كالقارورة المصمتة، تبصر من وراء حجاب.

فلابد أن يبدأ طالب العلم بحفظ القرآن الكريم كاملاً، نعم حفظ القرآن فرض كفاية على الجملة، لكنَّا نقول بتعينه على طلبة العلم الملتزمين في عصرنا، فإذا تقاعس هؤلاء فمن يسد الثغرة ويكفَّ عن الأمة؟

ومن أقرب الوسائل لذلك إدمان التلاوة، واستغلال الأوقات المباركة كالسحر والبكور، والتزام طبعة واحدة من المصحف لترتسم في مخيلتك صورة تتابع الآيات في الصفحة، ودوام المراجعة في أداء نوافل الصلاة والقيام والسير في الطرقات، وغض البصر فإنَّه من أكثر المعينات لحفظ العلوم كافة.

وصايا تكتب بماء الذهب على صفائح الفضة ..

أسأل الله أن ينفع بها، وأن يجزي شيخنا خيرا على بيانه المختصر الكافي في منهجية طالب العلم، التي يفتقدها كثير في أيامنا هذه ...

للرفع، مع خالص الدعاء

ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[20 Mar 2009, 01:16 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي الفاضل على طرح هذا الموضوع القيم ..

وقد أجاد فيه الأخ عبدالرحمن الهرفي وأفاد أثابه الله .. وبما أنكم تطرقتم للمنهج العلمي .. فأود أن أضيف لهذا الموضوع إضافة أخرى تهم كل طالب للعلم وطالبة ألا وهي المنهج التربوي السلوكي في طلب العلم فتقبلوه مني بوركتم ...

الحمد لله العليم الحكيم .. والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين ..

أما بعد::: ....

إن طلب العلم من أعظم العبادات التي تُرفع بها الدرجات .. وتُكفّر بها السيئات .. قال تعالى: (يَرفعُ اللهُ الذينَ آمنُوا منكُم والذينَ أُوتُوا العلمَ دَرجاتٍ ... ) سورة المجادلة الآية 11 .. وما قذف الله في قلب مسلم حب هذا العلم إلا وهو يريد به خيرا .. لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرا، يفقهه في الدين) .. فهنيئا لمن سلك هذا الطريق الموصل إلى جنات النعيم ....

وهنا سأتطرق إلى بعض الآداب التي يتوجب على كل طالب علم التزامها والامتثال بها .. وهي كالتالي: ـ

1ـ الإخلاص لله وتصديق القول بالعمل .. احرص أولا على تجريد نية طلب العلم لله وحده .. ثم داوم على تطبيق هذا العلم الذي اكتسبته؛ كيلا تكون ممن قال الله عز وجل فيهم: (يا أيُّها الذينَ آمَنوا لِمَ تَقولونَ ما لا تَفعلونَ) سورة الصف الآية 2 .. أجل ماذا يجدي أن يمتلئ طالب العلم علما، ويملي علينا ما نهله من علوم ومعارف ثم لا يُرى أثر ذلك على نفسه البتة؟!!! .. ولكم استوقفتني وصية نفيسة من العلامة محمد العثيمين رحمه الله لطلبة العلم حيث يقول فيها: (أنا لا أريد من طلبة العلم أن يكونوا نُسخا من كتب .. وإنما أريد منهم أن يكونوا علماء عاملين!!) .. وإخالك لا يخفى عليك تلك المقولة المشهورة التي طالما رددناها فمتى نطبقها؟! .. (العلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل!) .. ولأن تطبيق العلم والعمل به يزيده رسوخا وثباتا فيندر أن يتفلت منك ـ أيها المبارك ـ ..

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015