2ـ الجمع بين الحفظ والفهم .. وطلبة العلم في هذا على طرفي نقيض .. فبعضهم يغلبون جانب الحفظ على الفهم والتفقه .. فتجد الواحد منهم آية في الحفظ ولكن لا يعقل بعض ما يحفظ .. فينعكس هذا سلبا على حفظه فسرعان ما يتفلت!! .. بل ربما يولّد عنده مفاهيم خاطئة لا تمت للإسلام بصلة!! .. وهذه منهجية تفتقر إلى علاج مبكر .. والطريق القويم هو الجمع بين هذا وذاك .. والحرص على الاطلاع على الشروحات الميسرة والمختصرة في كافة فنون العلم واستيعابها وسؤال أهل العلم عما يشكل ..

3ـ امتثال القدوة الحسنة .. فاحرص يا طالب العلم على الالتزام بالسمت الحسن .. وإياك أن يبدر منك ما يكون سببا في القدح بطلاب العلم وتشويه سمعتهم أمام العامة!! .. فأنت واحد منهم .. ثم لا تنس أن تستشعر بسمتك الحسن إخلاص النية لله أولا ..

4ـ عدم ترك العنان لمداخل الشيطان!! .. كالاعجاب بالنفس، والغرور، والتعالي على الآخرين، فهي آفات تحبط الأعمال وتغضب الله عز وجل .. ولتعلم يا طالب العلم! .. أن العلم ليس بكثرة الرواية والدراية .. وإنما بخشية الله تعالى .. وإليك هذه الفائدة الجليلة التي ذكرها العلامة محمد العثيمين رحمه الله عند قوله تعالى في سورة الروم: (وقالَ الذينَ أُوتُوا العِلمَ ... ) الآية 56، يقول رحمه الله: (في هذه الآية دلالة على أن الإنسان لا ينبغي أن يعجب بعلمه؛ لأنه لم يدركه بنفسه، بل إن الله عز وجل منّ به عليه لقوله "أوتوا العلم").

5ـ العناية بأعمال القلوب .. فمن الخلل الذي يسلكه بعض طلبة العلم مع الانهماك في كتب المتون العلمية والمسائل المتشعبة إهمال أعمال القلوب وعدم الاكتراث بها .. فالقلب يحتاج إلى التعاهد .. وطالب العلم بأمس الحاجة إلى تقوية الصلة بالله عزوجل وتعليق قلبه به .. ولا أنجع من ديمومة تدبر القرآن والنظر في سيرة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم .. وأحوال سلفنا الصالح رحمهم الله .. وكيف كانت صلتهم بربهم؟! ..

6ـ إياك وهذا الجرم العظيم!! .. من الأسى أن يتفشى في أوساط طلبة العلم الخوض في أعراض العلماء وتتبع زلاتهم، وتصنيفهم حسب الأهواء بلا مبالاة ولا خوف من الله!! .. وحسبي هنا أن أذكر ما قاله ابن عساكر محذرا من هذا المسلك الخطير يقول رحمه الله: (لم يتكلم أحد في العلماء بالثلب، إلا ابتلاه الله قبل موته بموت القلب!!) .. وغيبة العلماء أشد من غيبة غيرهم!! .. فالحذر الحذر!! ..

7ـ حاجتنا إلى الأخلاق! .. لا أحد ينكر أن القسوة والغلظة والجفاء وجرح مشاعر الآخرين .. أخلاق لا تليق بأي مسلم، فكيف لو صدرت من طالب علم؟! .. حتما سينفض الناس من حوله .. بل لن يقتصر النفور منه فحسب وإنما سيتعداه إلى ما يحمله من العلم والدعوة .. فيكون سببا في الصد عن سبيل الله من حيث شعر أم لم يشعر؟! .. ولطالما تساءلت: إذا فُقدت الأخلاق الحميدة من أوساط طلاب العلم وهم أحق بها وأهلها .. فيا ترى أي الأوساط تحتضن هذه الأخلاق؟!!!.

8ـ إدراك قيمة الأخوة في الله .. وتحصين أسوارها لكيلا يتسلل إليها ما يهدمها كالتنافس غير المحمود والغيرة والحسد .. وأربأ بك يا طالب العلم عن هذه المزالق الخطيرة التي تمزق أواصر الأخوة في الله إلى أن تتلاشى كأن لم تكن!!! ...

9ـ عدم احتقار الذات والتقوقع على النفس .. أين الهمة من طالب علم ارتضى بالكسل رفيقا لدربه؟! .. وآخر أفكاره حبيسة عقله .. وثالث لا ينتج .. لا يشارك .. لا يدعو .. لا يبتكر .. لا يخطو خطوة واحدة .. فالفتور قد أسره!! .. أقول لك يا طالب العلم ـ زادك الله حرصا ـ: ـ

كم من فكرة وخاطرة احتقرها صاحبها واحتبسها زمنا .. فعندما أطلق سراحها كانت تربة خصبة لأعمال دعوية مثمرة!! .. فالهمة الهمة .. (ولا تحقرنّ من المعروف شيئا).

كانت تلك بعض الوقفات التي أحببت أن أضعها بين يديك .. علها أن تصحح المسار .. والله أسأل أن يزيدك علما وفقها وثباتا .. وينفعك بالعلم وينفع بك .. إنه سميع قريب

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ....

ـ[السيد قطب محمود]ــــــــ[22 Mar 2009, 12:54 ص]ـ

جزاكم الله خيرا أيها الأخ الفاضل المبارك / عبدالرحمن الوشمي ومن قبلك الأستاذ الفاضل / عبدالرحمن الهرفي وجعله في ميزان حسناتكما

ولكن لو بينتما طريقة الأخذ والمدة المحددة لذلك لكان أنفع وأعظم

وبالرك الله فيكما

ـ[راجية الجنان]ــــــــ[24 Mar 2009, 08:58 م]ـ

بارك الله فيك اخي ابو العباس و الله انني كنت بحاجة الى هذا السؤال وبارك في كل من افادنا بعلمه واتمنى تثبيت مثل هذه المواضيع 0000000

ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[07 صلى الله عليه وسلمpr 2009, 11:41 ص]ـ

بارك الله في السائل والمجيب، وهذا الأمر يحتاج منا إلى همم عالية في طلب العلم، يقول فضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد في حلية طالب العلم: "من سجايا الإسلام التحلي بكبر الهمة، فكبر الهمة يجلب لك -بإذن الله- خيراً غير مجذوذ، لترقى إلى درجات الكمال،فيجري في عروقك دم الشهامة، والركض في ميدان العلم والعمل، فلا تُرى واقفاً إلا على أبواب الفضائل، ولا باسطاً يديك إلا لمهمات الأمور، فإن الله يحب معالي الأمور، ويكره سفاسفها، إن التحلي بكبر الهمة يطرد منك سفاسف الآمال والأعمال، ويجتث منك شجرة الذل والهوان والتملق والمداهنة، فياطالب العلم ارسم لنفسك كبر الهمة، ولا تنفلت منها وقد أومأ الشرع إليها في فقيهات تلابس حياتك، لتكون دائماً على يقظة من اغتنامها" ص108بتصرف يسير.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015